طرحت الطريقة التي لعبها المنتخب الوطني رغم فوزه على نظيره الجنوب إفريقي أول أمس بثلاثية في افتتاح مباريات المجموعة الثالثة بكأس أمم افريقيا 2015 ، عدة تساؤلات حول المستوى الذي قدمه رفقاء النجم ياسين براهيمي الذين مروا بجانب هزيمة كبيرة أمام أحد أضعف حلقات المجموعة الثالثة وهم الطامحين لانتزاع ثاني لقب قاري في تاريخ الجزائر، إذ اتفق جميع الأخصائيين والمتتبعين للشأن الكروي وللمنتخب الوطني على وجه الخصوص على أن تألق الحارسين رايس وهاب مبولحي في الذود عن مرماه ومعاندة الحظ للاعبي "بافانا بافانا" جنب المنتخب الجزائري مهزلة كروية بسبب المستوى الكارثي لكتيبة المدرب غوركوف. الدفاع النقطة السوداء ووسط الميدان يحتاج للترميم ولعل النقطة الأضعف تبقى خط الدفاع الذي أبان في هذا اللقاء عن هفوات كبيرة ساهمت في منح الثقة للمنافس الذي عرف كيف يستغل ذلك باعتماده على فرديات لاعبيه الكبيرة، كما جاءت هذه المباراة لتعكس تخوفات الشارع الكروي التي سبقت موعد انطلاق "الكان" من الجبهة الخلفية خاصة بعد غياب السعيد بلكلام المصاب وتراجع مستوى بوقرة بسبب كبره في السن مع عدم إيجاد كدامورو لمعالمه بعد في التشكيلة، حيث بات الدفاع الحلقة الأضعف ضمن خطوط المنتخب الوطني بسبب الأخطاء المرتكبة من مجاني وحليش، والحال نفسه على عيسى ماندي، في وقت أبان غلام على مستوى كبيير استحق على إثره لقب "رجل المباراة" بفضل تأمينه لجهته كما ينبغي ولكن نجم نابولي وحده لا يكفي، كما أن خط وسط الميدان يبقى هو الآخر يحتاج إلى ترميم كبير. العزاء يبقى في الإرادة وشخصية البطل التي تميز بها الخضر ورغم الأداء المخيب إلا أن شخصية البطل التي أظهرها "محاربو الصحراء" في هذا اللقاء، تبقى أمر أكثر من إيجابي، خاصة وأن الإرادة والعزيمة التي لعبت بها كتيبة المنتخب الوطني أبانت عن ملامح منتخب كبير قادر على الذهاب بعيدا في المنافسة القارية، وجلب الكأس إلى أرض الوطن في الثامن من فيفري القادم، لأنه ليس من السهل لأي منتخب كان العودة في نتيجة اللقاء في بعد أن تكون متأخرا فيها بالنظر للمعطيات التي أحاطت باللقاء، لاسيما وأن "الخضر" لم يظهروا بمستواهم المعهود على أرضية ملعب "مونغومو"، ما يبعث بالأمل الكبير على رؤيتهم بوجههم الحقيقي في المباراتين القادمتين أمام غاناوالسنغال. مبولحي...دائما مبدع في المقابل، ورغم التخوفات التي لاحت في الأفق قبل بداية العرس القاري من انخفاض مستوى الحارس رايس وهاب مبولحي نظرا لابتعاده عن المنافسة لقرابة شهرين وإنهاء الموسم مبكرا مع ناديه فيلادلفيا يونيون الأمريكي، إلا أن هذا لم يمنع حارس عرين المنتخب الوطني الأول من قول كلمته في اللقاء الافتتاحي ل "الخضر" من خلال مساهمته الكبيرة في الدفاع عن مرماه بقوة من سلسلة الهجمات التي طالته من أقدام لاعبي منتخب "بافانا بافانا"، حيث تمكن من تقديم مباراة قوية بأدائه اللافت وتصدياته الرائعة التي أثبت بأنه الأفضل في القارة السمراء. أربعة عوامل ساهمت في حصد النقاط الثلاث وما يمكن الإشارة إليه بالعودة غلى الطريقة التي لعب بها زملاء بن طالب فإنه يمكن إرجاع أساب الفوز إلى أربع عوامل مهمة اجتمعت لتهدي الجزائريين فوزا مهما من شأنه أن يحسم ورقة تأهل المنتخب الوطني دون انتظار المواجهة الأخيرة التي تجمعه أمام السنغال، وأولها هو الحظ الذي لعب دورا هاما في تحويل كفة المباراة لمصلحة "محاربي الصحراء"، أما العامل الثاني فيتجسد في الانهيار البدني للاعبي جنوب إفريقيا بعدما كانوا الأفضل في أغلب فترات اللقاء، يضاف إليه التغييرات الناجحة التي أدخلها المدرب كريستيان غوركوف الذي أشرك بلفوضيل وتايدر مكان محرز ولحسن، غير أن الأمر الذي ساهم بشكل كبير في حصد النقاط الثلاث هو قوة الشخصية التي بات يتمتع بها الجيل الحالي فرغم تأخرهم في النتيجة وتلقيهم ركلة جزاء إلا أنهم أبقوا على أعصابهم باردة ما مكنهم من حسم الفوز لصالحهم. درس مهم وعمل كبير ينتظر التقني الفرنسي ما يمكن الخروج به في مجمل معطيات هذه المباراة دون شك هو درس مهم يستوجب على النخبة الوطنية حفظه جيدا لأنه ليس في كل كما يقال تسلم الجرة، والأكيد من كل هذا هو أن التقني الفرنسي مستعد لتدارك الأخطاء قبل اللقاء الثاني أمام المنتخب الغاني، وإصلاح كل العيوب التي أبانتها أقدام "بافانا بافانا" خاصة أن ملاقاة برازيل إفريقيا ستكون أصعب سيما أنهم سيدخلون اللقاء من أجل تدارك هزيمتهم الأولى أمام السنغال من اجل الإبقاء على حظوظهم في التأهل قائمة.