انفجر غضب العشرات من القاطنين بقرية لمزارة التابعة لبلدية قجال جنوبسطيف، بسبب معاناتهم من سواد المحاجر، حيث أقدموا على غلق الطريق الإجتنابي الرابط بالطريق الوطني رقم 75 المؤدي لمدينة سطيف، بالقرب من قرية لمزارة. جاءت هذه الخطوة من طرف سكان القرية احتجاجا على الغبار المتطاير من المحاجر المجاورة لسكناتهم وما يخلفه ذلك من إصابات بأمراض مزمنة، إضافة إلى إتلاف شاحنات الوزن الثقيل للطريق. ويطالب المحتجون السلطات المحلية بالتدخل للتكفل بهذا الانشغال وفرض إجراءات صارمة للحد من انتشار المحاجر بكثرة بإقليم بلدية قجال، خصوصا بالقرب من قرية لمزارة، التي حسبهم لا تحترم المعايير الخاصة بالعمل في ظل المتاعب الكثيرة التي تسببها لهم خصوصا انتشار الغبار، ما أثر بالدرجة الأولى على صحتهم وصحة أبنائهم الذين أصيبوا بعدة أمراض أهمها الربو والحساسية بعد طحن الحجارة والحصى من دون اتخاذ الإجراءات الضرورية مثل رشه بالماء وتركيب المصفاة التي تحول دون انبعاث الغبار في كل الإتجاهات. وأضاف المعنيون بأنهم تضرروا كثيرا من مرور الشاحنات ذات الوزن الثقيل يوميا عبر مختلف طرق البلدية وخصوصا بالقرب من قريتهم، خصوصا الطريق الإجتنابي الرابط بالطريق الوطني رقم 75 المتضرر جراء مرورهم معبئين بالحجارة والحصى بوزن زائد، مما جعله يعاني من الإهتراء التدريجي و عدم صلاحيته للاستعمال رغم إعادة تهيئته وتعبيده التي لم يمر عليها سوى بضع سنوات، ما قد يؤثر سلبا على القرية وسكانها ويعزلهم عن العالم الخارجي، ناهيك عن معاناتهم جراء الاستعمال المفرط للمتفجرات المخصصة لتفتيت الحجارة، حيث تسبب استعمالها العشوائي دون احترام الوقت في صدمات نفسية للسكان مع تضرر مساكنهم من التشققات، ويطالب المحتجون بضرورة إلزام أصحاب المحاجر باحترام شروط العمل، سواء من ناحية وضع الاحتياطات الضرورية لأجل الحد من الغبار المتصاعد بوضع مصفاة في كل محجره أو احترام أوقات استعمال المتفجرات وبكميات قليلة وكذا احترام الوزن المسموح به للشاحنات وتنظيم أوقات مرورها عبر الطريق المحاذي للقرية مع القيام بالمراقبة الدورية لهذه المحاجر و العمل على تحويلها في منطقة غير آهلة بالسكان، وفي هذا السياق كشف مصدر مسؤول بمديرية البيئة بأن نشاط المحاجر يحدده قانون المحاجر والمقالع، الذي ينص على ضرورة احترام دفتر الشروط المتفق عليه سلفا، من بنيها شروط الوقاية والسلامة واحترام السلامة البيئية وصحة المواطن وعدم إحداث الأصوات المزعجة أو الروائح الكريهة. أو وفي هذا الصدد شكّلت المديرية الوصية لجنة ولائية مشكلة من مختلف القطاعات تقوم بمعاينة دورية لنشاط المحاجر ومدى التزامها بالمعايير المطبقة، ولا تتوانى ذات اللجنة في غلق كل محجرة لا تلتزم بشروط العمل.