العائلات "الزوالية" تقرر مقاطعة البطاطا عرفت أسعار الخضر والفواكه بمختلف أسواق ولايات الوسط ارتفاعا جنونيا في الأسعار بلغت السقف بالنسبة للمواد الواسعة الاستهلاك على غرار البطاطا التي تراوحت أسعارها أول أمس ما بين 60 و80 دج للكلغ، الأمر الذي أفرغ جيوب ذوي الدخل المتوسط وامتنع ذوو الدخل الضعيف عن اقتنائها، وأرجع ممثل عن اتحاد التجار بسوق الجملة للخضر والفواكه بخميس الخشنة شرق العاصمة سبب الارتفاع إلى التقلبات الجوية التي تشهدها مختلف الولايات والتي منعت الفلاحين من جني المحاصيل. جولة استطلاعية قادتنا أول أمس لمختلف أسواق العاصمة بومرداس، وقفنا على الارتفاع المحسوس في الأسعار خاصة المواد ذات الاستهلاك الواسع، الأمر الذي نتج عنه تذمر المواطنين الذين تساءلوا عن أسباب ارتفاع الأسعار التي أثقلت كاهلهم وأفرغت جيوبهم على حد تعبير أحد المواطنين بسوق حسين داي بالعاصمة. البطاطا غائبة عن موائد الجزائريين إلى إشعار آخر انطباعات عديدة سجلناها بمختلف أسواق الخضر اليومية وحتى الفوضوية أول أمس بكل من العاصمة بومرداس، حيث ركز كل من تحدثنا إليهم على ارتفاع أسعار البطاطا التي وصلت السقف في الأيام الأخيرة وتجاوز سعرها المعقول، وترواحت الأسعار ما بين 60 و80 دج للكلغ الواحد، وهو ما اضطر العديد من الزبائن إلى مقاطعة البطاطا إلى أن تتراجع أسعارها نحو 40 دج. وفي هذا السياق أكد أحد المواطنين بالسوق اليومي للرويبة أنه قاطع البطاطا منذ أن تجاوز سعرها 50 دج للكلغ الواحد، معتبرها غير ضرورية ويمكن استبدالها بمواد أخرى. من جهته، صاحب طاولة لبيع الخضر بالسوق الفوضوي بحي الشباشب بخميس الخشنة أكد في حديثه معنا أن الإقبال على اقتناء البطاطا تراجع في الأيام الأخيرة، مقارنة بالأيام العادية، حيث أصبح الزبون يقتني في أحسن الأحوال كيلوغراما واحدا، في حين كان الزبائن يقبلون على اقتناء كميات تزيد عن 5 كلغ من البطاطا، والسبب – حسبه- راجع إلى ارتفاع الأسعار التي التهبت وأصبح ذوو الدخل الضعيف عاجزين عن اقتنائها. عائلات تلجأ للعجائن بدل الخضر لتجاوز فترة ارتفاع الأسعار قالت خالتي زينب القاطنة ببلدية باب الزوار أن ارتفاع أسعار الخضر دفع بالعديد من العائلات إلى التخلي عنها في إعداد الأكل واستبدالها مؤقتا بالعجائن التي تبقى أسعارها معقولة – حسب خالتي زينب- وهذا حفاظا على جيوبهم مثلما جاء على لسان رب أسرة التقيناه بسوق الرويبة والذي أكد أن دخله لا يتعدى 30 ألف دينار ومسؤول عن 05 أبناء وهو غير قادر على اقتناء الخضر بالأسعار التي هي عليها اليوم، مشيرا إلى اقتنائه كميات من العجائن بمختلف الأنواع إلى جانب البقوليات (العدس والفاصولياء)، مؤكدا أن هذه المواد مناسبة لموسم البرد وفي نفس الوقت تحافظ على ميزانية العائلات. تجار التجزئة يبرّئون أنفسهم وعند استفسارنا لدى تجار التجزئة بأسواق الرغاية وبودواو الذي يعرف حركة تجارية كبيرة حول أسباب ارتفاع الأسعار، محملين مسؤولية ارتفاع أسعار الخضر في الأيام الأخيرة إلى سوق الجملة، لافتين إلى أنهم يرفعون سعر الخضر ولا يتركون لهم هامش الربح ما يجدون أنفسهم في مأزق وجها لوجه مع المواطنين الذي يتهمهم بالتلاعب في الأسعار والرفع منها. وأضاف أحد تجار التجزئة بسوق الرغاية أن ارتفاع أسعار الطماطم التي تجاوزت 170 دج للكلغ والفصولياء الخضراء إلى 250 دج للكلغ جعلهم يقتنون منها كميات قليلة من سوق الجملة نظرا لقلة الطلب عليها بسبب أسعارها المرتفعة مما يؤدي إلى تكدسها بالمحلات وفسادها. قلة العرض وراء ارتفاع الأسعار من جهتهم، أرجع تجار سوق الجملة للخضر والفواكه بخميس الخشنة سبب ارتفاع الأسعار إلى قلة العرض، وقال أحد التجار أنه سجل بالسوق أول أمس ندرة في مادة "القرنون" على سبيل المثال ما يؤدي إلى ارتفاع أسعاره بأسواق التجزئة، والسبب يضيف – المتحدث- راجع إلى التقلبات الجوية التي تشهدها عدة ولايات بالوطن ما منع الفلاح من جني المحصول. من جهته، ممثل عن التجارة لولاية بومرداس جقنون، أرجع ارتفاع الأسعار إلى قلة العرض التي مست أغلب المواد الواسعة الاستهلاك وفي مقدمتها البطاطا، مؤكدا وجود الرقابة بالسوق طيلة أيام الأسبوع لمنع التلاعب بالأسعار. الجدير بالذكر أن مديرية التجارة لولاية بومرداس قد أعلنت أول أمس عن تسويق 1000 قنطار من البطاطا المخزنة بمختلف أسواق الولاية ولتغطية العجز المسجل فيها وتفادي ارتفاع أسعارها أكثر، خاصة أنها بلغت أول أمس بسوق الجملة للخضر والفواكه بخميس الخشنة 50 دج للكلغ، ما نتج عنه ارتفاع أسعارها بأسواق التجزئة، كما بلغت سعر الطماطم 180 دج للكلغ الواحد أول أمس، والكوسة 160 دج للكلغ، الفلفل الحار 180 دج، الفصولياء الخضراء 250 دج للكلغ، والارتفاع مس حتى الفواكه الموسمية كالبرتقال التي فاق سعرها أول أمس 200 دج للكلغ الواحد بالنسبة للنوعية الجيدة.