بلغ تربص المنتخب الوطني الجزائري المقام حاليا بمركب سيدي موسى يومه السادس، وبعدما رفع الستار عنه يوم 2 جانفي بحضور 9 لاعبين وغياب البقية اضطراريا لمشاركتهم مع أنديتهم في مختلف البطولات الأوروبية، ها هم المحاربون يجرون ثلاث حصص تدريبية بين أول أمس وأمس بحضور كامل التعداد، وهو ما جعل الطاقم الفني للمنتخب الوطني بقيادة المدرب كريستيان غوركوف يرفع وتيرة العمل من جهة ليجد في المقابل محاربين جاهزين من كل النواحي، حيث بلغت حدة التنافس بينهم ذروتها، من خلال سعي كل واحد منهم إلى تقديم أفضل ما لديه أملا في كسب ثقة الطاقم الفني والحصول على فرصة اللعب ضمن التشكيلة الأساسية التي سينتقيها الناخب الوطني لمواجهة تونس وديا أولا ثم الخوض في غمار الرسميات بداية من ال19 من الشهر الحالي بمواجهة جنوب إفريقيا في إطار الجولة الأولى للمجموعة الثالثة من كأس أمم إفريقيا في دورتها ال30 التي ستحتضنها غينيا الاستوائية مابين 17 جانفي و8 فيفري. لا أحد ضمن مكانة أساسية والبقاء للأقوى يرجع اشتداد التنافس بين لاعبي المنتخب الوطني بالأساس إلى علم كل لاعب من قائمة ال23 المعنيين بالمشاركة مع المنتخب في كأس أمم إفريقيا المقبلة أنه لم يضمن مكانة أساسية في تشكيلة المدرب الفرنسي، سميا وأن كل اللاعبين يتواجدون في أفضل حالاتهم، ناهيك عن كونهم جميعا تحت إشراف الناخب الوطني نظرا لابتعاد شبح الإصابات عنهم خلال الفترة الماضية، وعليه فإن نطاق الخيارات الفنية لكريستيان غوركوف واسع وبإمكانه إحداث تغييرات على التشكيلة بين ليلة وضحاها حسب ما يراه مناسبا لخطته المعروفة "4 4 2"، ويبقى الأكيد أن البقاء ضمن التشكيلة الأساسية لن يتاح سوى للأقوى والأفضل. تصريحات الناخب الوطني في الندوة الصحفية تؤكد ذلك سبب آخر جعل كل لاعبي المنتخب الوطني يعيدون مراجعة حساباتهم ويشحنون بطارياتهم تحسبا للعمل الشاق في التربص، هي التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الناخب الوطني كريستيان غوركوف، خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمركب محمد بوضياف الأولمبي حين قال صراحة بأنه يضع ثقة كبيرة في كل اللاعبين دون استثناء وأنه لا وجود للاعب أساسي وآخر احتياطي في تعداده. حصتان تدريبيتان وغوركوف يركز على العمل التكتيكي هذا وكان الموعد يوم أمس مع خوض الكتيبة الوطنية حصتين تدريبيتين أخرتين بمركب سيدي موسى، انتقل بهما الناخب الوطني إلى المرحلة الثانية من التحضيرات التي سيركز فيها كثيرا على الجانب الفني والتكتيكي على غرار ماكان يوم أمس سواء في حصة الصبيحة التي انطلقت على الساعة ال10 أو المسائية التي انطلق على الساعة الرابعة عصرا، لتكون بذلك بداية التربص الفعلية بما أن الناخب الوطني انتظر اكتمال التعداد للشروع في تطبيق برنامجه التحضيري للكان الذي اضطر لتغييره خلال بداية التربص بسبب الغياب الجماعي لمحترفي المنتخب الوطني. لا إصابات ولا غيابات وجدية كبيرة تميز التدريبات تشير كل