أثار إيقاف فتاة تونسية طالبة بكلية الطب على رأس الجناح الإعلامي لتنظيم أنصار الشريعة المحظور وكتيبة عقبة ابن نافع الإرهابية صدمة في تونس ووسائل الإعلام المحلية صباح أمس. وكشفت وزارة الداخلية أمس، أنها فككت خلايا إرهابية من بينها الجناح الإعلامي للتنظيم المحظور والخاضع لإدارة فتاة طالبة بكلية الطب كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية من بينها اغتيال سياسي وتفجير موكب لوزير الداخلية لطفي بن جدو واستهداف السفير الأمريكي بتونس. وأثار الكشف عن تورط الطالبة فاطمة الزواغي، 20 عاما، وهي تدرس بكلية الطب بالعاصمة صدمة في الشارع التونسي بسبب التحول النوعي في قدرة التنظيمات الإرهابية على التمدد والتجنيد داخل أسوار الجامعات. وقال الخبير الأمني بمركز الدراسات الإستراتيجية للأمن الشامل مازن الشريف، "هذا فيروس فكري وعقائدي ومنظمة معقدة يمكن أن تضرب أي شخص، طبيب أو جندي أو طالب أو حتى رجل أمن". وأضاف الشريف "الفيروس أخطر مما نظن". وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروى، في مؤتمر صحفي أمس، إن الفتاة الإرهابية كانت تؤمن عمليات التنسيق بين أنصار الشريعة وكتيبة عقبة ابن نافع المتمركزة بجبل الشعانبي وتشرف على الرسائل الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي للتنظيمين وهي على علاقة مباشرة بزعيم أنصار الشريعة الفار سيف الله بن حسين الملقب بأبي عياض وخالد الشايب الملقب بلقمان أبو صخر زعيم كتيبة عقبة ابن نافع. وأوضح العروي، أن فاطمة الزواغى متورطة في تجنيد العديد من الشبان الذين التحقوا بالجماعات المسلحة في الجبال وببث الخطابات التحريضية وتوثيق العمليات الإرهابية على الانترنت. وانتشرت صباح أمس صور فاطمة الزواغي بحجابها الأسود تحت عناوين مختلفة. ونقلت إذاعة موزاييك الخاصة عن أحد مدرسي الطالبة فاطمة الزواغي قوله إنها كانت من أنجب التلميذات في المرحلة الإعدادية قبل التحاقها بكلية الطب التي تستقطب عادة نخبة الطلبة. وأوضح المدرس أن الزواغي كانت جدية في دراستها ولم يبد عليها أي علامات انعزال لكنه أرجع سهولة استقطابها من قبل الجماعات الإرهابية إلى افتقاد المنطقة الفقيرة والمهمشة التي تتحدر منها بحي التضامن غرب العاصمة لأي نواد أو مراكز ترفيهية وثقافية موجهة للشباب. ويروي موقع "تونس غازات" أن فاطمة ارتدت الحجاب لمدة وجيزة بعد الثورة في 2011 وصارت تتردد على المساجد التي يشرف عليها أئمة من التيار المتشدد ثم ارتدت النقاب الأسود الأفغاني واختلطت بشباب أنصار الشريعة في الجامعة ثم اختارت البقاء في البيت. وتحولت فاطمة إلى مشرفة على صفحات ومواقع أنصار الشريعة وتوثّق عمليات الذبح والقتل وتحرض على الأمن والجيش وتمجد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والقاعدة". وفاطمة ليست وحدها المتورطة في الخلايا الإرهابية التي كشفت عنها الداخلية أمس. إذ كانت النيابة العامة األنت بدورها عن إصدار بطاقات ايداع بالسجن ضد 12 عنصرا إرهابيا من بينهم امرأتين بتهمة الانتماء لجماعات إرهابية مع إبقاء ستة عناصر أخرى في حال سراح نصفهم من النساء وتحصن 9 آخرين بالفرار.