عفن، خدمة صحية متدنية إهمال حتى الموت، وغياب الأمن..هذه حال مستشفى ابن رشد بعنابة، مستشفى يوصف بمقبرة الصحة، لأن من يغادره إما ميت من الإهمال أو حامل لأمراض. ارتبط سوء الخدمات الصحية والأوساخ بمستشفى بن رشد، فالمتردد على المستشفى مريضا كان أو زائرا تستقبله الروائح الكريهة من الباب وترافقه إلى أجنحة المستشفى، ما حكم على النظافة بالإعدام. وصمة عار عاملات النظافة تخلين عن مهمتهن وأصبحن يعاملن المرضى كرئيسات مصالح، وهو ما وقفت عليه السلام في مصلحة الولادة، أين كانت عاملات تنقلن الحوامل بعد الولادة بطريقة همجية وسوء في المعاملة. أما الحصول على سرير ترقد فيه الحوامل فهو لمن استطاع إليه سبيلا، ما تسبب في فقدان من الأجنة قبل ساعات من ولادتهم، بسبب الإهمال والتسيب الذي تشهده المصلحة، خاصة وأنها تعج بالأطباء المتدربين تنقصهم الخبرة والاحترافية في المهنة، وهو ما يضع حياة المرضى على المحك. أعوان أمن.. ولكن يشهد المستشفى عشوائية في توظيف أعوان الأمن، وأكدت مصادرنا أن العديد منهم عاشوا سنوات ضمن عصابات تزرع الرعب في الأحياء التي يقطنوها، قبل توظيفهم، وهو ما تعكسه الألفاظ البذيئة التي يتلفظونها أمام العائلات دون احترام، ويسمحون في الكثير الأحيان بدخول السكارى والمنحرفين إلى المستشفى، وهو ما حدث ليلة الاثنين قبل الماضي، حيث شهدت مصلحة الاستعجالات الطبية، شجارا عنيفا بين مجموعتين من الشباب بعد تعرض احدهم لاعتداء بالسلاح الأبيض، ينحدر من منطقة سيدي سالم، وأصيب في الرأس، ثم لحقت به المجموعة ودخلت المستشفى، ما سبب هلعا في أوساط والمرضى وعائلاتهم وانتهى الأمر بتوقيف بعض المتورطين من قبل عناصر الأمن. وهذه الحادثة ليست الوحيدة.. سبقتها عشرات من مثليلاتها. سرقة الرضع.. والأمهات تستغيث عرفت مصلحة الولادة بتاريخ 17 نوفمبر من السنة الماضية، اختفاء رضيع حديث الولادة من المصلحة، ما أحدث حالة استنفار قصوى دون جدوى، لأن خاطفته فرت إلى وجهة مجهولة، بعدما نصبت على أمه وأوهمتها أنها ستقوم بتلقيحه. وتفطنت عائلة الرضيع المنحدرة من منطقة وادي زناتي بولاية ڤالمة لغياب الرضيع لأن أمه لا تستطيع الحركة لخضوعها إلى عملية قيصرية، وكانت الصدمة كبيرة على العائلة التي لم تستطيع الفرح ببكرها، فيما أكدت مصادر السلام، أن لا جديد في القضية، ولم تتمكن مصالح الأمن من القبض على الفاعلة، التي من المرجح أن يكون لها شركاء داخل المستشفى. وأكدت الحادثة وجود تسيب مطلق بالمستشفى والمريض هو الضحية الوحيدة. سرقة معدات بالجملة وحديث عن بيع كفن الموتى سجلت بالمستشفى في الآونة الأخيرة، سرقة العديد من المعدات الطبية، آخرها جهاز قياس نبضات القلب، واعترفت إدارة المستشفى بذلك، وقالت إنها قامت بمعاقبة المتورطين. وأسرت مصادر من محيط مصلحة حفظ الجثث، أن فضيحة من نوع آخر هزت المصلحة، بعد ورود معلومات تفيد أن أحد العاملين بها يبيع الأكفان لعائلات موتى في المستشفى بأسعار زهيدة، ويستهدف هذا الشخص الوافدين من خارج الولاية، خاصة سكان البادية والصحراء بهذه البزنسة. وكتمت إدارة ابن رشد صوت الفضيحة خوفا من تداعياتها الفضائحية، وكأن ما فلعله عمالها لا تقشعر له الأبدان ويسيء إلى الإسلام والمسلمين. إهمال وموت مريضين في ظرف 3 أيام عرفت مصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى يوم الأربعاء قبل الماضي، موت مريضة من ولاية تبسة تبلغ من العمر 48 سنة، بسبب الإهمال، ما أحدث فوضى كبيرة، بعد الحركة الاحتجاجية التي شنتها عائلة المتوفاة. وحسب مصادر السلام، التقرير الطبي للمريضة يؤكد أنها كانت في حالة حرجة، وكان من المفروض إجراء عملية لها في حد أقصاه يومين، لكن الطاقم المشرف على المريضة تركها تنتظر أسبوعا كاملا، قبل أن تسوء حالتها وتغادر الحياة دون معاقبة المتسببين في ذلك. بعدها بثلاثة أيام اهتز المستشفى يوم السبت على وقع فضيحة أخرى بالعثور على مريض في العقد السادس من العمر جثة هامدة داخل مرحاض النساء، بعد مغادرته السرير مدة فاقت 14 ساعة، يدون تفطن الطاقم الطبي المشرف عليه ولا حتى عاملات النظافة الحاضرات-الغائبات. توقيف رئيس مصلحة الاستعجالات ولجنة تحقيق وزارية أوقفت إدارة المستشفى، رئيس مصلحة الاستعجالات وطاقم المناوبة المسؤول عن الفضيحة تحفظيا إلى حين استكمال التحقيقات الأمنية، وقد حلت لجنة تحقيق وزارية يوم الأربعاء الأخير يترأسها مفتش مركزي بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات للتحقيق في هذه الفضيحة في انتظار ما سيفضي إليه تقرير اللجنة التي غادرت المستشفى نهاية الأسبوع. ويأمل المريض المتوجه للمستشفى أن تضرب الوزارة بيد من حديد لمعاقبة المتسببين في رداءة الخدمات المقدمة بالمستشفى والحد من الاستهتار بأرواح الناس.