لا تزال التحقيقات جارية في باكستان منذ اعتقال أحد كبار قادة القاعدة – القيادة العامة – بعد أن أمضى سنوات في الصحراء والساحل بصحبة قادة الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي أصبحت تنشط منذ شهر جويلية 2006 تحت راية القاعدة وغيرت اسمها إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي. واعتبرت المخابرات الباكستانية اعتقال “يونس الموريتاني” ضربة موجعة للقاعدة ويدل على هذا الرد السريع الذي نفذته القاعدة ضد الجيش الباكستاني وبلغ الحد أن اشتكت حينها “هينا رباني خار”، وزيرة الشؤون الخارجية الباكستانية، في نيويورك بعيد لقائها بهيلاري اكلينتون، كاتبة الدولة للشؤون الخارجية الأمريكية، أن بلادها قدمت تضحيات كبيرة ودفعت ثمنا باهظا لتوقيف القيادي في تنظيم القاعدة يونس الموريتاني”، مضيفة أن ثلاثين باكستانيا قتلوا في انفجار نفذته القاعدة انتقاما لاعتقال يونس الموريتاني”. وكان الجيش الباكستاني، بالتعاون مع جهاز “السي أي أي” قد اعتقل في ضاحية كويتا عاصمة إقليم بلوشستان، الموريتاني عبد الرحمن ولد محمد الحسين البالغ 35 سنة والمعروف لدى القاعدة بيونس الموريتاني، ورحلته إلى ثكنات التحقيق في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأشار الجيش الباكستاني إلى أن الزعيم السابق للقاعدة أسامة بن لادن كلف “يونس الموريتاني”، المنحدر من قرية بئر الرحمة قرب مقاطعة بتلميت، بتخطيط عمليات إرهابية ضد أهداف اقتصادية مهمة في الولاياتالمتحدة وأوروبا وأستراليا. وكانت بدايات يونس الموريتاني في أفغانستان أثناء حكم طالبان. وفور عودته إلى بلاده التحق بالجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، تحت إمرة قائدها في الصحراء آنذاك عبد الرزاق البارا الذي اعتقل لاحقا. وتؤكد مصادر أن أسامة بن لادن كان كلف يونس الموريتاني بالتنسيق مع السلفية لضرب أهداف فرنسية وأمريكية في منطقة الصحراء والساحل. وقد تولى بعد ذلك أيمن الظواهري مهمة ربط الاتصال مع الجماعة السلفية إلى أن تم إعلان المبايعة في سنة 2006 وتغيير الاسم والدعوة صراحة إلى ضرب فرنسا أولا في المنطقة التي تعد من مناطق نفوذها التقليدية. وحسب التحقيقات التي نشر منها أجزاء في باكستان فإن قبل سقوط نظام طالبان، في عام 2001، التحق الموريتاني بتنظيم القاعدة، وكان أحد جسور التواصل بين التنظيم والجماعة الجزائرية. وكان ليونس الموريتاني عدة ألقاب أكثرها رواجاً في منطقته “يوسف الأفغاني” و«الحاج ولد عبد القادر”. وكان يونس الموريتاني قد شارك في أول هجوم يحمل توقيع القاعدة على حامية المغيطي العسكرية شمال موريتانيا صيف عام 2005.