قال عبد المالك سلال، مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر لرئاسيات 17 أبريل المقبل أمس بتيزي وزو، إن عبد العزيز بوتفليقة سيلتزم بمواصلة مسار تطوير اللغة الأمازيغية . وعلى غير العادة، مر سلال بين صفوف الحضور نحو القاعة التي احتضنت تجمعه الشعبي بدار الثقافة مولود معمري، من المدخل الرئيسي واستهل خطابا دام 38 دقيقة، وهو الأطول له لحد الآن، وقال "يتفق مع سكان منطقة القبائل حول ضرورة تطوير الأمازيغية حتى تلعب دورها الحضاري بالداخل والخارج ". وخاطب سلال الحاضرين بالأمازيغية قائلا "كونوا على يقين بأننا سنواصل في هذا المسار (تطوير الأمازيغية) ويتعين علينا اليوم الانتقال إلى مستويات أعلى بعد أن تم ترسيمها كلغة وطنية، لتصبح إحدى مقومات الأمة الجزائرية". وحيا سلال سكان تيزي وزو، متوقفا مطولا عند تاريخها النضالي العامر بالشهداء كالعقيد عميروش وعبان رمضان وكريم بلقاسم والشخصيات الوطنية كالزعيم حسين آيت أحمد والمثقفين، شهداء للكلمة كالطاهر جاووت ومولود معمري وغيرهم. وربط مدير الحملة الانتخابية للمترشح بوتفليقة بين ولاية تيزي وزو وغيرها من مناطق الوطن ووصفها ب"السند الحقيقي للتطور الاقتصادي للجزائر العاصمة وغيرها من الولايات"، ناقلا تعهد بوتفليقة بالانطلاق في برنامج تنموي جديد لصالحها يرتكز على تطوير السياحة بما سيؤهلها في المستقبل للعب دور كبير في هذا القطاع، وذلك لفائدة الجزائريين والأجانب على حد سواء. وعرج سلال على ما مرت به تيزي وزو من مآسي خلال العشرية السوداء، وهي مرحلة تمكنت من تجاوزها "بفضل سياسة المصالحة الوطنية التي بادر بها بوتفليقة". وفي خطاب-حوصلة لبرنامج المترشح بوتفليقة، دعا سلال سكان تيزي وزو لوضع ثقتهم في شخص المترشح المذكور بغية تمكينه من "انجاز آخر مهمة له ووضع اللبنة الأخيرة لبناء جزائر حديثة تكون الأكبر في المنطقة". واستغل سلال وجود بعض سكان بجاية في القاعة، حملوا لافتات تعبر عن تأييدهم لبوتفليقة، ليُحيي من خلالهم هذه الولاية التي شهدت يوم السبت إلغاء تجمع شعبي له. وقال "لا أحد بإمكانه تخويفنا ونحن من جهتنا لا نعرف معنى الإقصاء"، ثم أضاف "صحيح أننا نتوفر على الإمكانيات لكن يتعين أيضا أن لا ننسى بأن الجزائر مرت بمرحلة عصيبة ومعقدة والعلاج النهائي لكل ذلك يتطلب الوقت الكافي". واعتبر عبد العزيز بلخادم أمس بالمسيلة أن الانتخابات الرئاسية تشكل "تحديات هامة جديدة يبقى الشعب الجزائري مدعو لرفعها". وفي تجمع شعبي بدار الثقافة قنفوذ الحملاوي، دام 15 دقيقة، قال إن الديمقراطية "لا تعني الاعتراض على ترشح ذلك الذي تستوفي فيه كل الشروط المطلوبة من الناحية القانونية أو منع مترشح ما القيام بحملته الانتخابية". وحسب بلخادم فإن مثل هذه التصرفات "لا بد أن ترفض لأنها تشكل دعوة للفتنة وعودة إلى سنوات التسعينيات التي ما يزال الجزائريون يحسون بآثارها وانعكاساتها".