عاشت العائلات القاطنة بأحواش بلدية المعالمة بالعاصمة أياما صعبة خلال الاضطرابات الجوية الأخيرة التي أثرت بشكل كبير عليهم في ظل الحالة الكارثية التي آلت إليها سكناتهم التي يعود غالبيتها إلى الحقبة الاستعمارية والتي أصبحت غير قادرة على الصمود أكثر بسبب عدة عوامل والغياب شبه التام للتهيئة، ما جعل العديد من الأحواش محاصرة بمياه الأمطار خلال الأيام الأخيرة مما صعب من تحركات قاطنيها الذين يرفعون مجددا مطلب الترحيل. أكد ممثل عن سكان أحواش بلدية المعالمة في اتصاله ب"السلام" أنهم يعيشون ظروفا صعبة في فصل الشتاء، ورغم المراسلات التي بعثوا بها للسلطات المحلية من أجل الإستسفار عن مصيرهم إلا أنهم في كل مرة يتلقون الوعود التي لا ترى النور، مضيفا أن إقامتهم بالأحواش طالت ومصيرهم ما يزال مجهولا، حيث لم يحصلوا على عقود الملكية التي تسمح لهم بإعادة بناء سكنات جيدة تليق بهم، أو الاستفادة من الترحيل، وهو ما يثير استياءهم وقلقهم في نفس الوقت. البلدية تحصي 18 حوشا تنتظر التسوية تحصي بلدية المعالمة 18 حوشا يقطنها أكثر من 200 عائلة تعيش في سكنات هشة يكاد البعض منها ينهار على رؤوس قاطنيها الذين أودعوا ملفاتهم على مستوى البلدية منذ سنوات لدراستها والنظر فيها، لكن – يقول أحد السكان- أنهم لا يعلمون أي جديد بخصوصها، وهو ما يثير قلقهم، خاصة أن السلطات المحلية للبلدية تتحفظ دائما في تقديم أي تفسيرات بخصوص وضعيتهم، حيث فضلت في غالب المرات التي لجأ إليها السكان للحصول على الاستفسار لالتزام الصمت، بحجة أن تسوية الأحواش من اختصاص مصالح ولاية الجزائر وليس من اختصاصها. عشرات الوعود لم ترَ النور قال ممثل عن سكان الأحواش بالبلدية، أنهم تلقو عشرات الوعود المتعلقة بترحيلهم إلى سكن لائق لكن ولا وعد تحقق لحد اليوم وهو ما زاد من حجم استيائهم، متسائلين عن مصير كل تلك الوعود التي سبق للمسؤولين بالولاية والدائرة إطلاقها في عدة مناسبات، والذين في كل مرة يصرحون بقرب موعد تسوية وضعية قاطني الأحواش وهي العملية التي طال انتظارها – يقول أحد السكان- في ظل تماطل الجهات الوصية لمطالب القاطنين على مستوى كل الأحواش التابعة لبلديات ولاية الجزائر. وأضاف محدثونا أنه مع اقتراب موعد كل عملية ترحيل يعود الأمل إليهم وينتظرون إدراج أسمائهم ضمن قوائم المرحلين إلى سكنات لائقة، لكن في كل مرة تخيب آمالهم وتتراجع ثقتهم بالمسؤولين ليبقى ترحيلهم إلى سكن لائق حلما مؤجلا إلى أن تنظر إليهم السلطات بجدية. قاطنو الأحواش يطالبون بالتهيئة قال سكان الأحواش التابعة لبلدية المعالمة أن غياب التهيئة زاد من معاناتهم بها، خاصة في فصل الأمطار، أين تتحول الطرقات إلى برك مائية يصعب اجتيازها، وهي الوضعية التي اشتكت منها العائلات القاطنة بحوش نزالي شريف، وهي الوضعية التي تشترك فيها غالبية الأحواش الأخرى حتى تلك التابعة للبلديات الأخرى بالعاصمة، إذ في كل مرة تتهاطل فيها الأمطار بغزارة تتحول الطرقات إلى برك مائية تمتزج مع الأوحال، ورغم طلبات السكان المتكررة للسلطات المحلية من أجل تهيئة الطرقات إلا أنها لم تأخذ مطلبهم على محمل الجد، والمبررات دائما أن إقامة السكان بالأحواش لن تطول. غاز البوتان يزيد من متاعب السكان تتواصل معاناة السكان في الأحواش في ظل غياب شبكة