تعيش حوالي 200 عائلة بمزرعة محمودي ببلدية براقي في ظروف أقل ما يقال عنها أنها كارثية، وفي حديثنا مع السكان أكدوا أنهم يتجرعون هذه المعاناة منذ حوالي 20 سنة ورغم العديد من المطالب التي رفعوها إلى السلطات المحلية والمتمثلة في الترحيل إلا أن طلباتهم لم تلق آذانا صاغية ولم تجد من يجسدها على أرض الواقع -على حد تعبيرهم- وهم يناشدون السلطات الولائية التعجيل في ترحيلهم إلى سكنات تحفظ كرامتهم وتنهي معاناتهم داخل سكناتهم الحالية التي تكاد تنهار على رؤوسهم. سكان المزرعة وفي اتصالهم ب"السلام" أجمعوا على مطلب رئيسي يتقدمون به للسلطات المحلية وهو تحديد موعد ترحيلهم إلى سكنات لائقة وإخراجهم من الحالة المزرية التي يعيشون فيها وأنهم يئسوا من الانتظار الذي طال أمده. ورغم العديد من عمليات الإحصاء التي قامت بها السلطات العمومية بهذا الحي، إلا أن ساكنيه ما يزالون يعانون الأمرّين حسب شهادة أحد المواطنين، الذي أكد أنهم تلقوا وعودا كثيرة بالترحيل ولكن لا جديد يذكر. عدد سكان المزرعة تضاعف خلال العشرية السوداء أكد ممثل عن سكان المزرعة أن هذه الأخيرة عبارة عن مستثمرة فلاحية كانت تضم في البداية 13 عائلة، لكن خلال العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر دفعت بسكان بعض المناطق للانتقال للأحياء التي تتوفر على الأمن، وشهدت خلالها المزرعة زيادة في عدد قاطنيها ليصل العدد الإجمالي إلى نحو 200 عائلة تم إحصاؤها من قبل مصالح دائرة براقي، وهي تنتظر الترحيل بفارغ الصبر إلى سكنات لائقة، حيث تناشد هذه العائلات مصالح ولاية الجزائر ببرمجة أسمائهم في عملية الترحيل رقم 22 التي من المنتظر برمجتها قبل نهاية الثلاثي الأول من السنة الجارية. سكنات مهددة بالانهيار أكد ممثل عن سكان المزرعة في اتصاله بالجريدة أن السكنات التي يقطنونها أصبحت غير قادرة على الصمود أكثر بعدما أصبحت في حالة كارثية، حيث الأسقف مهترئة والجدران متشققة.. ورغم قيام قاطنيها ببعض الترقيعات، إلا أنها لم تعد تجدي نفعا، وقال أحد القاطنين بالحي أن الوضع يزداد تدهورا أكثر في فصل الشتاء، حيث يتخوف السكان من انهيار أجزاء من سكناتهم التي تم بناؤها بالاعتماد على وسائل تقليدية بسيطة. وأشار السكان في حديثهم للجريدة أن معاناتهم تتضاعف أكثر في فصل الشتاء، حيث تتسرب مياه الأمطار إلى الداخل وتتحول البيوت إلى مستنقعات تجبر العائلات للمبيت في الخارج وهو ما أشار إليه أحد قاطني الحي الفوضوي، حيث تسببت الأمطار المتهاطلة مؤخرا في تركه لمسكنه بعدما تسربت المياه إلى الداخل وتسببت في إتلاف كل أثاثه. الرطوبة الشديدة تسببت في إصابة العديد بأمراض تحدث سكان المزرعة عن الرطوبة العالية التي أصبحت لا تطاق بسكناتهم لدرجة أنها تسببت في تعرض العديد منهم خاصة الأطفال وكبار السن إلى أمراض الحساسية والربو، وزاد من انتشار الأمراض بالمنطقة الرمي العشوائي للنفايات التي أصبحت تتراكم بشكل ملفت للانتباه متسببة في تشويه المحيط وانبعاث روائح كريهة حتى في هذا الفصل البارد، حيث ساعدت على جلب الحشرات والقطط والكلاب الضالة التي أصبحت تتجول يوميا بالمنطقة تبحث عن ما تأكله وسط النفايات حيث تتأخر مصالح النظافة في رفعها. التهيئة منعدمة بالمزرعة قال سكان مزرعة محمودي ببراقي الذين اتصلوا بالجريدة لنقل انشغالهم، أن التهيئة شبه منعدمة بالمنطقة، فالطرقات تفتقد للتزفيت خاصة تلك التي تربط بين السكنات، ما يجعل حركة التنقل بها صعبة في فصل الشتاء، حيث تتحول إلى مستنقعات للمياه، الأمر الذي دفع بالسكان في الكثير من المرات إلى وضع الحصى على الأرضيات لتجنب تشكل البرك المائية. وأضاف السكان أن الأرصفة منعدمة بالطرقات ما يضطر بالمارة للمشي جنب السيارات، فضلا عن نقائص أخرى جعلت الحياة بها صعبة. عائلات تعتمد على غاز البوتان أكد سكان المزرعة أنه رغم انتمائهم لولاية الجزائر إلا أنهم لم يستفيدوا من الربط بغاز المدينة، حيث ما يزالون يعتمدون على قارورات غاز البوتان التي أثقلت كاهلهم، حيث يجلبونها من أماكن بعيدة عنهم مثلما أشار إليه بعض المواطنين الذين صرحوا أن مصاريف اقتناء غاز البوتان أفرغت جيوبهم وأصبح البعض غير قادر على توفيرها، مما حرمهم من التدفئة في هذا الأيام الشديدة البرودة. نقص في المرافق الضرورية يجد سكان المزرعة صعوبة في اقتناء حاجياتهم من مقر البلدية في ظل غياب المرافق التي يحتاجون إليها بمنطقتهم من سوق جواري يلبي احتياجاتهم وقاعات العلاج والمرافق الترفيهية التي جعلت الشباب يعاني من الفراغ، ولم يجد هؤلاء من ملجأ سوى المقاهي أو الجلوس على حافة الطرقات والبعض يمارس رياضة كرة القدم بالطرقات.. أما الأطفال فيقضون أوقات فراغهم في الخارج في ظل غياب أماكن للترفيه واللعب.
سكان المزرعة ببراقي يشتكون عدة نقائص أرّقت يومياتهم ورغم إيداعهم لملفات على المستوى البلدية بغية الاستفادة من الترحيل أو الحصول إلا أنهم لم يتلقوا سوى الوعود التي لم تتجسد على الواقع، مشيرين إلى أن المنتخبين المحليين لا يزورونهم إلا في المواعيد الانتخابية.