استطاع أول أمس ، طاقم عرض »ليلة غضب» من تقديم عرض شامل على ركح بشطارزي من خلال أدائهم في مسرحية كتب نصها محمد بورحلة و وقعها ركحيا المخرج جمال مرير الذي راهن على الممثل للتنافس على جوائز الطبعة 9 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف الذي يعرف مشاركة 17 عملا من مختلف المسارح الوطنية. تفنن الممثلون في ترجمة رؤية المخرج لنص الكاتب المسرحي محمد بورحلة، حيث بني العرض كاملا على أجساد الممثلين، في مسرح خاو من أي ديكور أوجسم دخيل أو اثاث، لدرجة أن الممثلين هم الذي يؤدون كل الوظائف بما فيها مقعد وسرير الكاهن. ونجح الراقصون في مجاراة كفاءة الممثلين،عبر الكوريغرافيا حيث لم تكن لوحات الرقص عشوائية أو مقحمة، واقتربوا من التعبير بحركاتهم عن عذابات الإنسان وحتى في جلدهم للمعذبين بفنية عالية. واعتبر المخرج جمال مرير أن »ليلة غضب» هي »اعتراف للمثل الذي يبقى العنصر الأساسي للعرض المسرحي» وهو ما قام به من خلال العرض الذي اعتمد 12 ممثلا تمكن من تسيير حركاتهم على الخشبة. وتنتمي مسرحية »ليلة غضب» إلى المسرح التجريبي وتعتبر أول عمل تجريبي ضمن المنافسة حيث رفعت سقف المنافسة باحتفائها بالممثل وتقديمها لعمل مفاجئ للمتلقين ولمسار العروض لحد الآن. وتحكي المسرحية وضع أربعة أشقاء يجدون أنفسهم في زنزانة ليقدم أحدهم قربانا للآلهة حيث يجد الإخوة أنفسهم مطالبين باختيار أحدهم قبل أن يتدخل الكاهن الأعظم الذي يمارس طقوس الولاء للآلهة ويحقق أوامرها. ويتطور أداء الممثلين تدريجيا من بشر يقعون في ورطة إلى حالة من القبول لصفة حيوانية، حيث يتحولون إلى كلاب في رمز إلى القهر الذي يعيشه الرعية في حكم وهمي مبني على تعاليم الآلهة التي يعرفها الكاهن الأعظم وحده. ويبرز الممثل سمير أوجيت (أحد الإخوة الأربعة) في تأدية دور مميز، حيث كان موزعا على المسرح من خلال تقاسمه الحوار مع مختلف الممثلين، وكان صوت العقل ضمن الوهم الذي يسوقه »الكاهن الأعظم» ويرضى به الجميع. ويمثل العرض مسرح باتنة الجهوي وهو للكاتب المسرحي محمد بورحلة الذي سجل حضوره في المهرجان بمسرحية »في انتظار المحاكمة» بينما يعود المخرج جمال مرير إلى العمل التجريبي بعد مسرحية »الدالية» في .1997 البطاقة الفنية اللمسرحية : المسرح الجهوي باتنة نص: محمد بورحلة إخراج: جمال مرير كوريغرافيا ومساعد المخرج: رياض بروال موسيقى : رفيق بلعابد »عصام» سينوغرافيا: عبد الرحمان زعبوبي