يعد التهاب اللوزتين من الأمراض الأكثر شيوعًا عند الاطفال بمجتمعنا. كما تشكل عمليات استئصالهما من أكثر العمليات التي تجرى في الميدان الطبي، حيث تصل سنويا الى حوالي 20 الف عملية، في الوقت الذي تتسبب فيه امراض اللوزتين في 50 بالمئة من الإصابات بأمراض القلب عند الأطفال في حالة عدم التكفل الجيد بالتهاب اللوزتين، ذلك ما اوضحه ل"المساء" الدكتور محمد تشيكو أخصائي أمراض الاذن، الأنف والحنجرة والأمين العام للجمعية الوطنية للأطباء الخواص، المختصين في امراض الانف، الاذن والحنجرة مؤخرا بالعاصمة. يصاب الطفل خلال المرحلة العمرية الأولى من التهاب اللوزتين المتكرر، الا أن الأعراض التي تصاحب الالتهاب خاصة ارتفاع الحرارة، من أشد المضاعفات خطورة على صحة الطفل، ونفسية اسرته. مع الاشارة الى أن عدم التكفل الجيد بالتهاب اللوزتين يؤدي الى الاصابة بأمراض القلب. ويشير الأطباء الاخصائيون ممن تحدثوا الى "المساء" مؤخرا، على هامش انعقاد المؤتمر السابع للجمعية الوطنية لاخصائيي امراض الانف، الاذن والحنجرة بالعاصمة، إلى أن الطفل المريض عادة ما يشكو من جفاف الحنجرة المستمر والألم عند البلع مع صعوبة في التنفس، وقد يصاحب ذلك رائحة كريهة من الفم، وتصبح هذه الأعراض أكثر شيوعا عندما يبدأ الطفل في التنفس عن طريق الفم ويترافق أيضا مع ذلك تضخم العقد اللمفاوية في الرقبة و نقص في الشهية والشخير. ووصف الدكتور محمد تشيكو الإصابة بالتهاب اللوزتين عند الاطفال عندنا بالمستقرة، مرجعا اسباب الإصابة الى التغيرات المناخية الكثيرة والمفاجئة، وكذا عادات الاكل الخاطئة وغير المراقبة... إلا ان كل حالة مرضية قائمة بحد ذاتها، اذ لا يمكن وصف دواء معين لحالتين مهما كانتا متشابهتين، وانما العلاج يكون وفقا لشدة الالتهاب وعمر الطفل. وحول هذه النقطة بالذات، جاء انعقاد هذا المؤتمر السابع الذي ركز المختصون خلاله على التكفل بالتهاب اللوزتين واشكالية التخلص منهما أو الابقاء عليهما.. من قبل كان الأطباء لا يستأصلون اللوزتين قبل سن الخامسة ولكن اليوم ينصح القيام بعملية الاستئصال اذا كان الطفل يعاني من مضاعفات الالتهاب كالانسداد الميكانيكي للانف او ما يعرف لدى العامة ب"النغانغ".. ولكن المشكل المطروح حاليا يضيف الاخصائي هو مشكل إخضاع الطفل للتخدير، حيث يسجل قطاع الصحة في بلادنا نقص الكفاءات العلمية في هذا المجال، علما بأن لهذه العمليات مضاعفات خطيرة إن لم تتبع خلالها مقاييس جد دقيقة خاصة بالنظر الى عمر المريض (3 الى 7سنوات). وحسب ذات المختص، تجرى سنويا حوالي 20 الف عملية استئصال اللوزتين، معظمها في العيادات الخاصة، مع دفع المواطنين تكاليف باهظة، ناهيك عن الغيابات المدرسية المتكررة للتلميذ واثرها على تحصيله العلمي. كما تؤثر الإصابة بالتهاب اللوزتين على الحياة الطبيعية للطفل من لهو ولعب. بحيث تصبح حياة الطفل المصاب كلها قيود مثل منعه من شرب الماء البارد أو أكل المثلجات، أو الخروج إلى مكان بارد أو فيه تيار هوائي خفيف، وهذا يعارض طبيعة الطفل التي كلها مرح وحيوية، يشرح لنا د. ميهوبي. مضيفا أنه مع تقدم الطب، فإن التخدير والجراحة جعلا هذه الجراحة ممكنة، وقلص مضاعفاتها السلبية. للإشارة، فإن الجزائر تحصي 800 أخصائي في طب الأنف، الأذن والحنجرة، مع توزيع عادل بين مناطق الوطن، حسب د. تيشكو. ويتخرج سنويا من كليات الطب عشرة مختصين في هذا المجال.