كشفت جريدة لوموند الفرنسية أمس، أنها حصلت على معلومات مؤكدة من مصادر مقربة من السلطات الرسمية بمالي، تفيد أن المهندسين الفرنسيين المختطفين الأسبوع الماضي بذات المنطقة، كانت مهمتهما تكوين وتدريب جيش سري مشكل من محاربين ماليين عائدين من ليبيا، وكان الهدف محاربة القاعدة في الساحل، وتبين أن الرجلين كانا مبعوثين من قبل المخابرات الفرنسية لذات المهمة. وقالت الصحيفة الفرنسية في مقال صدر في عدد أمس، أن الجيش السري الذي تحدثت عنه مصادرها، تم تشكيله خلال الأسابيع الأخيرة، كان هدف القائمين عليه تجميع مقاتلين خاصة من التوارڤ الذين عادوا إلى مالي في الأيام الأخيرة من سقوط نظام العقيد معمر القذافي، وهذه المجموعة حسب مصادر الجريدة، شكلت من طرف المصالح المخابراتية لعدة دول، والهدف وضع فوج مسلح قادر على إعلان الحرب على القاعدة، وذلك كان المبرر الحقيقي لوجود المهندسين الفرنسيين بمنطقة دومبيا الواقعة شمال المنطقة، خاصة وأنهما عملا من قبل لحساب المخابرات الفرنسية، وأشارت مصادر أخرى للجريدة، أن حضور المهندسين الجيولوجيين كان بهدف التفاوض على الرهائن الأربعة المختطفين منذ 2010 بالنيجر، وقال مصدر الجريدة وهو منتخب محلي تحاشت ذكر اسمه أن المنطقة عرفت تطورا موحشا لتجارة المخدرات خاصة القنب الهندي القادم من المغرب في اتجاه مصر، وكذا الكوكايين التي تعبر الصحراء باتجاه أوروبا، وأكد أن المافيا في هذه المنطقة عرفت تطورا كبيرا في ظل وجود معاونين لا يهمهم سوى المال، غير أن الأمر المخيف حسبه، هو عودة قرابة ألف مقاتل مالي من الطوارق من ليبيا مرورا عبر الحدود الجزائرية، حيث قاتل معظمهم ضمن كتائب القذافي، وعادوا مع أسلحتهم ويتمركزون حاليا بشمال مالي، وتقول مصادر الجريدة الفرنسية، أن من بين العائدين، طوارق ماليين متمردين كانوا قد غادروها نحو ليبيا سنة 2009. وحسب لوموند فإن الجيولوجيين الفرنسيين كانا قد اتفقا مع رجل أعمال مالي التقى به في فرنسا، وكان وصولهما إلى منطقة دومبيا بهدف القيام بدراسات جيولوجية قصد إيجاد أرضية صالحة لمشاريع الإسمنت لفائدة رجل الأعمال المالي جبريل كمارا، لكن المهمة الحقيقية لكل من فيليب فيردون وسارج لازار فيك، كانت تكوين وتدريب الجيش السري لمحاربة القاعدة في مالي، وكانت خطة فرنسية في واقع الأمر، بعد ورود معلومات عن تعاون الرجلين مع المخابرات الفرنسية في عدة مرات بكل من صربيا ومدغشقر.