انتهى حلم رفع النجمة الثانية للاعبي وجماهير المنتخب الوطني الجزائري بعد الإقصاء المر الذي لحق بهم في غينيا الاستوائية، بعد الخسارة الكبيرة أمام منتخب كوت ديفوار في الدور ربع نهائي كاس إفريقيا للأمم بثلاثة أهداف لهدف، ولم تبق سوى الأرقام التي حققوها هناك في مشاركتهم السادسة عشر، وعن هذه الأرقام سلط موقع "غول" الجزائري الضوء على بعض الإحصاءات التي تخص الخضر في هذه الدورة في صورة الحس التهديفي الذي قل عن مهاجمي الخضر خلال المباريات الأخيرة مع الناخب الوطني كريستان غوركيف، مقارنة مع بدايته في تصفيات كاس الأمم الإفريقية 2015 أو مع الناخب السابق وحيد حاليلوزيتش، عندما كان لاعبان كإسلام سليماني وهلال سوداني يتواجدان في فورمة عالية. هجوم الخضر في تراجع رهيب هذا وسجل هجوم المنتخب الوطني الجزائري بقيادة إسلام سليماني، هلال سوداني وإسحاق بلفوضيل، هدفين من 7 أهداف سجلها لاعبو الخضر خلال آخر ست مباريات لعب سواء في تصفيات كأس الأمم الإفريقية منها، الودية وكاس الأمم الأفريقية المقامة حاليا بغينيا الاستوائية، أي بنسبة 28.6 % من الأهداف المسجلة، هذا وبالعودة إلى آخر المواجهات الست الأخيرة للخضر فلم يتمكنوا من التسجيل أولا على المنتخب المالي في تصفيات كأس إفريقيا 2015 في المواجهة التي انتهت بفوز النسور بهدفين لصفر، قبل أن يسجل كادامورو في شباك تونس في اللقاء الودي بتونس الذي انتهى بالتعادل الايجابي بهدف لمثله، ليسجل لاعب جنوب إفريقيا بالخطأ في مرماه، غولام واسلام سليماني الأهداف الثلاثة في شباك البافانا بافانا، قبل أن يفشل لاعبو المنتخب الوطني في هز شابك غانا في اللقاء الذي انتهى بالخسارة بهدف جيان في الوقت الضائع، قبل إن يسجل محرز وبن طالب هدفين في مرمى السنغال في المواجهة التي انتهت بفوز الخضر بهدفين لصفر، وليختتم سوداني أهداف محاربي الصحراء في شباك كوت ديفوار في المباراة التي فاز بها الفيلة بثلاثة أهداف لهدف وتأهلهم على المنتخب الجزائري إلى الدور نصف نهائي الكان في نسخته الثلاثين. خلل في التنشيط الهجومي رغم تبني غوركيف لبناء اللعب رغم غزارة الأهداف التي سجلها الخضر في آخر المواجهات سواء من لاعبي الدفاع، الوسط والهجوم فإن عدد الأهداف التي سجلها لاعبو الخضر مؤخرا اقل بقليل من الحس التهديفي الذي كان لدى لاعبي الخط الأمامي، ويعود هذا النقص التهديفي إلى عدة أسباب أولها المشكل في التنشيط الهجومي للاعبين، من براهيمي، فيغولي ومحرز، رغم أن المدرب جرب اللعب ب3 مهاجمين، غير أن الأخير لم ينتفض بعد، سبب آخر يعود إلى المراقبة اللصيفة على نجم بورتو وصانع ألعاب المنتخب الوطني، حيث باتت خطة غوركيف مكشوفة لمدربي الخصوم، بوضع لاعب يوقف صاحب الكرة الذهبية لهذه السنة، وليبقى بعيدا عن رأس الحربة، سواء تعلق الأمر بسليماني، سوداني أو بلفوضيل كما شاهدناه في هذه المقابلات من جهة، ومن جهة أخرى فإن لاعبا الجناح سفيان فيغولي ورياض محرز بعيدان عن مستواهما الكبير اللذان ظهرا به قبل هذا الكان، في تصفيات مونديال البرازيل أو حتى تصفيات كاس الأمم الإفريقية الأخيرة. الخطة جعلت الأجنحة غير فعالة وعزلت براهيمي وبالعودة إلى نهج الناخب الوطني كريستان غوركيف منذ قدومه إلى الجزائر وإشرافه على المنتخب الجزائري، فان خطته نجحت في المباريات الأولى أمام منتخبات إثيوبيا ومالاوي في تصفيات كاس الأمم الإفريقية 2015، غير أنها أمام منتخبات كبيرة فكان لاعبو الخضر يجدون صعوبة في الوصول إلى شباك المنافسين، وتكمن النقطة السلبية في هذه الخطة بتواجد براهيمي كصانع ألعاب، محرز وفيغولي صانعا ألعاب يلعبان على خطي التماس ويبقى الثلاثي المذكور بعيدا عن رأس الحربة الذي كلما تصله الكرة إلا وتضيع منه، والدليل أن لاعبي الخضر تقل فرصهم أمام مرمى المنتخبات الكبيرة أمثال مالي ، غانا وكوت ديفوار، وجنوب إفريقيا أين قلب تغيير محرز ببلفوضيل وعودة براهيمي إلى مركزه كجناح أيسر النتيجة من الخسارة بهدف إلى فوز بثلاثة أهداف لهدف. المدرب جرب كل رؤوس الحربة والتراجع يتحمله الجميع ورغم نقص الحس التهديفي للاعب الخط الأمامي للمنتخب الوطني الجزائري خلال المواجهات الأخيرة المذكورة سابقا، فان المشكل لا يكمن في المهاجمين رغم أن الناخب الوطني كريستان غوركيف جرب اللعب بعدة لاعبين في الخط الأمامي ويتعلق الأمر بإسلام سليماني مهاجم سبورتينغ، هلال سوداني لاعب دينامو زغرب وحتى مهاجم بارما إسحاق بلفوضيل، غير أنه يعود سبب تراجع الأرقام التي كان يسجلها لاعبان كسليماني وسوداني يعود بالدرجة الأولى إلى طريقة اللعب التي ينتهجها مدرب لوريون الفرنسي السابق والخطة التي يضعها في كل مباراة.