اكتفى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس بعد أدائه لليمين الدستورية بقراءة جزء صغير من خطاب مطول توجه به للشعب الجزائري قبل مباشرة عهدته الرابعة بصفة رسمية، شكر فيه الشعب على التصويت عليه، وأبرز حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وتضمن بقية خطابه أولويات عهدته الجديدة المتمثلة في تعزيز المصالحة الوطنية وتعديل الدستور ومواصلة ورشة الإصلاح السياسي والحفاظ على أمن واستقرار البلاد. وجرت مراسيم أداء اليمين الدستورية وسط حضور غصت به قاعة المؤتمرات بنادي الصنوبر، وفي مدة لم تتجاوز العشرين دقيقة، حيث ردد الرئيس بوتفليقة اليمين الذي كان يتلوها عليه رئيس المحكمة العليا سليمان بودي وفقا لما ينص عليه الدستور، وبدا رئيس الجمهورية الذي لاطالما كان يخطب ساعات خلال عهداته السابقة، غير قادر على إلقاء كلمات اليمين بسهولة. أولويات العهدة الرابعة أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في خطابه المكتوب أن أولوية عمله تتمثل في الحفاظ على استقرار الجزائر ودعم المصالحة الوطنية التي اعتنقها الشعب وتبناها، وأشار إلى أن يد الجزائر مازالت ممدودة إلى أبنائها الضالين. ولدى تطرقه إلى دور الجيش ومصالحه الأمنية في حماية البلاد من أي محاولة تخريبية أو إجرامية، دعا رئيس الجمهورية المواطنين إلى أن يضعوا مصلحة الوطن فوق أي خلاف أو اختلاف سياسي. مراجعة الدستور "توافقيا" وأعلن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أنه سيعيد عما قريب فتح ورشة الإصلاحات السياسية التي ستفضي إلى مراجعة الدستور مراجعة "توافقية"، وذكر أن القوى السياسية وأبرز منظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية ستدعى للإسهام في هذا العمل "بالغ الأهمية"، لتعزيز الفصل بين السلطات وتدعيم استقلالية القضاء ودور البرلمان، وتأكيد مكانة المعارضة وحقوقها وضمان المزيد من الحقوق والحريات للمواطنين. ورشة لمحاربة البيروقراطية ومواصلة إصلاح العدالة كما أعلن رئيس الجمهورية أنه سيفتح ورشة أخرى لتحسين جودة الحكامة والقضاء على البيروقراطية خدمة للمواطنين والعاملين الاقتصاديين، لترقية لامركزية تقوم على ديمقراطية تشاركية للمجتمع المدني في المساهمة في التسيير المحلي، مشيرا إلى أن عملية إصلاح العدالة ستتواصل، ومحاربة الجرائم الاقتصادية وفي مقدمتها الفساد، ومواصلة التنمية لأجل بناء اقتصاد متنوع يكون مكملا لإمكانيات المحروقات. بناء الوحدة المغاربية وعلى الصعيد الخارجي تطرق رئيس الجمهورية إلى التزام الجزائر في بناء الوحدة المغاربية، والمساهمة على الدوام في منظمات دولية منها الجامعة العربية والإتحاد الإفريقي وترقية الشراكة مع الإتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن الجزائر ستظل وفية لمبادئها وللصداقات التي تجمعها مع بقية العالم. ثلاثة مترشحين للرئاسيات يقاطعون حضر حفل أداء اليمين الدستورية كبار مسؤولي الدولة ورئيسا غرفتي البرلمان عبد القادر بن صالح والعربي ولد خليفة ورئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي ومدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى والوزير الأول عبد المالك سلال، وإضافة إلى هؤلاء استجاب المترشح للرئاسيات رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد والأمينة العامة لحزب العمال، إلى دعوة حضور مراسيم أداء اليمين الدستوري، في حين قاطع المترشحين بن فليس وتواتي ورباعين مراسيم الحفل. كما حضر رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي ورئيس اللجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات محمد براهمي ورئيس اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات فاتح بوطبيق والرئيس الأول للمحكمة العليا سليمان بودي.