كما كان متوقع، لم يتوج الفرنسي فرانك ريبيري نجم فريق بايرن ميونيخ بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم بالرغم من تتويجه مع بايرن ميونيخ ب 5 بطولات في عام 2013، بل الأدهى من ذلك إنه حل في المركز الثالث بعد رونالدو الفائز وميسي الوصيف. عام لن يتكرر لريبيري، وإذا لم يتوج بها هذا العام فسيكون من الصعب أن يتوج بها حتى نهاية مسيرته إلا لو حقق البافاري موسم اعجازي أخر وغاب رونالدو وميسي عن المرشحين لأسباب قهرية أو يعلنوا اعتزالهم بشكل مفاجئ. صحيح أن انجازات بايرن ميونيخ عن هذا العام الفضل فيها ليس لريبيري وحده، لأن البافاري يعتمد على اللعب الجماعي وليس النجم الأوحد، ولا يؤثر غياب نجم عن الفريق سواء ريبيري أو روبين أو شفاينشتيغر، فالبديل موجود دائماً وعلى نفس قدر الكفاءة، ولكن هل كان فابيو كانافارو مثلاً هو صاحب الفضل الوحيد عندما قاد إيطاليا للتتويج بكأس العالم 2006 وفوزه بالكرة الذهبية عن نفس العام ؟!. بالمنطق الذي فاز به كانافارو بالجائزة عام 2006 يجب أن يفوز ريبيري عام 2013، ويجب أن يفوز الهولندي ويسلي شنايدر بالجائزة عام 2010 الذي توج به بثلاثية مع إنتر ميلان وقاد منتخب هولندا للوصول لنهائي كأس العالم وحصل على لقب هداف المونديال وفي النهاية وجد نفسه خارج القائمة النهائية التي تضم أفضل 3 لاعبين في العالم، وبالمنطق نفسه كان يجب أن يتوج بها الإنجليزي ديفيد بيكهام عام 1999 عندما شارك في انجاز مانشستر يونايتد كأول فريق إنجليزي يتوج بثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا. هل لم يتوج هؤلاء بالجائزة لإنهم لم يرتدوا قميص ريال مدريد وبرشلونة وقتها ؟!. بل هل أصبحت الجائزة اقتصاراً على لاعبين فقط، إما كريستيانو رونالدو أو ميسي ؟! منذ أن فاز البرازيلي ريكردو كاكا بالجائزة عام 2007 ومن بعدها أصبحت الجائزة حكراً على رونالدو وميسي، 6 أعوام لا يوجد سوى رونالدو وميسي في عالم كرة القدم، اين روني أين إبراهيموفيتش، أين لاعبي المنتخب الإسباني أول منتخب في التاريخ يفوز بكأس الأمم الأوروبية مرتين على التوالي وبينهم كأس العالم ؟ وهل سيأتي جيل لاعبين إسبان أفضل من هذا الجيل ؟! لو الجائزة تقدم اعتماداً على المستوى الفردي فقط، فلا مانع أن يحتكرها كريستيانو رونالدو وميسي، ولكن هذا يعني إننا لن نرى أبداً حارس مرمى يتوج بها، أو مدافع مثلاً، وأن اللاعبين أصحاب الأداء الجماعي مثل بيرلو وألونسو وجيرارد ولامبارد وتشافي وإنييستا سيظلوا محرومين دائماً من التتويج بالجائزة. أما لو كانت الجائزة تقدم حصرياً لنجوم برشلونة وريال مدريد، فهذا يفسر لي سبب اختيار راموس وألفيس وتشافي وإنييستا في تشكيلة العام على حساب كومباني وديفيد ألابا وماتس هوميلس وشفاينشتيغر ويايا توريه الذين قدموا موسم استثنائي ولم يكن لهم نصيب في حضور حفل جوائز الفيفا.