عرفت تجارة المخدرات بولاية تلمسان تناميا كبيرا خلال هذه السنة، حيث تبين الاحصائيات المقدمة عن ارتفاع منحنيات تهريب الكيف المعالج بشكل فاق كل التوقعات. دقت مختلف الجمعيات والمنظمات الانسانية والمنتخبين والمسؤولين ناقوس الخطر إزاء الظاهرة، مطالبين بإجراءات ردعية للحد من تهريب الكيف المعالج. وقد تمكنت مصالح الأمن نهاية الأسبوع بدائرة ندرومة من حجز 20 قنطارا من المخدرات في حافلة للنقل الجماعي عرف صاحبها كيف يلوذ بالفرار مستغلا التضاريس الصعبة. وقد كشف مصالح الجمارك بتلمسان أنها قد تمكنت من حجز 14 طنا و925 كلغ من الكيف المعالج القادمة من المغرب وذلك خلال 51 عملية أجريت بمختلف المناطق الحدودية. وذكرت المديرية الجهوية للجمارك لتلمسان أنه من أهم هذه العمليات التي أنجزتها فرق الجمارك في مكافحتها للتهريب والمخدرات تلك التي حققتها فرقة الغزوات نهاية الاسبوع المنصرم بدائرة ندرومة والتي سمحت بحجز 3 أطنان و369 كلغ من القنب الهندي. وبلغت حصيلة المحجوزات لهذه البضاعة السامة خلال فصل الصيف الجاري 7 أطنان و235 كلغ وإلى جانب الكيف المعالج فقد تم خلال هذه السنة حجز المخدرات الصلبة خلال ثلاث عمليات، حيث بلغت الكمية الاجمالية المحجوزة 185غ من الكوكايين حسب المديرية الجهوية للجمارك لتلمسان التي أكدت أنها اعتمدت استراتجية جديدة تهدف إلى التضييق على شبكات تهريب المخدرات ومحاصرتها. وفي سياق متصل، كشف التقارير الأمنية الأخرى عن تضاعف نشاط شبكات تهريب المخدرات بشكل كبير هذه السنة، نظرا للمنتوج الكبير من المخدرات بالمملكة المغربية إضافة إلى انخفاض محسوس في كلفتها مقارنة بالسنوات الثلاث الأخيرة، حيث ارتفعت نسبة التهريب من 33 بالمائة خلال السنة الفارطة إلى أكثر من 70 بالمائة هذه السنة، وهو مايستدعي دق ناقوس الخطر والتفكير في طرق وأساليب جديدة لمكافحة تهريب المخدرات وللتضييق على شبكات المهربين الذين باتوا ينتهجون كافة الطرق للإفلات من الرقابة الأمنية اللصيقة، خاصة على مستوى الطرق المؤدية من وإلى الحدود الجزائرية-المغربية. وكشفت آخر الإحصائيات عن حجز ما يزيد عن 1700 قنطار من المخدرات أغلبها من الصنف العالي الذي يكثر عليه الطلب في الدول الأوروبية وفي دول المشرق العربي كقطر والإمارات، وهو ما أفضت إليه دراسة ميدانية قامت بها مصالح الأمن، حيث اكتشفت بعدها حجزها لثمانية قناطير من الكيف المعالج بدائرة ندرومة السنة الفارطة، أن هذه الكمية المعتبرة كانت متوجهة إلى الإمارات العربية المتحدة، من خلال الكتابات التي كانت فوق الطرود، وقد كشفت إحصائيات مصالح الأمن المشتركة بولاية تلمسان، عن حجز نحو 1700 قنطار من الكيف المعالج أي ما يعادل 55 ألف كلغ من الحشيش المغربي وتعادل هذه الكمية الكبيرة المرشحة للإرتفاع مع نهاية السنة الجارية نحو 05 قنطار من محجوزات الكيف يوميا منذ بداية السنة الجارية. ويرى مصدر على علاقة بمكافحة المخدرات أن الكمية المحجوزة التي تتجاوز 95 طنا لحد الآن لم يتم تسجيلها في تاريخ مكافحة المخدرات بالحدود الجزائرية المغربية منذ أن كانت الحدود الجزائرية المغربية مليئة بالنشاط اليومي المكثف، وقد كشف تقرير صادر عن جمعية تكافح المخدرات بتلمسان أن عمليات التهريب الكبيرة مسنودة من طرف بارونات المخدرات الذين يستغلون شباب وشيوخ ونساء لا حول لهم ولا قوة لتمرير السموم نحو الولايات الداخلية، في الوقت الذي كشفت فيه مصادر أخرى أن كميات الكيف لا تمثل سوى خمسة بالمائة من إجمالي المخدرات المهربة والملاحظ في العمليات التي أحبطتها مختلف أسلاك الأمن لجوء عصابات التهريب إلى استعمال سيارات اسبانية من المرجح أنها مسروقة يتم استعمالها في عمليات التهريب بغرض عدم ترك أي دليل مادي يمكن أن يكشف هوية المهربين.