تختلف مسيرة نجوم الساحرة المستديرة، من لاعب لأخر، حيث يوجد لاعبون تمكنوا من التتويج بكل الألقاب الفردية والجماعية على غرار الساحر البرازيلي رونالدينيو الذي كتب اسمه بأحرف من ذهب في كل المسابقات..وهناك من عانده الحظ، حيث تألق في جمع التتويجات الفردية وغابت عنه الجماعية وفئة ثالثة تمكنت من الإبداع فرديا وحصد مختلف الألقاب لكنها فشلت في التتويج جماعيا، وفي هذا النوع الأخير لدينا أبرز اللاعبين تمنّعت عنهم صاحبة الأذنين رغم فوزهم بأغلب الألقاب أو كلها. جيجي بوفون: نبدأ حكايا العظماء، مع جانلويجي بوفون حارس جوفنتوس والمنتخب الإيطالي، الذي نجح في الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين في تاريخه، الأولى كانت سنة 2003، وسقط أمام أبناء جلدته أي سي ميلان بركلات الترجيح والثانية كانت سنة 2015، حيث سقطت السيدة العجوز أمام العملاق الكتالوني برشلونة الاسباني، بهدف لثلاثة. وبالعودة إلى مسيرة "العنكوبة" فقد كانت حافلة بالألقاب، حيث فاز بوفون ب 18 لقباً أثناء مسيرته الطويلة التي ارتدى خلالها قميصي بارما وجوفنتوس والمنتخب الإيطالي، ففي 6 سنوات قضاها مع بارما فاز بوفون بلقب كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي الآن) عام 1999، وكأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالية في العام ذاته. بعد أعوام من التألق مع بارما، انتقل بوفون إلى جوفنتوس عام 2001 في صفقة قياسية هي الأعلى في تاريخ حراس المرمى إلى حد الآن، ولم يتأخر "جيجي" في إثبات نفسه وبدأ يجني اللقب تلو الآخر مع "السيدة العجوز" التي بسطت سيطرتها على كرة القدم الإيطالية. منذ انتقاله إلى اليوم فاز بوفون ب 12 لقباً مع جوفنتوس، دون اعتبار اللقبين اللذين تم سحبهما من الفريق عامي 2005 و2006 بتهمة التلاعب بنتائج المباريات عام 2006، فقد أحرز الحارس العملاق 6 ألقاب دوري و4 ألقاب في كأس السوبر الإيطالية، قبل أن يضيف لقب كأس إيطاليا إلى مسيرته مع جوفنتوس حين فاز على لازيو في نهائي العام الحالي. مع المنتخب الإيطالي بلغ ابن بارما قمّة المجد، إذ قاد منتخب بلاده إلى الفوز بكأس العالم 2006 على حساب المنتخب الفرنسي، في العاصمة الألمانية برلين. كل هذه التتويجات الجماعية، أضاف إليها بوفون 28 لقباً فردياً، أبرزها لقب أحسن حارس في القرن الحالي، وثاني أحسن لاعب في العالم عام 2006 وأحسن حارس في الدوري الإيطالي 9 مرات، لكن بالرغم من كل هذه الانجازات عجز بوفون عن كسب ودّ صاحبة الأذنين (دوري الأبطال). بوبي مور: يعد أحد أفضل المدافعين في تاريخ كرة القدم، وقائد منتخب إنجلترا الذي توّج بكأس العالم عام 1966، أمضى معظم فترات لعبه مع فريق وست هام، ومن ثم فولهام، ولم يتوّج بأمجد بطولات الأندية الأوروبية بمسماها القديم، حتى اعتزاله عام 1978، علمًا بأنه توفي عام 1993. ريفالدو: اللاعب البرازيلي الموهوب المتوَّج عام 1999 بجائزة الكرة الذهبية إبان تألقه مع برشلونة، والفائز ببطولة كأس العالم عام 2002، تمكن من كتابة التاريخ، كونه كان من بين أبرز اللاعبين في العالم، حيث كان يملك قدم يسرى ساحرة يستطيع القيام بكل شيء فوق أرضية الملعب ولا يمكن لأحد توقع ما سيقوم به، إلا أنه لم يتوّج بدوري الأبطال، رغم أنه لعب لبرشلونة وميلان. بافيل نيدفيد: هو أفضل لاعب في العالم عام 2003، أحرز كل الألقاب المحلية مع لازيو وجوفنتوس، لكنه لم يتمكن من ترويض اللقب الأوروبي..