استفز المخرج المسرحي جمال مرير، جمهور ركح المسرح الوطني "محي الدين بشطارزي" في العاصمة، وجعله يتفاعل معه أول أمس، بعرض مسرحية "ليلة غضب" للكاتب محمد بورحلة، والتي تدخل في إطار المنافسة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته التاسعة. أكد المخرج جمال مرير، ان مسرحيته تلبس ثوبا جديدا يمزج بين الكوريغرافيا والتمثيل، وقال إنه جردها من السينوغرافيا والديكورات ليتولى الممثل خلق وسائل السينوغرافيا بالتمثيل، ليكون وحده من يحرك العرض ويملأ الركح بفرض الإيقاع اللازم للسير الحسن للعرض. وأفاد المتحدث أن عمله يعد استفزازيا لأنه يعتمد على الرمزية، وهو ما يجعل المتفرج يفكر في أمور كثيرة واتجاهات متعددة يوحيها العرض، وبذلك يظهر بأنه يمرر أكثر من رسالة، مشيرا إلى أنه لم يحدد الفترة الزمانية أو المكانية، مؤكدا أن استعمال الرمزية في المسرح لا يعد عقدة أو بسبب قيود سياسية معينة تجعله يهرب من الخطابات المباشرة، وقال إن المسرح الحالي يملك متسعا من الحرية التي تخوله لمعالجة مختلف المواضيع مهما كان نوعها. وجاء في ملخص المسرحية أنها تعالج قصة أربعة أخوة زج بهم في زنزانة واحدة دون أن يعلموا سبب ذلك، تجول بخاطرهم أفكار متضاربة ويتبادلون التهم والعواطف سنة كاملة، إلى أن يقرر الكاهن الأعظم تقديم واحد منهم قربانا للآلهة بتهمة دخولهم المدينة ليلة غضب جلالتها، تتشابك الأحداث وتقترب ساعة الذبح وتزيد وتيرة الخوف، إلى أن يفصح الكاهن عن المذنب الحقيقي. علي عواد: "ليلة غضب" تجسد استبداد السلطة للإنسان الواعي باسم الدين" من جهته، أكد الناقد العراقي علي عواد، أن "ليلة غضب" تعالج إشكاليات السلطة مع الانسان الواعي، وتحمل إشارات واضحة إلى ما جرى في الربيع والإنتفاضات والثورات العربية، كما تجسد صراعا بين المنطق واللامعقول. وأضاف المتحدث خلال مداخلته في اللقاء النقدي الذي جمعه مع الناقد ناصر خلاف، إلى جانب كل من مخرج النص جمال مرير والكاتب محمد بورحلة، أن المسرحية اتسمت ببعض السخرية من خلال إستهزائها من الواقع الإستبدادي لتكون دعوى إلى تحرر الإنسان من العبودية، وقال إن حيونة الإنسان التي قدمها المؤلف وهو إسقاط لمعظم السلطات التي تنظر إلى المواطنين على أنهم قطيع حيوانات وتزج بهم في السجون لا لشيئ إلا لأن تفرض سيطرتها وإستبدادها. عمل ترجم وضع عديد الدول التي تحكم باسم الدين. وأعاب الناقد العراقي على النص استخدام العتمة والأضواء الخافتة، وقال إن العرض كان ليكون أفضل لوتم استغلال الأضواء أكثر تلعب دور شخصية أخرى في تعميق جمال النص. م.بكير