شكلت مواضيع ترقية اللغة الامازيغية و إحترام حرية التعبير و الحفاظ على الثروة السمكية أهم المحاور التي تطرق إليها يوم الأحد المترشحون للإنتخابات الرئاسية ل17 أبريل في خرجاتهم لمختلف ولايات الوطن في اطار اليوم 15 من الحملة الانتخابية. وأكد عبد المالك سلال مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحرعبد العزيز بوتفليقة من ولاية تيزي وزو أن المترشح سيلتزم بمواصلة مسار تطوير اللغة الأمازيغية "التي تعد إحدى المقومات الوطنية للأمة الجزائرية". وعلى وقع هتافات مساندي المترشح بوتفليقة "آسا أزكا بوتفليقة يلا يلا" (اليوم و غدا بوتفليقة يبقى هنا) وتحت أنغام الزرنة القبائلية فيما يشبه العرس فضل سلال -وعلى غير العادة- ولوج القاعة التي أحتضنت تجمع الشعبي بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو من المدخل الرئيسي مارا بين الصفوف التي غصت بالحضورليستهل خطابه بعد ذلك قائلا أنه "يتفق مع سكان منطقة القبائل حول ضرورة تطوير الأمازيغية حتى تلعب دورها الحضاري بالداخل و الخارج". و خاطب سلال الحاضرين بالامازيغية قائلا "كونوا على يقين بأننا سنواصل في هذا المسار (تطوير الأمازيغية) حيث يتعين علينا اليوم الانتقال إلى مستويات أعلى بعد أن تم ترسيمها كلغة وطنية". وعلى الصعيد الاقتصادي وصف سلال ولاية تيزي وزو ب"السند الحقيقي" للتطور الاقتصادي للجزائر العاصمة و غيرها من الولايات ناقلا تعهد بوتفليقة بالانطلاق في برنامج تنموي جديد لصالح الولاية يرتكز على تطوير السياحة "بما سيؤهلها في المستقبل للعب دور كبير في هذا القطاع و ذلك لفائدة الجزائريين و الأجانب على حد سواء". وأستغل سلال وجود بعض سكان بجاية في القاعة الذين حملوا لافتات تعبرعن تأييدهم لبوتفليقة ليحيي من خلالهم كل أهالي هذه الولاية التي شهدت أمس السبت إلغاء تجمع شعبي له بسبب محاولة مجموعة من المتظاهرين اقتحام القاعة التي كان من المقرر أن تحتضن التجمع. ومن جهته دعا المترشح موسى تواتي من شرشال (تيبازة) إلى الحفاظ على الثروة السمكية للبلاد حفاظا على مناصب الشغل التي توفرها لسكان المناطق الساحلية. كمادعا تواتي في نشاط جواري إلى الاهتمام بما تزخر به السواحل الجزائرية من ثروة سمكية متعددة والتي "توفر مناصب شغل كثيرة لسكان المدن الساحلية". و أشار المترشح وهو يجيب أحد المواطنين عن تناقص الثروة السمكية بشرشال بأن محطات تحلية مياه البحر "كانت السبب الرئيسي في عزوف مختلف انواع الاسماك خاصة منها السردين عن الاستقرار في السواحل الجزائرية". و فسر المتحدث قوله بأن النسبة العالية من الأملاح التي تفرزها محطات التحلية "لا تسمح بعيش الأسماك بالمياه الجزائرية وهو الأمر الذي يجب أن تأخذه بعين الإعتبار السطات المعنية حفاظا على ثروتنا السمكية". ومن جانب آخر شدد تواتي على "ضرورة إعتماد مخططات عمرانية تراعي خصوصيات كل مدينة في الجزائر خاصة إذا كانت ذات نمط حضاري وأثري" مبرزا أنه "من الغير المعقول أن تبنى مدينة ما بالفوضى وعدم إحترام مميزاتها الحضارية والثقافية التي تميزها عن باقي المدن". أما المترشح الحرعلي بن فليس فقد دعا من باتنة إلى احترام حرية التعبير في "جميع الأحوال" موضحا أن هذه القيمة تشكل "حجر الزاوية" لمشروع التجديد الوطني الذي يقترحه. و أعرب بن فليس في تصريح للصحافة عن "أسفه لسير هذه الحملة في أجواء مشحونة" وذلك في ردا على الأحداث التي وقعت أمس ببجاية حيث كان من المقرر أن ينظم عبد المالك سلال مدير حملة المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة تجمعا في إطار الحملة الانتخابية. وأوضح المترشح أن الظروف المواتية لسير الحملة في هدوء وسكينة "لم يتم توفيرها لحد الان" داعيا إلى ضرورة "الامتناع عن توجيه الاتهامات الباطلة و التصريحات اللامسؤولة و التي تنم في الواقع عن هروب إلى الأمام". وأعرب بن فليس عن أمله في أن يفضي التنافس الانتخابي إلى "تغليب نقاش الأفكار ومواجهة البرامج" حتى يتمكن الشعب من اختيار المشروع الذي يراه كفيلا بالاستجابة لطموحاته بكل حرية و في كنف الهدوء". وبدوره إستنكر المترشح علي فوزي رباعين في تجمع شعبي نشطه بسيدي بلعباس الاحداث التي تسببت في إلغاء التجمع الشعبي لعبد المالك سلال معربا عن تضامنه ومساندته للاسرة الاعلامية التي كانت تؤدي واجبها المهني وتعرضت للاعتداءات. كم أستنكر الطريقة التي أنتهجها الشباب في الغضب الذي أظهروه مشيرا إلى أن غضبه الشخصي يعبر عنه من خلال النضال السلمي اليومي.