قدمت، أول أمس، على ركح المسرح الجهوي لسكيكدة مسرحية ”ليلة غضب الآلهة ” التي أنتجها المسرح الجهوي لباتنة وأخرجها جمال مرير وسط إقبال كبير من الجمهور السكيكدي الذي تفاعل مع قصتها وأطوارها حتى اللحظة الأخيرة. في زمن تجاوز ساعة، عاش عشاق أب الفنون مع أحداث هذه المسرحية التي أخرجها كتب نصها محمد بورحلة ففي 6 مشاهد غلب عليها طابع الخيال الممزوج بالواقع جمع النص بين المأساة والإضحاك مما أضفى على العمل طابعا مميزا زاد من إعجاب الحضور. وتروي أحداث هذه المسرحية التي يؤدي أدوارها الممثلون سمير أوجيت وصالح بوبير وزاوي محمد الطاهر و كذا عز الدين بن عمر قصة أربعة إخوة زج بهم في زنزانة واحدة دون أن يعلموا سبب ذلك ثلاثة منهم حائرون ويحاولون نسيان وضعهم أما الرابع فيسخر كأنه لا يعي مدى خطورة الورطة التي وقعوا فيها. وبعد سنة من العزلة والحياة المزرية رفقة الجرذان والصراصير أصدقاؤهم الوحيدين في الزنزانة يعلمون سبب سجنهم ويتم إخبارهم بالعقوبة التي تنتظرهم لجريمة دخولهم المدينة بعد غروب الشمس وهذا بعد تقدم الكاهن الأعظم نحوهم لإخطارهم بذنبهم الكبير والمتمثل في تعديهم على أمر مقدس للغاية بدخولهم المدينة ليلة غضب الآلهة وبالتالي لن يشفى غليلها ويهدأ غضبها حتى يضحى بأحدهم ذبحا. و يتضمن العرض الكثير من الرمزية ويحمل في طياته العديد من الرسائل المشفرة التي زاد من عمقها براعة أداء أبطال المسرحية على الخشبة خصوصا وأنها تزاوج بين الفن المسرحي والتعبير الكوريغرافي. وكانت لغة الخطاب النثر والشعر الفصيح مع اللجوء أحيانا للعامية لإضحاك الجمهور هذا الأخير الذي تطلع إلى الإكثار من مثل هذه الأعمال التي لها مغزى. للإشارة يندرج هذا العرض في إطار البرنامج المسطر من طرف إدارة المسرح الجهوي لسكيكدة لإحياء ليالي رمضان والتي تتواصل بمشاركة عديد الفرق المسرحية. للتذكير المخرج جمال مرير خريج معهد الفنون الدرامية ببرج الكيفان سنة 1972 شغل منصب مدير سابق لمسرحي قسنطينةوعنابة، وقام بإخراج العديد من الأعمال المسرحية من بينها مسرحية الزنبقة إنتاج مسرح عنابة الجهوي عن نص للصحفي بوجادي علاوة، مسرحية عام الحبل للأديب مصطفى مطور إنتاج مسرح سكيكدة، أولاد لابلاس دارم للكاتب حميد قوري إنتاج مسرح عنابة، كما شارك العام الماضي في إخراج مسرحية جورج دون دين للكاتب العالمي موليير وذلك مع فرقة لاكوليدوان بجنوب فرنسا، وفي نهاية سنة 2013 قام بإخراج مسرحية ”ميموزا” الجزائر الناطقة بالامازيغية إنتاج المسرح الوطني.