تطرقت معظم الجرائد الفرنسية الصادرة أمس عن هوية الفرنسيين المختطفين نهاية الأسبوع شمال مالي، وعن خلفية هذه العملية في المنطقة التي زادت تدهورا مع انتهاء الحرب في ليبيا، الأمر الذي اتخذته السلطات الفرنسية حجة وسارعت إلى إيفاد قواتها العسكرية للبحث عن الرهينتين في خطوة قال متتبعون إنها تعبر عن «إرادة للدفع نحو تدخل عسكري أجنبي قوي في المنطقة». من جهة أخرى فرضت قوات الجيش الشعبي الوطني إجراءات أمنية مشددة عبر الحدود الجنوبية، جاءت بناء على التعليمات الصادرة من قيادة أركان، بهدف حماية مختلف الولايات الجنوبية السياحية، خاصة بعد سلسلة الاختطافات التي شهدتها المنطقة. وفيما يخص الفرنسيين المختطفين شمال مالي أكدت تقارير نشرت أمس، إنهما ليسا جيولوجيين، وأنهما لم يبلغا أية جهة بتواجدهما على التراب المالي، ولم يتم تحديد أي اثر لهما في الفندق الذي كانا يقيمان فيه. كما عرضت نفس التقارير ماضيهما الذي اكتنفه الغموض، ويتعلق الأمر بالمدعو «فيليب فردون« الذي سبق له العمل في جزر القمر ومدقشغر وشارك عام 2003 في محاولة الانقلاب على نظام العقيد آسينامي، وكان رفيقه «سارج لازاريفيك سلوبودان« يشتغل في البلقان والزائير سابقا حيث كان حسب ما جاء في وسائل الإعلام الفرنسية يقوم بتجنيد مرتزقة من أوروبا الغربية وإيفادهم إلى الزائير (الكونغو حاليا) لدعم نظام الرئيس العقيد موبوتو آنذاك. وأفادت نفس المصادر أن المختطفين لم يقوما بإبلاغ السلطات الفرنسية، لا السفارة ولا القنصلية بمالي عن وجودهما ومهمتهما في منطقة الساحل، كما لم تكن هويتهما واردة ولا مدونة في سجل الفندق الذي نزلا فيه، أما بالنسبة للسلطات الفرنسية فقد تحفظت عن إعطاء تفاصيل اضافية عن هوية المختطفين واكتفوا بالقول أنهما يحملان نفس أسماء شخصين معروفين لدى الاستخبارات الفرنسية. اسلام.ف