نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، السبت، موضوعاً للكاتب جوناثان بورغر بعنوان "تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا: كيف تسقط صواريخ معمر القذافي المضادة للطائرات في أيدي الجهاديين"؟. ويشير بورغر إلى تحقيق قام به خبير الأسلحة تيموثي ميشيتي وهو خبير في مجال استقصاء مصادر الأسلحة المستخدمة في مناطق الصراعات حول العالم، ويوضح أن التحقيق الذي أجراه ميشيتي في ليبيا كان لحساب وكالة تعمل في نفس المجال ومقرها العاصمة البريطانية لندن. ويضيف بورغر، أن ميشيتي عندما وصل بعد جهد جهيد إلى مقر إحدى الجماعات المسلحة في مدينة سبها تمكن من إقناع أفرادها بالسماح له برؤية "أكثر أسلحتهم قيمة" حيث وجد في مخازنهم أربعة صواريخ من منظومة الدفاع الجوي الروسية المحمولة على الكتف "إس أيه 7" وصاروخين من الطراز الأحدث للمنظومة ذاتها "إس أيه 16". ويوضح بورغر، أن قادة الجماعة المسلحة أكدوا لميشيتي أنهم حصلوا على الصواريخ من مهربين كانوا بصدد نقلها إلى تشاد المجاورة، لكن خبير الأسلحة عندما عاد لمقر الشركة في لندن وقارن أرقام الصواريخ المسلسلة بقاعدة بيانات الشركة اكتشف، أن هذه الصواريخ جميعاً من ترسانة العقيد القذافي السابقة. ويقول بورغر، إن "هذه الصواريخ قادرة على إسقاط طائرات مدنية"، لكنه يؤكد أن ميشيتي قال إن المقاتلين لا يمتلكون قاذفات لهذه الصواريخ وبالتالي لا يستطيعون إطلاقها حالياً. ويشير بورغر إلى أن هذه الحقائق عززت مخاوف ميشيتي من احتمال حصول مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في ليبيا على بعض هذه الصواريخ، خاصة وأن المئات بل الآلاف منها اختفت دون أثر من مخازن أسلحة القذافي. وينقل بورغر عن مسؤولين أمريكيين تأكيدات، بأن بعض هذه الصواريخ وقعت بالفعل في أيدي مقاتلي التنظيم الذي يعمل على توسيع رقعة الأراضي التي يسيطر عليها هناك وسط معارك أكبر بين الجبهتين الرئيسيتين في البلاد، حيث من المتوقع، أن يستخدم هذه الأسلحة في معاركه لضم مزيد من المناطق النفطية إلى الأراضي التي يسيطر عليها. ويضيف أن التنظيم بإمكانه استخدام هذه الصواريخ لإسقاط طائرات مدنية في شمال إفريقيا أو جنوب أوروبا، كما يشير إلى تصريحات مسؤول بارز في الخارجية الأمريكية قال فيها: "إن هذه الصواريخ يمكن نقلها وتهريبها بسهولة". ويوضح بورغر، أن القذافي كان قد تمكن من الحصول على نحو 20 ألف وحدة من صواريخ الدفاع الجوي المحمولة على الكتف، لكن غارات حلف شمال الأطلسي (الناتو) تمكنت من تقليص هذه الكمية حتى لا تستولي عليها جهة معادية. ويبين أنه بعد سقوط القذافي مباشرة وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما فرقاً متخصصة للأراضي الليبية للقضاء على بقية المخزون وتمكنت هذه الفرق من تدمير خمسة آلاف وحدة أخرى، لكن المسؤولين ليسوا متأكدين حتى الآن من عدد الوحدات المختفية.