غاز المدينة، حيث يعتمدون على غاز البوتان الذي أثقل كاهلهم وأفرغ جيوبهم، خصوصا وأن أغلب قاطني الأحواش – يقول أحدهم- محدودي الدخل، فضلا عن موجة البرد الشديد التي تشهدها ولاية الجزائر منذ حلول فصل الشتاء مما يزيد الإقبال على غاز البوتان الذي يجلبونه من نقاط بيعه البعيدة عنهم، ما يكبدهم مشقة التنقل إليها إلى جانب مصاريف النقل. وقال محدثنا من سكان الأحواش بالمعالمة، أنهم تلقو وعودا عديدة بخصوص تدعيمهم بشبكة الغاز الطبيعي، إلاّ أن الأمر لا يزال على حاله، لتتواصل معاناة القاطنين الذين يتكبدون المشقة من أجل الحصول على قارورة غاز البوتان التي يجلبونها من مسافات بعيدة، خاصة في فصل الشتاء أين تزداد الحاجة لهذه المادة الحيوية. الإنارة العمومية مطلب السكان أبدى سكان أحواش البلدية قلقهم من مشكل استتباب الأمن، الذي أصبح يهدد ممتلكاتهم الشخصية يوميا بسبب انتشار ظاهرة الاعتداءات التي لم يسلم منها حتى كبار السن خصوصا في ساعات الصباح الأولى، أين يجد الكثير من المنحرفين في غياب الأمن فرصة مواتية ليعيثوا فسادا في المنطقة، والمساهمة في نشر مختلف الآفات الاجتماعية، بسبب انعدام الإنارة العمومية بأغلب الأحواش التابعة للبلدية. وأرجع بعض السكان سبب الانتشار الكبير للاعتداءات إلى النقص المسجل في الإنارة العمومية التي يطالبون بتوفيرها خاصة في فصل الشتاء، أين يجد قاطنو الأحواش صعوبة في التنقل، خصوصا في الفترتين الصباحية والمسائية، والتي تتزامن مع عودة التلاميذ والطلبة والعمال إلى سكناتهم. شباب الأحواش يعاني من الفراغ تحولت يوميات الشباب القاطن على مستوى الأحواش التابعة لبلدية المعالمة إلى روتين قاتل في ظل الغياب التام للمرافق الترفيهية والرياضية التي من شأنها الترفيه عنهم وملء فراغهم خاصة أيام العطل. حيث غياب المرافق الموجهة لفائدة الشباب يدفع بالعديد منهم للتنقل إلى المناطق المجاورة من أجل ممارسة رياضتهم المفضلة. ومن جهة أخرى، طالب العديد من الأولياء السلطات المحلية بضرورة إنجاز فضاءات للعب للأطفال حيث أصبحوا لا يجدون أية أماكن للهو فيها، ويجعلهم يتجهون في كثير من الأحيان إلى أماكن رمي القمامة التي أصبحت مقصدا لهم لقضاء الوقت، الواقع الذي يرجح إصابتهم بأمراض مستعصية مستقبلا خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة. ملف الأحواش مرهون بنتائج اللجنة المشتركة أكد والي العاصمة مؤخرا في دورته العادية الأخيرة، أن ملفات الأحواش على مستوى الولاية مرهون بنتائج اللجنة المشتركة بين وزارتي الفلاحة والتنمية الريفية والسكن والعمران والمدينة التي تم تنصيبها مؤخرا، مشيرا إلى أن أغلب الأوعية العقارية التي تتواجد بها الأحواش تابعة للمصالح الفلاحية أو أملاك الدولة وحتى الخواص، مما يتطلب دراسة دقيقة للملفات من أجل الوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف، خاصة أن المصالح الفلاحية ترفض التنازل عن الأراضي التابعة لها.. واتخاذ قرار نهائي بخصوص العائلات القاطنة بالأحواش يختلف من حوش لآخر حسب العقار المتواجد عليه. وإلى أن تنتهي اللجنة المكلفة بدراسة ملفات الأحواش على مستوى العاصمة، تبقى العائلات القاطنة بها تعاني في صمت في ظل حرمانها من التهيئة والمرافق وهي ترفع مطلب التهيئة إلى أن يتم ترحيلها.