يعد التهاب اللوزتين أحد الأمراض الناتجة عن تقلبات الطقس أو عوامل أخرى، وتتكرر الإصابة بها عند الكثيرين لاسيما الأطفال مما يجعل البعض يفكر في استئصالها نهائيا ما دفعنا لاستشارة الدكتور شريف.ب، طبيب عام في هذا الشأن. ما هي الالتهابات التي يمكن أن تتعرض لها اللوزتان؟ تختلف الإصابات الخاصة بالتهاب اللوزتين بين الحالة الفيروسية والبكتيرية، فعادة يكون هناك احمرار ناجم عن إصابة فيروسية، هنا يكون العلاج بتقديم مضاد حيوي، والجدير بالذكر أن أغلب الأطباء لا يأخذون عينات لتحديد ما إذا كانت الإصابة فيروسية أو بكتيرية، لكن بالتشخيص الذي يكون عن طريق «مخفض اللسان» يمكن تحديد الحالة، وإذا تجاوزت مدة المرض ثلاثة أيام لابد من الرجوع إلى الطبيب. كيف يتم الكشف عنها؟ يتم الكشف عن طريق خافض اللسان ليلاحظ الطبيب ما إذا كانت اللوزتان ملتهبتين، ففي الحالة البكتيرية تكون هناك تقيحات ويمكن تحديد الإصابة أنها بكتيرية لما تزيد نسبة الحمى عند الفرد وتفوت ثلاثة أيام، هنا الإصابة بكتيرية وتعالج بتقديم مضاد حيوي. هل يمكن أن يكون التهاب اللوزتين وراثيا؟ هناك بعض الأفراد مهيئين ليكونوا أكثر عرضة لالتهاب اللوزتين في صورة وراثية، حيث تكون اللوزتان منتفختين وظاهرتين طبيعيا وهم أكثر عرضة لهذا المرض، ولكن يختلف الأمر من إنسان إلى آخر حسب القوة المناعية لكل واحد. ما هي الفئات الأكثر عرضة لالتهاب اللوزتين؟ هناك بعض الأشخاص لديهم قابلية كبيرة للإصابة بالتهاب اللوزتين، لأنه في الحالة العادية تكون اللوزتين منتفختين، فتجدهم يتنفسون من الفم وليس من الأنف، ما يفسر أيضا شخيرهم أثناء النوم، لأن نسبة ثاني أوكسيد الكربون تكون مرتفعة ونسبة الأوكسجين التي تصل إلى الخلايا الدماغية تكون قليلة جدا ما يسبب لهم الأرق في النوم وفقدان التركيز إضافة إلى فئة الأطفال، لأنهم لا يتمتعون بمناعة كبيرة، لذلك هم أكثر عرضة لالتهاب اللوزتين فتجد فم الطفل دائما مفتوح وشهيته قليلة وأحيانا يتقيأ وقد يصل الأمر إلى الجفاف، لأنه لا يستطيع الأكل والشرب. أحيانا يكون الانتفاخ من جهة واحدة فما تفسيرك لهذه الحالة؟ في بعض الحالات يكون الالتهاب من جهة واحدة أي التهاب أحادي اللوزة، هنا العلاج يكون نفسه ولكن لا بد أن يكون الكشف معمقا لمعرفة السبب، لأن هذا النوع من الالتهاب قد يكون نتيجة وجود أورام حميدة تحت اللوزة، لذا لابد أن يكون الفحص الطبي معمقا، ثم علاج الحالة. ما تفسيرك لتكرار الإصابة بالتهاب اللوزتين عند البعض؟ عادة لما تكون هناك إصابة بالتهاب اللوزتين، الطبيب يعطي مضادا حيويا ويحدد مدة تناول الدواء بعشرة أيام كاملة، ولكن الكثير من الناس لا يلتزمون بتناول كل الدواء، وهذا يخلق مشكلا كبيرا. فالبكتيريا لا تموت وإنما تفقد نشاطها لمدة معينة، هي مدة أخذ الدواء دون أن تموت، وعندما لا يكمل المريض كل المضاد الحيوي فهو لا يقضي على البكتيريا وإنما يزيد من حدة عمل هذه الأخيرة فتجدد نشاطها وبالتالي تتجدد الإصابة وتعاود نفس الأعراض بالظهور على المريض وأحيانا أكثر من المدة الأولى، فالجراثيم تستطيع بهذا مقاومة المضاد الحيوي. فالمضاد الحيوي لابد من استعماله طوال المدة المطلوبة في الوصفة والمحددة في الغالب بعشرة أيام لا أكثر ولا أقل حتى تبقى له فعالية، لأننا لو استعملناه لمدة قصيرة فإننا نساعد البكتيريا على استعادة نشاطها بقوة وتصبح أكثر مقاومة للدواء، وفي حال تقديمه مرة أخرى يصبح عديم الفائدة ما يفسر تكرار الإصابة. لذا أنصح باستعمال المضاد الحيوي بالجرعات الموضوعة في الوصفة الطبية حسب الوزن، ملعقتين أو ثلاث ملاعق في اليوم لا ننقص في الكمية ولا في عدد الأيام، لأن هذا ليس في صالح المريض. هل هناك مضاعفات نتيجة تكرار الإصابة؟ إن تكرار الإصابة بالتهاب اللوزتين قد يؤدي إلى مضاعفات يمكن أن تكون خطيرة على صحة الفرد، من هذه المضاعفات التهاب المفاصل أو الارتجاجات المفصلية الحادة إضافة إلى التهاب الأذن والكلى. هناك أشخاص يقومون باستعمال المضادات الحيوية التي سبق لهم استعمالها نتيجة تكرار الإصابة دون استشارة الطبيب، فما رأيك؟ لا يجب أخذ المضاد الحيوي أبدا دون استشارة الطبيب، فالدواء يكون دائما حسب الحالة وحسب تقرير الكشف الطبي، فإذا كانت الحالة فيروسية يقدم مسكنا للآلام، لأنه عادة ما يصاحب التهاب اللوزتين الألم في الحلق وجفاف في الفم مع انتفاخ في الغدد اللمفاوية الموجودة في الحلق وأحيانا تتمادى الحالة ويصل الألم حتى الأذن. هل هناك علاج آخر غير المضاد الحيوي؟ هناك علاج جديد فيما يخص التهاب اللوزتين، إذ يتم أخذ حقنة واحدة عبارة عن مضاد حيوي ولكنه ذو مفعول مطول ليغطي بذلك كل انقسامات البكتيريا رغم أنها مؤلمة نوعا ما. ما هي الحالات التي تتطلب الجراحة؟ ليست كل الحالات تستلزم العمليات الجراحية لقلع اللوزتين، لأنهما في الأصل غدتين لمفاويتين لهما دور في جسم الإنسان وهو الدفاع ومنع دخول الجراثيم إلى الجهاز التنفسي، والالتهاب المتكرر يؤدي إلى إصابة اللوزتين بما يسمى بالشيخوخة المبكرة، حيث تصبح غير مقاومة، هنا لابد من نزعها عند مختص في الفم الأنف والحنجرة، لأن ضررهما يصبح أكثر من فائدتهما. فالاستئصال أمر يقره الطبيب وفقا للأعراض وبعد الكشف، إلا أن هناك العديد من الأمهات لما يمرض أولادهن بالتهاب اللوزتين نتيجة حالة من الألم الشديد والحمى الملازمة لهم يصبن بقلق شديد ويقررن استئصالهما، وهذا خطأ كبير، لأن اللوزتين عضوان فعالان في جسم الإنسان، يدخلان ضمن جهاز المناعة ولا يستأصلان إلا إذا كانت الإصابة متكررة عدة مرات مثلا أكثر من ست مرات في السنة، أو تنزع عندما تكون اللوزتان منتفختان بدون التهاب مع خلل في التنفس أو كانت اللوزتان تنزفان أو وجود ورم وراءهما، هنا تتطلب عملية جراحية، لكن بالنسبة للحالات التي تصاب مرتين أو ثلاث مرات في السنة مع حمى ماب ين 38 إلى 38.5 درجة مئوية فمعناه أن الالتهاب فيروسي ويقدم مسكن للحمى مع مضاد حيوي فقط، لكن بالنسبة للحالات التي تكون الإصابة بكتيرية، حيث يكون الألم في الحلق وحمى خلال 48 ساعة الأولى في البداية، ثم تظهر الأعراض التي تبدأ بالحمى من 38 إلى 40 درجة مئوية مع ألم في البطن وعدم القدرة على الأكل أو التقيؤ هنا يمكن أن تستلزم الجراحة. ما هي النصيحة التي تقدمها للأشخاص الذين يتعرضون لالتهاب اللوزتين؟ لا يجب الخوف من التهاب اللوزتين، لكن لابد من تلقي العلاج تفاديا للمضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تحدث نتيجة عدم الالتزام بالعلاج فقد يؤدي بمرور الوقت إلى المضاعفات السابقة الذكر، وشيء طبيعي أن تضعف اللوزتان، لأن لهما دورا دفاعيا، كما يستحسن أخذ بعض المحاليل لغسل البلعوم والذي يمكن تعويضه بالعسل والقارس أو مشروب البابونج.