إن امتلاك المملكة العربية السعودية لزمام تسيير البقاع المقدسة والموجودة بفضل الله على أراضيها ثم قوة النفط والدولار جعل منها تتحكم بكثير من الحكومات والدول، هذا ما تراءى للجميع على إثر إقالة رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، لوزير الشؤون الدينية، عبد الجليل بن سالم، من منصبه، "لعدم احترامه ضوابط العمل الحكومي وتصريحاته التي مست بمبادئ وثوابت الدبلوماسية التونسية"، وفقا لبيان صادر عن رئاسة الحكومة، وأسندت مهام الوزير المقال إلى وزير العدل "غازي الجريبي"، لتسييرها بالوكالة. وكان وزير الشؤون الدينية "بن سالم" قد صرح، نهاية الأسبوع الماضي، في جلسة استماع أمام أعضاء لجنة الحقوق والحريات بمجلس النواب التونسي بأنّ "أصل الإرهاب هو الوهابية السعودية"، مضيفا،"قلت لسفير السعودية وأمين عام وزراء الداخلية العرب، وهو سعودي، أصلحوا مدرستكم، فالإرهاب تاريخيًا متخرج منكم.. التكفير لم يصدر عن أي مدرسة أخرى من مدارس الإسلام، لا يصدر التكفير إلا من المدرسة الحنبلية والمدرسة الوهابية فأصلحوا عقولكم". ويبدو أن إقالة الوزير تأتي استباقا لأي رد فعل سعودي، والتخفيف من انعكاسات هذا الموقف المناوئ لدولة عربية كبيرة والصادر من جهة رسمية تونسية، كما تسعى الحكومة التونسية من خلاله تجنب أزمة في العلاقات مع السعودية.