برمجت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر إجراءات محاكمة شبكة وطنية مختصة في تزوير العملة الوطنية وطرحها، للتداول خاصة في أسواق السيارات. جاء تفكيك الشبكة بعدما وردت معلومات مؤكدة لعناصر فصيلة الأبحاث للدرك الوطني مفادها أن شبكة تعمل على إغراق منطقة الكاليتوس وأن أحد الأشخاص يقتني أوراق نقية مزورة من فئة 100 ،200 و500 دينار إضافة إلى طوابع ضريبية مزوّرة يجلبها من ولايتي وهران والبويرة. وحسب المعلومات الاستخباراتية، فإن المشتبه فيه كان يصرف النقود المزوّرة ببيعها لاقتناء بعض الأراضي وحتى شراء سيارات ذات وثائق. استنادا للمعطيات السابقة، فتحت مصالح الشرطة المختصة تحقيقا لتحديد هويّة المشتبه فيه، ويتعلق الأمر بالمدعو "غ .بشير" حيث تم التوصل إلى رقم هاتفه من متعامل تجاري لشرائح الهاتف النقال، واتضح من كشف الاتصالات أن المتهم وبتاريخ12 و18 جويلية من سنة 2011 تنقل إلى ولايتي وهران وعين تيموشنت، كما تبين أنه على اتصال برقم هاتف مشتبه فيه آخر وهو "س.السعيد" والساكن بولاية وهران. وللتأكد من شكوك المحققين تم توقيف المدعو "غ .بشير" على متن سيارة من نوع هيونداي اكسنت وتفتيشه أين عثر داخل سرواله على مبلغ مالي 10 ملايين سنتيم مربوط بالبطن وكان المبلغ المذكور كله على شكل أوراق نقدية من فئة 100 دينار، كما عثر على مبلغ آخر بقيمة 238 ألف دينار ومن نفس الفئة مخبّأ بإحكام بالباب الأيسر للمركبة. بعد إخضاع الأوراق للخبرة العلمية تبيّن أنها تحمل نفس الرقم التسلسلي إلا ورقة واحدة تحمل رقم آخر ما أكد صحّة المعلومات التي توصلت إليها الفصيلة. استكمالا للتحقيق استصدرت مصالح الشرطة إذن بتفتيش المتهم الرئيسي أين عثر بخزانة ملابسه على كيس بلاستيكي به مبلغ مالي 448 دينار على شاكلة أوراق نقدية من 100 دينار، تحمل أيضا نفس الرقم التسلسلي، وحسب تقرير البنك المركزي فإن الأوراق المحجوزة في إطار التحقيق غير سليمة. من خلال استجواب المتهم "غ.بشير" اتضح أنه فلاح لتمويه نشاطه المشبوه، ومن خلال تم التوصل إلى شبكتين تنشطان في تزوير الأوراق النقدية، الأولى تتمركز بولاتي وهران وعين تموشنت وتعمل على ترويج العملة المزورة بالغرب الجزائري والثانية تتمركز بولاية البويرة ويمتد نشاطها إلى الولايات الشرقية. المعطيات الجديدة الواردة دفعت مصالح الشرطة إلى تمديد اختصاص التحقيق وتم التحديد هويات عناصر الشبكة الأولى ويتعلق الأم بكل من "س.سعيد" عامل يومي ،"ر. فاتح" تاجر،" ل. مختار" تاجر تم توقيفهم تباعا فيما تمكن المدعو "ب.بدواو" المكّنى الوهراني من الإفلات من قبضة الشرطة، أما بولاية البويرة فأسفرت عملية ترصد المتهمين عن توقيف كل من "ب. نور الدينّ" بطال، "ف.عمر " بطال ،"ق. ساعد" تاجر و"ع.حكيم" فلاح. وخلال التحقيق اعترف بشير أنه يعرف المدعو سعيد المنحدر من مدينة وهران وانتقل إليه رفقة المدعو ابراهيم لشراء سيارة من عنده ،و لما كانا معا بصدد الاتفاق حول سعر السيارة كان ابراهيم مع المسمى هواري واشترى من عنده مبلغا مزوّرا قدره 25 ألف دينار وهو ما يبرر الصور التي التقطها المحققون للمتهم وهو يحمل حقيبة بها مبالغ مالية، وعند مواجهته بها أمام قاضي التحقيق صرّح أن الدرك اقتادوه إلى مركز الأمن أين أظهروا له مبالغ مالية، فيما لم يتم حجز أي مبالغ بحوزته بحوزته، ناكرا علاقته بباقي المتهمين عدا التاجرين عمله معهما ، أما بخصوص المبالغ المالية المزورة التي تم العثور عليها بمنزله فقال أن المدعو نور الدين سلمها له لإخفائها ناكرا علمه أنها مزوّرة . غير أن تصريحات المتهم "ل. مختار" كذبت إفادات المتهم الرئيسي بعدما أكد أنه يعرف بشير وقبل توقيف كان برفقته بباب الزوار أين عرض عليه ورقة نقدية من فئة 200 دينار و1000 دينار، وأخبره أنه اشتراها من المسمى "ك.سعيد "من وهران وغير أنه تراجع عن أقواله خوفا من التبليغ عنه
كما أكد المتهم"ل. مختار " أنه يعرف المدعو سعيد وهو تاجر جملة بوهران وانه كان وسيطا بين الأخير والمتهم الرئيسي في صفقة بيع سيارة.