أسفرت نتائج الإنابات القضائية التي أرسلها قاضي التحقيق إلى ألمانيا يطلب فيها استجواب الضحايا المختطفين بالصحراء الجزائرية سنة 2003 من قبل جماعة إرهابية يقودها الإرهابي المعروف عبد الرزاق البارا إلى رفض تأسّس الضحايا طرفا مدنيا في القضية، أما الإنابة القضائية المرسلة إلى سويسرا فلم يأت بشأنها ردّ. يأتي هذا في الوقت الذي فتحت فيها محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر، أمس، ملف اختطاف السيّاح الأجانب سنة 2003 مجدّدا لمحاكمة أبزر الناشطين مع جماعة البارا، ويتعلق الأمر بكل من فراح عمار، وعيساني ياسين، المحالان بموجب قرار إحالة فيه تهم خطيرة تمس بأمن الدولة وسيادتها. سرد تقرير مصالح السابقة للشرطة القضائية العسكرية جرائم بشعة ارتكبها الإرهابي فراح عمار المدعو "يوسف" في الفترة بين 1993 و2002، وألقي القبض عليه من قبل مصالح الأمن الخاصة للجيش الوطني الشعبي، وبتفتيش منزله بباتنة عُثر على سلاح رشاش من نوع كلاشنكوف ومناشير تحريضية، كانت دليلا على انتمائه إلى جماعة ارهابية، واعترف المتهم بنشاطه سنة 1993 ضمن جماعة ارهابية بآريس ولاية باتنة تحت إمارة المدعو"بن عكة .سمير"، وفي سنة 1994 شارك رفقة 25 فردا من جماعة "ابو ايوب الشيباني" في الهجوم على قرية ميردي في نفس الولاية، أين تم تجريد سكانها من بنادق صيد وذخيرة. ونفس السيناريو تكرّر سنة 1996 في قرية بن دوام وتاوزيان، وبعد فرار المساجين من سجن لومباز كُلّف ذات المتهم بتقديم المساعدة لهم وتوزيعهم على مختلف الكتائب والسرايا، كما شارك في اختطاف عسكري من الناحية العسكرية الخامسة وتم اخلاء سبيله بعدما تعهّد بتقديم طلب شطبه ومد ّيد المساعدة كلما احتاجوا إليه، إضافة إلى حرق ثانوية بثنية العابد، اقتحام منازل وسرقة سيارات، السطو على محلات تجارية بقرية أوغانم ونقل المؤن للجبل الأزرق، وشارك الإرهابي نبيل صحرواي في نصب كمائن باءت كلّها بالفشل. وجدّد الإرهابي المذكور نشاطه – حسب محضر التحقيق - سنة 1998 مع عبد الرزاق البارا أمير المنطقة الخامسة، الذي نقله للعمل ضمن كتيبة الفتح تحت امارة "ابوخبابة " لنصب حواجز مزيفة على الطريق الرابط بين باتنة ووادي سوف والواد الأبيض بتبسة، أين تم اختطاف مواطنين وقتل بعضهم، وفي سنة 1999 شارك البارا في قتل سبعة عسكريين وسلبهم أسلحتهم مع تنفيذ هجوم على فرقة للدرك الوطني بعد تفجير المقّر بصاروخ" آر بي جي 7 " وحرق سيارتين للمصلحة مع سرقة الأسلحة. حوّل البارا فراح عمار سنة 2000 إلى كتيبة الغزوات بهدف تشكيل خلية اعلامية وتعرّف على مسؤوليها، حيث كلّف باقتناء أجهزة للإعلام الآلي، وفي إطار نشاطه مع الخلية تعرّف على أبي محمد اليمني ممثل تنظيم القاعدة ومبعوث اسامة بن لادن، وسهّل اتصاله بحسان حطاب، وعمل على ربط الإتصال مع "ا.مصطفى" بفرنسا لتزويده بمواقع إلكترونية بهدف تطوير علاقاتهم مع منظمات إرهابية عالمية مع تكذيب ما نقلته صحف بخصوص الصراع القائم بين البارا ونبيل صحرواي في تلك الفترة، كما اعترف المعني بالتعامل مع مختار بلمختار سنة 2001 بالجبل الأبيض بتبسة، قبل تنفيذ مخطط البارا لاختطاف 30 سائحا أجنبيا بالصحراء الجزائرية على حد ما ورد في محضر اعترافاته. أما المتهم عيساني ياسين المكنى خالد، فجاء توقيفه بناء على تصريحات المتهم الأول على أنه زميله في خلية الإعلام كما توبع بأعمال إرهابية برّأ منها بقرار من مجلس قضاء باتنة والتمس النائب العام بمجلس قضاء الجزائر عقوبة الإعدام في حق المتهمين.