في عام 2003 بكى نيدفيد كثيراً في إياب المربع الذهبي، أمام ريال مدريد، فقد حرمه الحكم السويسري أورس ماير من خوض النهائي الذي طالما حلم به، بعد نيله الإنذار إثر تدخله على الإنجليزي ستيف ماكمانامان. في تلك المباراة، سجّل نيدفيد الهدف الثالث وقاد جوفنتوس إلى مواجهة ميلان في "أولد ترافورد"، لكنه تخلّف عن الموقعة التي خسرها فريقه بركلات الترجيح، لتبقى مسيرة ابن العاصمة التشيكية براغ منقوصة من أمجد الكؤوس الأوروبية. مايكل بالاك: النجم الألماني "المنحوس" وصل لنهائي البطولة مرتين، الأولى مع بايرليفركوزن في عام 2002 وخسرها أمام ريال مدريد في المباراة التي شهدت هدف تاريخي من زين الدين زيدان، والثانية عام 2008 مع تشيلسي وخسرها بركلات الترجيح أمام مانشستر يونايتد، ولم يحالفه الحظ للفوز بالبطولة أيضاً مع بايرن ميونيخ، كما إنه سيء الحظ أيضاً مع منتخب ألمانيا الذي خسر معه عدة بطولات وصل فيها للنهائي أو قبل النهائي. سول كامبل: المدافع الإنجليزي الصلب صاحب ال73 مباراة دولية مع "الأسود الثلاثة"، كاد أن يتوج بدوري أبطال أوروبا عام 2006 عندما سجل هدفا لفريقه أرسنال أمام برشلونة في النهائي الذي أقيم بباريس، ولكن في النهاية ذهب اللقب ل"البلوغرانا". باتريك فييرا: فاز فييرا متوسط الميدان الفرنسي ب 21 لقباً في مسيرته الاحترافية مع أندية أرسنال وجوفنتوس وإنتر ميلان ومانشستر سيتي والمنتخب الفرنسي الذي أحرز معه الثلاثية الشهيرة (كأس العالم وكأس أمم أوروبا وكأس القارات)، إضافة إلى 12 لقباً فردياً، لكن رغم هذه المسيرة المدججة بالألقاب فشل فييرا في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا التي بقيت حلماً لأحد أعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ كرة القدم الفرنسية والعالمية. لوثر ماتيوس: لا يشك أحد في قيمة الأسطورة الألماني لوثر ماتيوس صاحب اللمسات الساحرة والانضباط الكبير، فهو الذي قاد بايرن لسبعة ألقاب دوري في ألمانيا وشغل الناس مع إنتر ميلان الإيطالي ونال الإشادة مع المنتخب الألماني بعد الفوز بلقب مونديال 1990 بإيطاليا. خلال مسيرته الطويلة، تمكّن ماتيوس من الفوز بأكثر من عشرين لقباً جماعياً، ونال العديد من الجوائز الفردية أبرزها لقب جائزة أفضل لاعب في العالم عامي 1990 و1991، لكن قصة الأسطورة الألماني بقيت منقوصة من فصل مهم وهو دوري أبطال أوروبا، فبالرغم من بلوغه المباراة النهائية عامي 1987 و1999، لم يتمكن ماتيوس من نيل اللقب الأوروبي، فالأول خسره أمام بورتو البرتغالي بهدف تاريخي للجزائري رابح ماجر، والثاني ضاع بطريقة دراماتيكية أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي حين قضى تيدي شيرنغهام وأولي غونار سولشكاير على آمال بايرن في آخر دقيقتين من المباراة. فرانشيسكو توتي: نال توتي كل الألقاب الممكنة مع فريقه روما الإيطالي ومنتخب بلاده، فهو الوفي والملك والابن المدلل وأفضل لاعب في تاريخ روما وواحداً من أفضل ما أنجبت كرة القدم الإيطالية والعالمية، خاصة بعدما قاد الأتزوري سنة 2006 وللتويج بكأس العالم صحبة الجيل التاريخي بقيادة المدرب مارتشيلو ليبي. كل هذه الانجازات تجعلك تتخيل مدى جمال المتحف الشخصي لفرانشيسكو توتي، لكن الصورة الجميلة لم تكتمل، بسبب غياب صاحبة الأذنين التي لم يتمكن توتي ولا روما من إحرازها، بل لم تكن الفرصة متاحة للفوز بها، فمهما بلغ الفريق الإيطالي القمة لن يتمكن من مجاراة الفرق العظيمة في "القارة العجوز"، لكن رغم إدراكه استحالة الفوز بالأبطال مع روما بقي توتي وفياً ل"الذئاب" ورفض كل العروض التي قدمت له. فابيو كانافارو: لا تختلف مسيرة المدافع الإيطالي فابيو كانافارو كثيراً عن