اعتبر الفقيه محمد مصطفى الياقوتي بوهران بأن الاختلاف في الإسلام فيه رحمة ولا يبرر الفرقة والاحتقان. وذكر الياقوتي خلال إلقائه محاضرة بمقر الزاوية البلقائدية الهبرية عنوانها "أثر الأخلاق المحمدية في توحيد الأمة وجمع الكلمة" في إطار الملتقى العاشر لسلسلة الدروس المحمدية أن "الاختلاف في الدين الإسلامي الذي هو رحمة للمسلمين لا يبرر بأي حال من الأحوال الفرقة والاحتقان والتطاحن"، وتأسف المحاضر الذي لاحظ لجوء الأفراد والمجموعات داخل الأمة الإسلامية في راهنها الى إحداث نزاعات وصراعات "لأتفه الأسباب" محذرا في ذلك "من التيارات المغذية للتفرقة والبغضاء والشحناء والمستهدفة للأمة الإسلامية في عقيدتها واستقرارها وقيمها الاجتماعية". كما دعا الياقوتي علماء الأمة وباحثيها لبذل المزيد من الجهود لدراسة هذه المظاهر السلبية المتنافية مع الشريعة الإسلامية والبحث في أبعادها وملابساتها بغرض إيجاد الحلول المناسبة لها مطالبا بالرجوع الى الأخلاق المحمدية التي تمثل مرجعية البشرية في إحلال السلام ونشر الرحمة، وأفاد المحاضر في نفس الجانب بأن التعددية سواء في المجال الديني أو السياسي وغيرهما لا تعني إنهيار المجتمع ودماره طالما أنها تخص الفروع وليس الأصول التي يتفق عليها مثل الوحدة الوطنية والعقيدة الإسلامية بمرجعيها المتمثلين في كتاب الله وسنة نبيه الكريم. وحث أيضا على ضرورة استنباط الأحكام من الشريعة الإسلامية التي تدعو الى الحوار وتصون الحريات وتقدس التماسك الاجتماعي، لافتا إلى أن التعايش ما بين الناس مهما كان الاختلاف هو ضرورة تلح عليها العقيدة الإسلامية مثلما تحث على الرحمة والمودة والتآخي وإفشاء السلام. وكان الفقيه السوداني قد تناول مختلف أوجه وتجليات وحدة الأمة الإسلامية بالارتكاز على الخلق المحمدي والأحداث التي تتطرق الى ذلك في السيرة النبوية الشريفة. يذكر أن الطبعة العاشرة لسلسلة الدروس المحمدية التي انطلقت في الثامن من شهر رمضان الفضيل ستختتم فعالياتها سهرة اليوم الخميس بعد أسبوعين كاملين من المحاضرات التي ألقاها نخبة من فقهاء وعلماء الشريعة من العالم الإسلامي حول محور رئيسي موسوم بعنوان "المنهج المحمدي في الأخلاق والقيم" وتحت شعار قوله تعالى "وإنك لعلى خلق عظيم". يشار إلى أن المحاضر محمد مصطفى الياقوتي هو وزير سابق للإرشاد والأوقاف لدولة السودان والرئيس السابق للمجلس الأعلى للدعوة الإسلامية وعضو الطريقة السمانية الخلواتية بنفس البلد. كما له عدة مؤلفات منها "صلة النبي (ص) بأمته" و"مصادر التصوف" وغيرهما.