معطيات تربص المنتخب الحالي في سيدي موسى إلى أن المنتخب الوطني مقبل على تسجيل مشاركة جد إيجابية في كأس أمم إفريقيا القادمة، فعكس ما كان عليه الحال في الكثير من المشاركات السابقة فإن الأفناك سواء اعترفا بذلك أو لا فإنهم يتواجدون في ثوب المرشح الأول لنيل اللقب القاري هذه المرة، خاصة بعد المشوار الرائع الذي بصموا عليه في المونديال البرازيلي الأخير الذي تأهلوا فيه لأول مرة في تاريخهم إلى الدور الثاني، وما سيدعم حظوظهم أكثر في ذلك هي الأجواء الرائعة التي تسود التربص فإضافة إلى روح المجموعة والتفاهم الكبير بين اللاعبين هناك عاملين آخرين غاية في الأهمية وهما عدم وجود إصابات أو غيابات في تعداد المحاربين، ناهيك عن الجدية الكبيرة التي يبديها براهيمي وزملاءه في التدريبات. يعانون من نقص كبير في المنافسة مقارنة بالبقية بلفوضيل وزفان يسابقان الزمن لبلوغ قدر كاف من الجاهزية للكان في الوقت الذي يركز فيه الطاقم الفني للمنتخب الوطني بشكل كبير على الجانب الفني والتكتيكي للمجموعة، يواصل الثنائي بلفوضيل مهاجم نادي بارما الإيطالي وزفان مدافع نادي ليون عملهما الشاق خلال هذا التربص، حيث تم استثنائهما من البقية بخضوعهما إلى برنامج لياقة خاص، نظرا لتأخرهما من هذا الجانب مقارنة ببقية الزملاء بما أنهما لم تتح لهما فرص لعب كثيرة رفقة نادييهما بارما وليون على التالي خلال الشطر الأول من الموسم، الأمر الذي جعل الطاقم الفني يخضع إلى هذا البرنامج المكثف، وعلى مدار أيام التربص الفارطة أبان الثنائي عزيمة كبيرة على تطوير مستواه وأضحى يسابق الزمن للوصول إلى نقطة الجاهزية القصوى التي تتيح للناخب الوطني إدراجهما ضمن حساباته في كان غينيا الإستوائية. غوركوف لا يكف عن السؤال عن حالتهما كثيرون يعتقدون أن بلفوضيل وزفان هما أضعف حلقتين في تعداد المنتخب الوطني، وذلك بالنظر إلى عدم قدرتهما على فرض نفسيهما كأساسيين رفقة نادييهما، لكن الناخب الوطني لا ينظر إلى الأمور من تلك الزاوية على الإطلاق، إذ سبق له أن أكد في أكثر من مناسبة أنه لن يعتمد على معيار دقائق مشاركة كل لاعب مع نادييه وإنما سيختار الأنسب لخطته الشهيرة "4 4 2"، وهو ما يفسره سؤال الدائم عن حالة هذا الثنائي ومدى استجابته للبرنامج الذي سطره له خلال التربص الراهن في سيدي موسى، فضلا عن أن تصريحاته في الندوة الصحفية التي أكد فيها بأنه يضع الثقة في كل اللاعبين دون استثناء تدعم ما تطرقنا إليه سالفا. يراهن عليهما كبديلين لسليماني وماندي في سياق متصل، يبدو أن الناخب الوطني يفكر فيما تطرقنا إليه في وقت سابق وهو نفس ما أجمعت عليه معظم وسائل الإعلام المحلية بالاعتماد على بلفوضيل كبديل لإسلام سليماني كرأس حربة صريح للمنتخب الوطني في حين أن زفان سيكون خليفة لزميله عيسى ماندي على الجهة اليمنى من الدفاع، ونظرا للدور الكبير الذي أصبح يلعبه البدلاء في الكرة الحديثة فإن التقني الفرنسي يصر على تواجد كل لاعبيه في حالة جاهزية تامة.