ينتظر اليوم السبت أن تفتح محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة ملف ما يعرف بقضية ''جرمان كمال'' الذراع الأيمن لعبد الرزاق البار الذي كان قد سرد خلال التحقيق تفاصيل مثيرة حول قضية اختطاف الرعايا الأجانب وتسليمهم إلى زعيم المتمردين التوارق ''إبراهيم باهنقا''، من طرف كتيبة الصحراء التي كانت تحت إمارة عبد الرزاق البارا آنذاك، حيث يواجه المتهم رفقة أربعة متهمين آخرين في حالة فرار تهمة الانخراط في جماعة ارهابية تنشط بالخارج ونشر الرعب والتقتيل وخلق جو من انعدام الامن والمتاجرة واستيراد اسلحة ممنوعة وتصديرها الى الجزائر واختطاف رعايا أجانب. حقائق مثيرة حول ''كتيبة الصحراء'' ويستخلص من الوقائع انه بتاريخ 14جولية 2004، استلمت مصالح الأمن الوطني، الإرهابي المدعو ''جرمان كمال'' الذراع الأيمن لعبد الرزاق البارا، المكنى ''بلال'' أو أبو عبد الجليل، من مصالح الأمن الليبية التي استلمته بدورها من الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة التشادية بعد أن أوقفته في إطار تتبع نشاط الجماعة الإرهابية المسماة ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' عند سماعه، صرح المتهم بأن الوقائع تورطه في الجماعة تعود إلى شهر فيفري 1993، بعد اتصاله بجاره المسمى، الحاج لعقاب إرهاب، قضي عليه سنة 1995، وأخبره بأنه على علاقة مع الأمير المدعو الحاج لخضر المكنى صلاح الدين، هذا الأخير قضي عليه سنة 95، كان ينشط بمنطقة عين الكرشة، فطلب منه المتهم مساعدته على الالتحاق بالجماعات الإرهابية، وتمكن في الشهر نفسه رفقة كل من لخصر وجعفر المكنى الوليد الذي قضي عليه سنة 2000من التنقل إلى جماعة أم البواقي بجبل التريعة، حيث سلح ببندقية صيد ثم شارك في عدة عمليات تمثلت في مداهمة بيوت المواطنين وسلب الأسلحة والأموال من أهالي المنطقة وأنه نشط في فترة 39 95في عدة مجموعات إرهابية، فبعد جماعة قرع سعيدة، انتقل إلى جماعة بوغريق، ثم رجع إلى جماعة قرع سعيدة، لينضم الى جماعة عين الشجرة سنة 94بعين البيضة. وأكد المتهم خلال تصريحاته أمام مصالح الصبطية أنه خلال سنة 1995، قدم الإرهابي صحراوي نبيل المتواجد في حالة فرار، أمير المنطقة الخامسة، وأبو عبد الله الى جماعة قرع سعيدة، ثم قام بتعيين قواز جعفر المكنى أبو الوليد أميرا للمجموعة التي أطلقوا عليها اسم كتيبة الفرقان، التي انضمت فيما بعد إلى جماعة جمال زيتوني الأمير الوطني للجيا آنذاك، والفرقاق بقيادة أميرها زكريا. وتحدث المتهم عن الانشقاق الذي وقع في تنظيم الجماعات الإرهابية سنة 97، وانقسمت إلى عدة مجموعات، حيث تحولت كتيبة الفرقان من القيادة الخامسة وأصبحت تمسى كتيبة الفتح التي تنشط بضواحي الجبل الأبيض، بعدها انتقل المتهم إلى الجماعة الإرهابية التي تنشط بجبال الحوض بقيادة الإرهابي أبو بلال، ليحول فيما بعد إلى سرية تبسة بجبال الدوكال التي كان يقودها الإرهابي عبد الحميد. اجتماع طارئ مع مبعوث بن لادن وخلال سنة 1998، عمل المتهم في تصليح وصيانة الأسلحة وصنع وزرع الألغام، رفقة الإرهابي المكنى البشندي، حيث زرع أول لغم في الجبل الأبيض في السنة نفسها. وأضاف المتهم أنه شارك في عدة عمليات للسطو على 300رأس من الماشية، وقتل راعيها.. وفي خريف السنة نفسها التقى الإرهابي أبو البصير المولدي، وعبد الحق أبو إبراهيم مع الإرهابي المدعو عكاشة البارا من المنطقة الثانية حيث اتفقوا على توحيد الصفوف. كما كشف المتهم أمام الضبطية القضائية عن حضوره اجتماع انعقد سنة 2001الذي جمع الإرهابي خالد أبو العباس مع مرسول تنظيم القاعدة إلى الجزائر، المدعو أبو محمد الأمين الذي جاء في مهمة للتأكد من شرعية نشاطات حسان حطاب، إضافة إلى 7 أفراد آخرين، حينها قام المتهم بنقل الإرهابيين إلى مركز عبد الرزاق البارا بالجبل الأبيض. وبعد يومين أرسل هذا الأخير كلا من حنظلة عبد الحميد لشراء سيارات وتوفير المؤونة بهدف السفر إلى الطاسيلي، بعد أن سلم لهم مبلغا ماليا، وطلب منهم الانتظار في بلدية أبو جندل بالجبل الأبيض، من أجل الخروج إلى التراب المالي