الرهبة الرهبة وإن حطّت بيننا حافيةْ لا تعلُوها عاليةْ أشواكها داميةْ ماؤها حاميةْ حيّة للسموم راميةْ والريح لم تُعْن بآثار الأقدام تقضُ مضاجع الأحلام الكُفر والآثامُ ومعصية الرحمان
عاريةٌ عارية.... ماجنة ماجنة... نصفها للدعارة ونصف للفسوق أخبار الشؤم والموت آتية كعادتها من الشرق من شرق البلاد والعباد ... سغب... وسحل.... وظمأ...ومبيت في العراء نهب ...وجور...وغدر...وقهر يطول تائِهٌ في صحراٍء مُطِلةٌ على جُنون أصحابها ساغِبٌ في زواياها يبرم صفقته مع السقوط الأخير وطارقٌ في خوائها يستلطف خمود النار ا علّها تمده جمرًا يكوي وحدته عبوس كالحةٌ مُحياه ينوي السفر بين النهر والحجارة بين أفول الفجر وحزن القيثارة بين ذاك الأفق وسبع منارة بين السيوف الحافية وهول الخسارة فكم من شريد...؟ وكم من طريد...؟ ودّعا هجيع الليل بعيون باكية الرهبة مُلقاهُ والرهبةُ منفاهُ ..الرهبة ملهاه وما عداه .. الرهبة حتفه وما عافاه .. الرهبة الرهبة وإن حطّت بيننا هاوية فما شردتنا الليالي بهزمها ولا خذلتنا الأقداح بمذاقها ولا الغواني بطيبها ونحن أعراشا تتلو مع سُمرة الغياب وحشة الزمان ونحن الظلال وظلها ونحن حُمرة الشفق العقيم وإن عظُم وهجُ القمر ونحن أطْياف الهُزال حتّى تتقوّى ألطاُفُنا فالحمد منّا والابتلاء لنا وما شئناهُ مقْضِيًا وما شلناه بيننا سار عهدًا منسيًا .الرهبةُ الرهبةُ ..والريح لم تعن بصدح الأصوات فمن أظْلم الأكوان أمام ناظري وارتجّ الأرض تحت أقدامي فغُلّتي يسكنها ثأر الأجداد من قديم ثُلّةٌ من أشعاري تحترق وثٌلّةٌ تحفر الطريق والباقية تسلّحَت بالشهادَة حتّى أستفيقُ أنباءٌ أرعَنت خَواطرنا وتأصَّل فينا الحُزن ونامت طيور البراري على خوف مُريب حلّ بركانًا بارد اً على الديار وحلّت معه الكآبة في زيّ العروس زوبعةٌ من النسيان زوبعةٌ من الكتمان وحصادٌ للأعناق في كل مكان حوافرُ أشباحنا تشَابهَ لها المدى بصُلبِ ا لحائطِ فسارت تحفر السماء وعويلها قيد الخناق وتشابه القريب من غيِّ الأسياد بضوء الشمس فاحترقت كل الضفاف بغدر الفيض هي الرهبة منّا كلمّا فقأ الغراب عين الصحراء أم هي الرهبة علينا كلما ضاق الحال على حكامنا الرهبة... الرهبة وإن حلت بيننا سرنا عبيداً.