أكثر من شهر بعد مصرعه في حادث غامض بدأت خلفيات الموت المفاجئ والغريب الذي ألهم كل الاحتمالات لزعيم تمرد طوارق مالي “إبراهيم آغ باهانغا” تتكشف. وقالت مصادر على دراية بالملف أن الزعيم المالي كان قافلا من ليبيا، حيث تحصل على كميات كبيرة من السلاح وخبأها غير بعيد من “تين زاواتين” بمحاذاة الحدود الجزائرية. وفي أثناء هذا أخبرت عيون تابعة له أن جماعة ليست بجماعته هي أيضا في طريق العودة من ليبيا مدججة بالسلاح الليبي الموجه إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي فقرر باهانغا تعرض طريق القافلة لأخذ السلاح. وفعلا بلغت القافلة المكونة من عدة سيارات رباعية الدفع مكان الكمين وهو يبعد بحوالي 40 كلم جنوب “تين زاواتين”، وأوقف الرجال الماليين وطلب منهم إما ترك السلاح والمضي في سبيلهم بلا قتال، وهذا أنفع للجميع وإما القتال وأخذ السلاح في جميع الحالات لأن عناصره كانت تتكون من حوالي خمسين رجلا يفوقون بعدتهم وعددهم رجال القافلة الراجعة من ليبيا فكان لباهانغا ما أراد. وتضيف مصادرنا أن باهانغا عاد بحمولته إلى مقره الجبلي وكان الوقت وقت المغرب وكان هو الذي يقود عربته وكان سيره في الاتجاه المعاكس للشمس فاعترض طريقه جمل فأراد باهانغا أن يتفاداه، وكان يسوق بسرعة كبيرة فانقلبت به السيارة ورمته خارجا قبل أن تنقلب عليه مردية إياه مقتولا، في حين أصيب مرافقه بجروح خطيرة في رأسه وحمل إلى داخل التراب الجزائري حيث أجريت له قرابة عشرين غرزة في جلد الرأس. وكانت أكثر الأوساط تفاجأت إثر الموت الغريب إثر حادث مرور للزعيم المالي حين أعلن أن إبراهيم آغ باهانغا الزعيم الأكثر تطرفا للمتمردين الطوارق لقي مصرعه ودفن في اليوم نفسه، مما أثار تأويلات عديدة تمحورت على أن الرجل لا بد من أن يكون مقتولا لأنه رفع السلاح قرابة ربع قرن فغريب أن يموت غير مقتول. غير أن الرواية التي قدمها موالوه أياما بعد دفنه أكدت أنه كان لقي حتفه إثر حادث لكن لم تقدم الملابسات ولا الظروف لهذا الحادث. وكان “باي آغ الحسن” الذي ينتمي إلى عائلة “آغ باهانغا” قال حينها إن “ابراهيم آغ باهانغا قضى في حادث في شمال شرق مالي وتم دفنه”. ولم تتضح وقتئذ طبيعة الحادث وظروفه وأكد العديد من نواب منطقة كيدال في شمال شرق مالي هذه المعلومات، وكانت مصادر عدة اتهمت آغ باهانغا بالاستيلاء على أسلحة في ليبيا مستفيدا من التمرد الذي اندلع في هذا البلد قبل ستة أشهر ضد نظام العقيد معمر القذافي، ويرى مراقبون أن آغ باهانغا لم ينضم بالكامل إلى العملية التي انبثقت من اتفاقات الجزائر الموقعة في 2006 بين الحكومة والمتمردين الطوارق الماليين لإعادة السلام إلى شمال مالي البلد الذي شهد عددا من حركات تمرد الطوارق. وقد أقام في ليبيا حوالى سنتين بدءا من فيفري 2009 بعدما رفض المشاركة في عملية السلام هذه، قبل أن يعود إلى مالي في جانفي من السنة الجارية لينضم الى العملية، وكانت مجموعة من الطوارق بينهم آغ باهانغا استأنفت القتال في 2006 ونهبت مستودعات لذخائر الجيش في الشال قبل أن تنسحب إلى التلال غير البعيدة عن الحدود الجزائرية وبعد وساطة جزائرية وقع المتمردون الطوارق والحكومة المالية اتفاقات للسلام في العاصمة الجزائرية في عام 2006 .