نظم المحتجون ببوسعادة المطالبون بترقية مدينتهم إلى مصاف الولايات المنتدبة مسيرة حاشدة جابت الشارع الرئيسي للمدينة من مقام الشهيد إلى مقر الدائرة شارك فيها رؤساء البلديات المنطقة الجنوبية وممثلو المجتمع المدني وأعضاء منتحبين عن المجالس البلدية وآلاف من المواطنين، مطالبين بولاية ومنددين بالإقصاء ورافعين شعارات تندد بالتهميش والحقرة في حين لاتزال الطرق الوطنية مقطوعة سيما رقم 08 المؤدي إلى العاصمة وتبقى حركة السير سبه مشلولة أمام مستعملي الطرق الرابطة بين مختلف الجهات الشرقية والغربية للوطن . هذا وقد ساند العديد من سكان البلديات الجنوبية لولاية المسيلة في مطلب أهالي مدينة بوسعادة الذين انتظروا تحقيق الحلم طيلة 40 سنة. في حين تنقل والي الولاية عبد اللّه بن منصور إلى المحتجين من سكان المدينة أين أكد أن بوسعادة معنية بالتقسيم الإداري الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء المنعقد مؤخّرا والخاص باستحداث ولايات منتدبة في منطقة الجنوب الجزائري، على أن يتبعه تقسيم إداري آخر خاص بمنطقة الهضاب العليا التي تنتمي إليها ولاية المسيلة حسب والي الولاية، فإن بيان مجلس الوزراء الأخير واضح، مشيرا إلى أن دائرة بوسعادة تنتمي إلى ولاية المسيلة، وبصفته المسؤول الأوّل على الولاية فإنه يدافع عنها وتعتبر من بين الدوائر ذات الأولوية المعنية بالتقسيم الإداري لمنطقة الهضاب العليا، وهذا أمر مسلّم به، مُقرّا في ذات الوقت بمشروعية مطلب السكان، غير أن الأمر لا يستدعي -حسبه- غلق الطرقات الوطنية وإحداث الفوضى، وأنه يعمل بكلّ جهده لإبلاغ السلطات العليا بمطالب سطان بوسعادة، مشدّدا على أن القيام بالاحتجاج وقطع الطرقات في وجه المركبات والمرضى أمر غير مقبول إطلاقا ولا يخدم المطالبين بتبليغهم مثل هذا الانشغال إلى السلطات العليا في البلاد، وقد دعا بن منصور المنتخبين وممثّلي المجتمع المدني إلى ضرورة القيام بدورهم الحقيقي في تبليغ المعلومة الصحيحة المواطنين والوقوف أمام من يحاول تغليط الرأي العام بالإشاعات والمزايدات، مؤكّدا على أولوية الدفاع عن بوسعادة، وأن مثل هذه الاحتجاجات لا تخدم التنمية المحلّية، بل تعطّل عجلة تقدّمها، داعيا إيّاهم إلى التعقّل وعدم التسرّع ووضع كامل الثقة في قرارات السيّد رئيس الجمهورية .·