تمكّن أول أمس عناصر الجيش في ڤمار بولاية الوادي بإقليم الناحية العسكرية الرابعة من استرجاع بندقية رشاشة "آف .أم .بي .كا " و17 حشوة دافعة للقاذف الصاروخي "آر .بي.جي 7" ومخزن ذخيرة لمسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف، كما تم ضبط بندقية صيد وكمية من الذخيرة بإن أمناس، على حدّ ما كشف عنه بيان لوزارة الدفاع الوطني. وتأتي الأسلحة المحجوزة كحصيلة إضافية لترسانة الأسلحة التي عثر عليها ليلة الخميس الفارط بمنطقة ڤمار وكانت محمّلة على متن سيارة رباعية الدفع تمت محاصرتها من قبل مفرزة مشتركة بين الجيش والدرك. ومن الأسلحة المحجوزة صواريخ "ستينغر" المضادة للطيران والتي تعدّ الأولى من نوعها في الجزائر ويحتمل أنها مهربة من قبل الإرهابيين المقضى عليهم من التراب الليبي، على حد ما أكده مصدر أمني. وحسب ذات المصدر، فإن الصواريخ المضادة للطيران المحجوزة بالوادي اختفت من مخازن نظام معمر القذافي قبل أن تقع في يد الجماعات الإرهابية. وفي السياق ذاته، أكّدت تقارير أمنية دولية جدّية الخطر القادم من ليبيا على دور الجوار والدول الأوروبية خصوصا ما تعلّق بحجم التسلّح لدى التنظيم الإرهابي داعش، وأغلب تلك الأسلحة تسرّبت منذ انفلات الوضع الأمني في ليبيا بسقوط نظام معمر القذافي سنة 2011. ونشرت مؤخرا الصحيفة البريطانية الأندبندنت تحقيقا قام به تيموثي ميشيتي خبير الأسلحة المستخدمة في مناطق الصراعات حول العالم، كشف فيه حجم خطر التسلّح لدى الفرع الناشئ لداعش في ليبيا واحتمال لجوء التنظيم الإرهابي إلى استعمال صواريخ مضادة للطيران من أجل توسيع رقعته. وأوضح الخبير أن " داعش يستميت في محاولات رفع علم خلافته المزعومة فوق الأراضي الليبية مستغلا غياب الدولة وتعطّل المسار السياسي لتشكيل حكومة وطنية ليبية، وعينه طبعا على الثروة النفطية التي تزخر بها البلاد لتمويل عملياته الإرهابية"، وأضاف صاحب التحقيق أن "التنظيم لم يستفد من هذه النقاط فقط بل حصل على غنيمة حقيقية مما تركه نظام معمر القذافي". وكشف خبير الأسلحة عن كيفية حصول تنظيم داعش على صواريخ معمر القذافي المضادة للطائرات، يقول في ذات الشأن "نجح التنظيم في الوصول إلى مقر إحدى الجماعات المسلحة بمدينة سبها بعدما أقنع أفرادها بالسماح له برؤية أكثر أسلحتهم قيمة ووجد في مخازنهم أربعة صواريخ من طراز إس إيه 7وصاروخين من الطراز الأحدث للمنظومة ذاتها إس إيه 16". وأضاف الخبير استنادا إلى الأرقام التسلسلية للصواريخ "حصل المسلحون على هذه الصواريخ من مهربين من البدو كانوا بصدد نقلها بطريقة غير مشروعة إلى تشاد". وحسب ما ورد في التحقيق، فإن هذه الصواريخ قادرة على إسقاط طائرات مدنية، لكن الخبير ميشيتي يؤكد أن "المقاتلين لا يمتلكون قاذفات لهذه الصواريخ، وبالتالي فهم لا يستطيعون إطلاقها".