تستعد تنسيقية عمال الجمارك المنضوية تحت لواء الإتحاد العام للعمال الجزائريين لشل المطارات والموانئ عبر التراب الوطني يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين في إضراب هو الثاني من نوعه احتجاجا على ما وصفوه تحالفا بين الإدارة والأمين العام لفدرالية القطاع رغم رفض العمال له. ذكر بيان للتنسيقية تحصلت “السلام” على نسخة منه “نعلم كافة قاعدتنا النضالية أن التنسيقية الوطنية قررت مضطرة غير مخيرة تنظيم يومي احتجاج على المستوى الوطني بتاريخ 18 و19 أكتوبر 2011، وفي حال عدم الاستجابة لمطالبنا فسيتبع بإضراب وطني مفتوح سيقرر تاريخه خلال اجتماع المجلس الوطني للتنسيقية لاحقا”. وحسب البيان فإن هذه الحركة الاحتجاجية فرضت على العمال كآخر خيار بعد رفض الأمين العام لفدرالية الجمارك الذي سحبت منه الثقة التنحي من منصبه بدعم من الإدارة. وأوضح ذات المصدر أن “ بعد استنفادنا لكافة الطرق القانونية والسلمية، وتحملنا لكل أنواع الترهيب وتضحيتنا بلقمة عيش أبنائنا في سبيل استقرار البلاد وعدم المساس بالمصالح الإقتصادية لوطننا الحبيب” قررنا اللجوء إلى هذه الحركة الاحتجاجية. وذكرت مصادر نقابية أن آخر خطوة لجأت إليها التنسيقية لفض النزاع وإنهاء القبضة الحديدية بينها وبين الأمين العام للفدرالية، هي الدعوة لعقد مجلس وطني، غير أن الأمين العام قرر عقد الدورة بمقر الإدارة بدل مقر النقابة، ومنع نقابيين من المشاركة فيه، وهو ما يعني حسبها أن هذا الأخير يستقوي بالإدارة للبقاء في منصبه. وإذا نجحت التنسيقية في تنفيذ تهديدها بشن إضراب وطني يومي 18 و19 أكتوبر، فإن الشلل الذي سيصيب المطارات والموانئ وحتى المراكز الحدودية، من شأنه تكبيد الدولة خسائر فادحة وهو تكرار لحركة احتجاجية شنها عمال القطاع منذ شهور اضطرت خلالها السلطات للتدخل بسبب حجم الخسائر التي خلفتها. وفي هذا السياق يؤكد بيان تنسيقية عمال الجمارك المنضوية تحت لواء المركزية النقابية “نطلب من كافة السلطات الوصية والمسؤولين المعنيين الغيورين على هذا الوطن التدخل لتجنيب البلاد خسائر فادحة لا يتحمل مسؤوليتها إلا الأمين العام للفدرالية الفاقد للشرعية، والذي يريد أن يجر البلاد إلى الهاوية بعد أن خسر ثقة العمال “. وهاجمت التنسيقية الأمين العام الحالي للفدرالية بالتأكيد “بعد ثبوت تخطيطاته للبقاء على رأس الفدرالية لفترة أخرى، رغم أنف العمال الذين خان ثقتهم، وتسبب في كل ما آلت إليه ظروفهم “ لم يجد العمال من سبيل لتجاوز القضية سوى اللجوء إلى الإضراب لإسماع صوتهم في إشارة إلى وجود تحالف بين الإدارة ورئيس الفدرالية لتجديد عهدته. ودعت التنسيقية أتباعها إلى عدم الانسياق وراء الشائعات وضبط النفس، وإتباع تعليمات القيادة الوطنية من أجل إنجاح هذه الحركة الاحتجاجية.