أشاد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بخصال المجاهد الفقيد بوعلام بسايح، مؤكدا أن الرجل عظيم عظمة المهام التي أداها على أحسن ما تؤدى المهام والمسؤوليات في كل المناصب التي تولاها منذ إلتحاقه بالثورة سنة 1959 إلى آخر حكومة تم تنصيبها منذ حوالى 40 يوما،وذلك في برقية تعزية بعث بها لأسرة الفقيد الذي وافته المنية أول أمس. قال الرئيس في برقيته "خرصت لعمر الله ألسننا لما تكلم فوقها القدر، وما عساي أن أقول بعد سماعي نبأ انتقال صديقي العزيز ورفيقي في النضال السياسي والدبلوماسي المغفور له بإذنه تعالى وزير الدولة الممثل الشخصي والمبعوث الخاص المجاهد بوعلام بسايح إلى رحمة الله وعفوه، ما عساي أن أقول في ذلك النبع المتدفق بالحكمة والحنكة بالأدب والفن، بالشعر والذوق الرفيع بالدبلوماسية المهذبة والسياسة الحكيمة، بالتجربة الطويلة والخبرة الفائقة بالوفاء للصديق والاخلاص للوطن، بشمائل حلوة وخصال حميدة، جعلت منه رجلا عظيما عظمة المهام التي أداها على أحسن ما تؤدى المهام، والمسؤوليات التي قام بها خير قيام في كل المناصب النبيلة التي تولاها باقتدار، سفيرا لبلاده تارة وعلى رأس دبلوماسيتها مرة، ورئيس مجلسها الدستوري أخرى ورجل دولة في كل الأحوال". وأضاف بوتفليقة في برقيته "ولئن فقدت فيه صديقا عزيزا طالما استأنست بأرائه، واسترشدت بأفكاره، ونهلت من جميل كتاباته، معجبا كل الاعجاب بعذوبة أسلوبه وبلاغة معانيه، والمواضيع التي كان يختارها في التاريخ وفي ما دبج يراعه في عالم السينما، مبرزا مآثر رموز الثورة الجزائرية عبر التاريخ "، مشيرا إلى أن الجزائر فقدت برحيل بوعلام بسايح واحدا من خيار رجالها وألمع دبلوماسييها وأكفأ سياسييها، مؤكدا المرحوم سيفضل قدوة للأجيال وعبرة يتحصنون بها في الحفاظ على العهد، معزيا أسرته وأهله وكل أقاربه ورفاقه في النضال، داعيا الله غز وجل أن يتغمد روح الفقيد ويسكنه جنات الخلد والنعيم. هذا وشيعت أمس بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة جنازة الفقيد بوعلام بسايح وزير الدولة المستشار الخاص والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 86 سنة إثر مرض عضال بمستشفي عين النعجة. ويعتبر بوعلام بسايح رجل سياسي وكاتب ومجاهد سابق شغل العديد من المناصب السياسية والدبلوماسية، حيث عين بالأمانة العامة للمجلس الوطني للثورة الجزائرية من 1959 إلى 1962، وبعد الاستقلال شغل منصب سفير بعدة عواصم من بينها برن والفاتيكان والقاهرة والكويت والرباط، قبل أن يصبح الأمين العام لوزراة الشؤون الخارجية في 1971، كما أشرف على عدة حقائب وزارية بداية من 1979 حيث عين وزيرا للإعلام ووزيرا للبريد والاتصالات ثم وزيرا للثقافة فوزيرا للشؤون الخارجية عام 1988، وفي 1997 عين عضوا بمجلس الأمة ضمن الثلث الرئاسي قبل انتخابه رئيسا للجنة الشؤون الخارجية بالغرفة الثانية للبرلمان، وفي سبتمبر 2005 عين بسايح من قبل رئيس الجمهورية رئيسا للمجلس الدستوري. وللفقيد عدة كتب أدبية وتاريخية لاسيما حول الأمير عبد القادر، وهو كاتب سيناريو فيلم بوعمامة أحد أبرز رموز النضال الجزائري.