لقيت امرأة حتفها وأصيب 93 مسافرا بجروح، 5 منهم في حالة حرجة، عقب انحراف قطار عن السكة صبيحة أمس، في حسين داي، ما أفرز حالة طوارئ قصوى بمستشفيات العاصمة التي تقاسمت المصابين في وقت وجهت النسبة الأكبر لمستشفى مصطفى باشا كونه الأقرب من مكان الحادث. وقد هرعت مصالح الحماية المدنية إلى عين المكان، حيث قامت بإجلاء الجرحى إلى مستشفيات العاصمة، لاسيما مستشفى بارني بحسين داي، ومستشفى مصطفى باشا الجامعي حيث يقوم الطاقم الطبي بتقديم الرعاية الصحية اللازمة. وكشف الملازم أول سفيان بختي من الحماية المدنية أن الحادث وقع عند دخول القطار رقم 52 المحطة الكائنة بين حسين داي والخروبة، وأن أولى عمليات الإنقاذ مكنت من انتشال أنثى لفظت أنفاسها الأخيرة مباشرة بعد الصدمة العنيفة التي أعقبت خروج القطار عن سكته، والقاطرات التي انحرفت عن مسارها، 6، 3 منها تعرضت لتلف متقدم. وتسبب الحادث في توقف تام وشامل لحركة السير بالسكك الحديدية استدعى عودة عمار غول، وزير النقل على وجه السرعة إلى الجزائر قادما من فيينا للوقوف على الفاجعة. وتنقل الوزير الأول عبد المالك سلال إلى مكان الحادث للوقوف على الخسائر والأضرار واستمع إلى تفسيرات المسؤولين بمديرية خطوط السكك الحديدية، ليتنقل بعدها إلى مستشفى مصطفى باشا لتفقد الجرحى، وشدد على ضرورة الإسراع في تعيين لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الحادث، وهي اللجنة التي ستطلع على العلبة السوداء لمعرفة مسببات هذه الفاجعة، وألح أيضا على ضرورة الإسراع في تحرير السكة الحديدية من بقايا القطار المحطم لضمان عودة السير العادية للقطارات بهدف عدم تعطيل المسافرين عن مصالحهم. وشكلت وزارة النقل لجنة تحقيق تشرف عليها المفتشية العامة لمعرفة أسباب حادث انحراف القطار، وأشار بيان الوزارة الى أن المؤسسة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية "قامت بتشكيل لجنة ثانية على مستواها"، فضلا عن تشكيل خلية أزمة مشتركة لمتابعة عمليات إجلاء الجرحى ومتابعة الخسائر المادية والبشرية، كما تم الانطلاق في إخلاء مكان الحادث من الحطام وإعادة تهيئة خط السكك الحديدية المتضررة من أجل استئناف رحلات القطار. وكشف عبد المالك بوضياف وزير الصحة بمستشفى باشا عن وجود 5 أفراد في حالة خطيرة يخضعون الآن لعمليات جراحية استعجالية. في السياق ذاته كشف ناجون ممن خرجوا من مستشفى مصطفى باشا أن القطار انقسم إلى ثلاثة أجزاء لدى انحرافه عن السكة، وأنه كان يسير بسرعة فائقة ويتحدثون بشأن المرأة التي توفيت وهي في الخمسينيات من العمر، أنها التصقت بحديد أحد أجزاء القطار، ما صعب على أعوان الحماية تخليصها من وضعها. في الوقت ذاته أعلن بار ناصر، مدير مستشفى مصطفى باشا، في تصريحات للصحافة عن وضع مخطط خاص للتكفل بالجرحى بإمكانه إحتواء 500 مريض دفعة واحدة، بعدما أفصح عن تسجيل 93 جريحا، ما إستدعى إعلان المستشفيات المستقبلة للجرحى حالة طوارئ قصوى نظرا لنفاذ كميات الدم، وشهد مستشفى مصطفى باشا على وجه الخصوص توافدا معتبرا للمواطنين للتبرع بالدم في سلوك تضامني كبير. كما كشفت جوزي نسيبة، المكلفة بالإعلام بمستشفى مصطفى باشا، أن جرحى الحادثة موزعون على استعجالات مستشفيات العاصمة بالشكل التالي 8 في بارني بحسين داي و3 في زميرلي بالحراش والبقية في مصطفى باشا، على غرار سائق القطار في حالة خطيرة بغرفة الإنعاش، كما بادرت إدارة المستشفى بوضع قائمة باسم الجرحى عند مدخل الإستعجالات الطبية الجراحية، أين توافد العشرات من المواطنين وأفرز الوضع عن انهيار عائلات الضحايا من الجرحى أمام الإستعجالات بعد منعهم من الدخول.