مواطنيه فرانشيسكو توتي وجيجي بوفون، إذ توّج بالدوري الإيطالي وكأس العالم، وأضاف إليهما بطولة الدوري الإسباني مع ريال مدريد. في عام 2006 بلغ كانافارو قمة المجد، حيث توج في برلين بلقب كأس العالم مع المنتخب الإيطالي، قبل أن يكون على موعد مع دخول التاريخ في مدينة زيوريخ السويسرية حين نال جائزة أفضل لاعب في العالم. كل هذه الانجازات جعلت كانافارو واحداً من أفضل ما أنجبت الكرة الإيطالية، لكن حكاية المدافع الأنيق انتهت دون أن تتزين بسيّدة البطولات وأجمل الألقاب، دوري أبطال أوروبا. روبيرتو باجيو: يعتبر روبيرتو باجيو الموهبة الأبرز في تاريخ كرة القدم الإيطالية، فهو المراوغ والهداف وصاحب التمريرات الحاسمة والنظرة الثاقبة والشخصية القيادية. كل هذه الصفات الحميدة للاعب كرة القدم، جعلت باجيو يلعب لأكبر فرق إيطاليا وهم الثلاثي ميلان وإنتر وجوفنتوس، لكن رغم هذه التجربة الثرية لم يهتدي روبيرتو إلى الممر المؤدي إلى منصات التتويج بصاحبة الأذنين. الموهبة المتوّج بجائزة أفضل لاعب إيطالي في القرن العشرين، فاز بأكثر من ثلاثين جائزة فردية، إضافة إلى ألقاب الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا وكأس الاتحاد الأوروبي مع الفرق التي لعب لها. يتذكر عشاق كرة القدم ركلة الترجيح التي أضاعها باجيو في نهائي كأس العالم عام 1994 أمام البرازيل، لكن ما يغفل عليه البعض، هو أن أفضل لاعب في تاريخ إيطاليا فشل في الفوز بأمجد الكؤوس الأوروبية. زلاتان إبراهيموفيتش: "إبرا" هو مفخرة كرة القدم السويدية وواحد من أفضل المهاجمين في العالم، فهو المهاجم صاحب الأهداف الفريدة في الكرة العالمية. فاز زلاتان بلقب الدوري الهولندي والإيطالي والإسباني والفرنسي وهو اللاعب الوحيد الذي يملك هذا الانجاز في العالم، لكن ألقابه ال 25 مع الأندية التي لعب لها، لم تشمل بطولة دوري أبطال أوروبا بالرغم من عراقة هذه الفرق. قصة زلاتان إبراهيموفيتش مع دوري الأبطال فريدة بعض الشيء، ففي عام 2010 انتقل زلاتان من إنتر ميلان الإيطالي إلى برشلونة الإسباني حامل اللقب الأوروبي حينها، وبعد انتقاله إلى "البلوغرانا"، فاز فريقه السابق إنتر بأمجد الكؤوس الأوروبية، فقرر زلاتان العودة إلى إيطاليا عام 2011 ليلعب بقميص ميلان، بعد أن ساءت علاقته بمدرب الفريق الإسباني بيب غوارديولا، وفي ذات العام عاد برشلونة للفوز بدوري أبطال أوروبا. يخوض اللاعب السويدي الآن تجربة ناجحة مع مانشستر يونايتد الانجليزي ويطمح إلى التأهل لبطولة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، ولما محاولة التتويج باللقب تحت قيادة المدرب البرتغالي مورينيو. "الفينومينو" رونالدو: لقبه الإيطاليون ب"الظاهرة" لأنهم لم يشاهدوا لاعباً يتعامل مع المدافعين وحراس المرمى بتلك الكفاءة العالية، إنه الأسطورة البرازيلي لويس نازاريو داليما رونالدو. خاض رونالدو تجربة طويلة في أوروبا، اختلطت فيها الأتراح بالأفراح، فسعادته كانت بالإشادة والألقاب الفردية والجماعية التي فاز بها، أم أتراحه فكانت لعنة الإصابات التي جعلت أسطورته لا تكتمل. لعب "الظاهرة" لأقوى وأعرق الفرق العالمية أبرزهما إيندهوفن الاهولندي، والثنائي الإسباني برشلونة وريال مدريد إضافة إلى قطبي مدينة ميلانو إنتر وميلان، وحقّق أرقاماً قياسياً فاستحق أن يكون نجم عصره وربما هو أفضل مهاجم في التاريخ. فاز رونالدو بجائزة أفضل لاعب في العالم 3 مرات وبكأس العالم مرتين عامي 1994 و2002، إضافة إلى العديد من الألقاب مع الأندية التي لعب لها، لكنه أنهى مسيرته المظفرة دون