يرتكب باعة اللحوم البيضاء على مستوى سوق الخضر الواقعة داخل السوق الشعبية للملابس بساحة الشهداء بالجزائر العاصمة عدة تجاوزات فيما يتعلق بطريقة عرضهم للدجاج ومختلف اللحوم البيضاء غير المطابقة للشروط الصحية في وسط محيط يشوبه الكثير من التلوث . ويتجرأ هؤلاء الباعة على عرض طيور الدجاج كاملة أو بشكلها المقسم إلى أجزاء فوق طاولات على الهواء الطلق، إضافة إلى لجوئهم لتعليق هذه اللحوم البيضاء التي لم تكتمل عملية تنقيتها بالشكل المطلوب، ويحدث هذا في ظلّ غياب نظافة المحيط وحتى مكان للعرض، أين تنتشر الأوساخ وتتصاعد الروائح الكريهة، وهي الحالة التي وقفنا عندها داخل الحيز المخصص لبيع الدجاج لأحد الباعة، حيث كانت بقايا وأحشاء الدجاج ملقاة جنب الطاولة المصطفة فوقها قطع اللحم المعروضة للبيع، والقطط تحوم حولها وتتغذى من هذه الفضلات. ومن جانب آخر، يتحايل الكثير ممن ينصبون طاولات بيع الدجاج على مستوى هذه السوق الشعبية على المواطنين حسب ما أوضحته لنا مصادر مطلعة وذلك من خلال إيهام مرتادي السوق بحفظهم لقطع الدجاج داخل جهاز التبريد الذي هو معطل أصلا، ويكفي للتفطن إلى هذه الحيلة النظر إلى حال شفرات جهاز التبريد التي لا تنبعث منها البرودة، فضلا عن ذلك تمتلئ بريش الدجاج، كما أنه عند لمس الدجاجة لا تكون باردة كما تضيف مصادرنا. وتمادى هؤلاء الباعة الذين يتخذون من السوق الشعبية بساحة الشهداء مكانا لنشاطهم، والذين يملكون تراخيص من البلدية مقابل دفعهم لحقوق الكراء في الاستخفاف بصحة المواطنين من خلال اللحوم البيضاء المعروضة للبيع في أماكن ينتشر فيها الغبار والحشرات، وبطريقة العرض على الهواء الطلق التي تكون فيها اللحوم البيضاء معرضة لملامسات الزبائن العشوائية. وتقع كل هذه الأمور المحظورة التي تهدد صحة المواطن بالدرجة الأولى في ظل سكوت وغضّ للبصر من جانب السلطات المحلية، إذ أن طريقة البيع هذه منافية لمعايير الوقاية وحفظ الصحة العمومية التي تقوم من أجلها فرق المراقبة التابعة لمصالح المكتب البلدي للنظافة بعمليات تفتيش فجائية بغية فرض الالتزام والتطبيق الصحيح لمعايير حفظ وبيع اللحوم، والتي تفرض لأجلها عقوبات بإيقاف النشاط أو غلق المحل والمتابعة القضائية للمخالفين.