بغرض شراء الأسلحة والذخيرة ووسائل الاتصال من هذا البلد. تفاصيل عن حجز الرهائن، صفقة السلاح واشتباك البارا مع حركة تشادية وفي صائفة 2002، أضاف المتهم أنه بعد رجوع عبد الرزاق البارا المدعو خالد أبو العباس ومرافقيه، إضافة إلى الشايب حاسن الذي قضي علية في النيجر على متن خمس سيارات من نوع طويوطا، محملة ب 60سلاحا رشاشا وبندقية نصف آلية وعدد من صناديق الذخيرة الحية 02من سلاح الدوشكا 02، ديكتاريوف والآر بي جي 7 محطة راديو محمولة تستعمل في الاتصالات اللاسلكية، ثم قام عبد الرزاق البارا بتقسيم هذ الأسلحة والذخيرة على كتيبة الفتح والسرايا التابعة لها وهي سرايا كل من تبسة، قاعدة وستيلي وبوطالب وبوعريق بولاية باتنة، الأمر الذي أنشأ عدة خلافات وكانت بسبب قيام البارا أيضا في إنشاء كتيبة طارق بن زياد المعروفة بكتيبة الصحراء المتكونة من 71 فردا بإمرة المدعو عبد الحميد من ورقلة. وفي سبتمبر 2002، انطلقت هذ ه الكتيبة التي تضم المتهم الذراع الأيمن للبارا، وهو مسلح برشاش من نوع ماق، على متن سيارتين من نوع طويوطا في اتجاه الطاسيلي بالصحراء الجزائرية. وفي سنة 2003، التحق بهم عبد الزراق البارا، حيث تمركزوا على بعد 100كلم بجبال الطاسيلي بولاية إليزي. وبعد 10أيام نصبوا كمينا لسيارات شركة مارة في الصحراء باتجاه غرب الطاسيلي، وإيقاف واقتياد 3 سياح رجال كانوا على متن درجات نارية. كما تم إيقاف 4 سياح آخرين، اثنين من هم رجال ن من جنسية سويسرية كانوا على متن سيارة طويوطا، ليقوموا فيما بعد بإيقاف 4 سياح من جنسية مالية، كانوا على متن دراجات نارية، حيث احتجزوهم في مكان تمركزهم بالطاسيلي بعد ترك الآليات على حاشية الجبل وتمكنوا من الاستيلاء على 7 أجهزة توجيه عبر الأقمار الصناعية من نوع ''جييا سبيسي'' ومبالغ مالية معتبرة من الاورو، حيث اخبرا البار، السياح انه سيحتجزهم مقابل الفدية، وبعد 30 ايام ارسل البارا 15فردا في اتجاه جنوب الصحراء، ليلتحق بهدها عدد اخر يقدر بحوالي 10افردا على متن سيارة طويوطا، اين تمكنوا من ايقاق 40 سياح اخرين من المانيا، كانوا على متن سيارة من نوع افيكوا، ارسلهم الى مقر تمركز الجماعة الارهابية، فيما اكمل هو الطريق باتجاه الجنوب، على متن سيارات السياح المحتجزين، وبعد شهر من العملية، نجح البارا في التفاوض مع والي ولاية قاوا عن طريق الراديو، وبواسطة عبد الله ابو خولى، وعلم المتهم بان البارا، أرسل سيارتين بسائقيهما من أجل نقل الرهائن إلى مكان التسليم، بينما توجه المتهم مع مجموعته، رفقة 41 رهينة إلى مكان التسليم، على الحدود المالية الجزائرية، الذي يبعد 001 كلم عن الحدود الجزائرية، وعند وصول البارا والمجموعة المرافقة له، التقى بوالي ولاية قاوا، إلى جانب زعماء القبائل عياد وإبراهيم باهنقا أمير المتمردين التوارق، حيث سلم لهم البارا 14رهينة أجنبية مقابل 5 ملايين أورو، بعد أن توفيت رهينة من جنسية ألمانية بعين صالح بسبب الحرارة، فيما فر 17سائحا على إثر اشتباك وقع بين البارا وقوات الجيش الوطني الشعبي خلال شهر جويلية 2003، ليظل 14سائحا فقط رفقة عبد الزراق البارا، تلك الأموال التي اشترى بها البار أسلحة وذخيرة من سكان القبائل المالية المجاورة، تمثلت هذه الأسلحة في 400مسدس رشاش 15قاذفا صاروخيا من نوع أر.بي.جي 2 و5 هاون 18 ملم وبنادق مضادة للطيارات و5 محطات راديو نوع كودا. وعند تنقلهم على مستوى الحدود التشادية، وقعوا في اشتباك مع الجيش التشادي، حيث فروا بعدها نحو جبال تبستي على إثر تبادل إطلاق النار، ومطاردتهم من قبل الجيش التشادي، حيث اختبأوا في الجبال بعد ترك سياراتهم، ثم بعد التفاوض خرجوا ليتقابلوا مع رئيس الحركة المسماة الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة، حيث عرض البارا على رئيسها المدعو'' لانشي'' السماح ببناء قاعدة خلفية للإرهاب بجبال تبستي مقابل أن يوفر له هذا الأخير الأسلحة وفتح الطريق له إلى السودان بهدف ربط الاتصال مع التنظيم الإرهابي المعروف بالقاعدة بزعامة بن لادن، لكن في الأخير، قام لاتشي، بتسليمهم للسلطات الليبية.