التتويج بدوري أبطال أوروبا الذي بقي حلماً ضائعاً لدى أيقونة كرة القدم العالمية. رغم أنه في 2007 توج مع ميلان لكن، اسمه كان مشطوبا من القائمة بما أنه شارك مع ريال مدريد في المسابقة قبل الانتقال إلى العملاق الايطالي في الميركاتو الشتوي، ليخلو سجل الظاهرة رونالدو الحافل بالتتويج من لقب دوري أبطال أوروبا. ديغو أرماندو مارادونا (أفضل لاعب في التاريخ) عاش مارادونا فترته الذهبية في الملاعب الأوروبية، إذ تقمّص أزياء برشلونة الإسباني، وفاز معه بثلاثة ألقاب محلية قبل أن يُجبر على ترك النادي "الكتالوني" والتوجه إلى نابولي الإيطالي، الذي فاز معه بلقب الدوري والكأس والسوبر الإيطالي وكأس الاتحاد الأوروبي. مع المنتخب الأرجنتيني فاز مارادونا بلقب كأس العالم 1986 بالمكسيك، وسجل أجمل هدف في تاريخ المونديال، قبل أن يعود عام 1990 ويقود بلاده إلى المباراة النهائية أمام المنتخب الألماني الذي حسم الأمور لمصلحته. على المستوى الفردي، فاز دييغو بأكثر من 30 جائزة فردية أبرزها أفضل لاعب في القرن عام 2000، بل إن الملاحظين اختلفوا على منحه لقب أفضل لاعب في التاريخ في منافسة شرسة مع البرازيلي بيليه. كل هذه الانجازات منحت دييغو لقب ملك كرة القدم، لكن رغم جمال التاج المرصّع بأغلى الألقاب والانجازات، فإنه يبقى منقوصاً من الجوهرة الأجمل "دوري أبطال أوروبا". إيريك كونتونا: يعد ايريك كونتونا المهاجم الدولي الفرنسي من أكثر اللاعبين إثارة للجدل في كرة القدم، حيث عرف بتصريحاته الغريبة والمثيرة، إلا أنه من بين ابرز اللاعبين في الساحرة المستديرة، حيث فاز كونتونا مع مانشستر يونايتد 4 ألقاب في الدوري خلال خمسة مواسم، وفاز معهم في بطولتين وبطولة اتحاد كرة القدم الإنجليزي مرتان. كونتونا يعتبر من الأشخاص الذين لعبوا دوراً سحرياً عظيماً في إحياء مانشستر يونايتد حيث أطلقوا عليه لقب "ايريك الملك" إلا أنه فشل في التتويج بلقب دوري الأبطال. دينيس بريكامب: هو واحد من بين ابرز اللاعبين الهولنديين وفي العالم، حيث لعب بيركامب لكل من أجاكس أمستردام الهولندي، إنتر يلان الايطالي وأرسنال الانجليزي، وكان يشغل منصب الهجوم كمهاجم ثان حيث استطاع أن يثبت مهاراته الكبيرة وتمريراته الدقيقة..وقد تم اختيار بيركامب من قبل بيليه كأحد أفضل 125 لاعب كرة قدم حي ويعتبر على نطاق واسع بوصفه واحدا من أعظم اللاعبين في جيله، إلا أنه فشل في التتويج مع كل الفرق التي لعب لها بصاحبة الأذنين. عمر غابريال باتيستوتا: اشتهر باسم "باتي غول"، وهو أفضل هداف في تاريخ الدوري الإيطالي برصيد 354 هدفا من 387 مباراة، وعلى المستوى الدولي هو ثاني أكثر اللاعبين الأرجنتينيين تسجيلا للأهداف مع المنتخب، فقد سجل 56 هدفا من 78 مباراة دولية، ويعتبر باتيستوتا اللاعب الوحيد الذي سجل هاتريك في بطولتين ل كأس العالم.. لعب الهداف الأرجنتيني لكل من فيورنتينا، روما وإنتر ميلان الإيطالي، ولكنه لم يتمكن من قيادة هذه النوادي للتتويج بأغلى الألقاب الأوروبية. فان نيستلروي: يعتبر فان ميستر روي كما كان يلقب من أبرز الهدافين في تاريخ الساحرة المستديرة، حيث لعب لكل من إيندهوفن مانشستر يونايتد، ريال مدريد، هامبورغ ومالاغا، وسجل 347 هدفا في 589 مباراة، توج بالدوري الهولندي مرتين، الدوري الانجليزي، كأس الاتحاد الإنجليزي، كأس رابطة المحترفين، الدرع الخيرية، مع ريال مدريد الدوري الإسباني مرتين، كأس السوبر الإسباني، كما توج ب21 لقبا فرديا الا أن ذات الأذونين امتنعت عنه، لينضم لقائمة الأساطير الذين فشلوا في ملامسة سحر صاحبة الأذنين.