تنتظر العائلات القاطنة بأحواش بلدية هراوة شرق العاصمة منحها عقود ملكية سكناتهم التي يرفضون تركها والرحيل إلى شقق جديدة رغم الحالة المتدهورة التي آلت إليها نتيجة قدمها حيث تعود إلى العهد الاستعماري، وهم يناشدون السلطات المسؤولة التعجيل في تسوية وضعيتهم العالقة منذ سنوات، وتمكينهم من إعادة انجاز سكنات جديدة تحفظ كرامتهم رافضين مقترح الولاية بالترحيل. العائلات القاطنة بأحواش "الكاريار" و"كواط" تعيش ظروفا أقل ما يقال عنها مزرية، حيث تفتقد سكناتهم الهشة لأبسط ظروف الحياة الكريمة، ورغم اقتراح عليهم الترحيل إلى شقق جديدة إلا أن العائلات تفضل منحها العقود كونها تعودت على حياتها بالأحواش التي تقطنها منذ الاستقلال بالنسبة للبعض وآخرون منذ قرابة 30 سنة. إشعارات ولاية الجزائر تقع كالصاعقة على السكان تلقت العائلات القاطنة بأحواش هراوة منذ قرابة الشهرين إشعارات من ولاية الجزائر تفيد بضرورة إخلاء سكناتها التي تقطنها منذ سنوات طويلة في إطار القضاء على السكن الهش وإعادة ترحيلها إلى سكنات اجتماعية واسترجاع العقار الذي سيستغل في انجاز مشاريع ذات منفعة عامة، وهو الإشعار الذي قال بخصوصه سكان حوش الكاريار أنه وقع كالصاعقة عليهم، مؤكدين أن مقترح ولاية الجزائر بترحيلهم إلى سكنات اجتماعية جديدة مرفوض بالنسبة لهم، وعلى السلطات التفكير في مقترح آخر يرضي الطرفين. سكنات تصف حقبة من الزمن تعود الفيلات التابعة لأحواش الكاريار والكواط إلى فترة الاستعمار حيث قامت عائلات باستغلالها مباشرة بعد خروج المستعمر وقامت بتحويلها إلى مسكن لها، ومنذ ذلك الوقت وهي تقيم بداخلها وبعد سنوات تضاعف عدد أفراد العائلات بالأحواش ووصل في السنوات الأخيرة إلى حوالي 100 أسرة قامت بتشييد بنايات جديدة تحيط بالفيلات التي تصف حقبة من الزمن، ولهذا يقول قاطنوها أنهم لا يمكن تركها حتى ولو تم ترحليهم إلى شقق لائقة بالعاصمة. عائلات تتحدى القوانين رغم عدم حصولها على رخص البناء من السلطات المعنية، إلا أن عائلات بأحواش هرواة تتحدى كل القوانين وتضرب بها عرض الحائط، حيث قامت بتشييد سكنات جاهزة من عدة طوابق وهي تنتظر التسوية، وتوسعة فيلات أخرى تعود للحقبة الإستعمارية بالرغم من رفض سلطات بلدية هراوة منحها عقود الملكية بحجة أنه ليس من صلاحيتها. وحسب العائلات، فإنها تفضل البقاء في الأحواش التي تحمل كل ذكرياتها على الرحيل والإقامة في شقق، مؤكدة رفضها التام للترحيل مشيرة إلى تعلقها الكبير بالمكان الذي تقيم فيه منذ سنوات طويلة. ربط الأحواش بالشبكات زاد من تمسك قاطنيها بالعيش فيها وما زاد من تمسك العائلات القاطنة بأحواش هراوة بقرارها المتعلق برفض مقترح ولاية الجزائر، ربطها بمختلف الشبكات من مياه صالحة للشرب وغاز المدينة والكهرباء وقنوات الصرف الصحي مما جعل الحياة تتحسن بالأحواش خلال السنوات الأخيرة، بعد معاناة لسنوات طويلة بسبب غياب الشبكات المختلفة، وتساءل السكان عن سبب ربط أحواشهم بالشبكات الضرورية ما دامت السلطات تسعى لترحيلهم من المكان. وأضاف السكان أن وضعية الأحواش في تحسن في ظل اهتمام السلطات بها في السنوات الأخيرة حيث عملت على توفير أهم المرافق الضرورية لتحسين الإطار المعيشي لهم. وفيما يخص التهيئة، أكد السكان أنهم رغم تهميش السلطات المحلية لبلدية هراوة لهذا الجانب إلا أن السكان بأنفسهم قاموا بتهيئة مداخيلهم من مالهم الخاص. السكان يشعرون بالعزلة المتجول بالأحواش يلفت انتباهه غياب كل المرافق الضرورية، حيث لا وجود لمدرسة ابتدائية ولا فضاءات للعب الأطفال وتقضي هذه الفئة أوقات فراغها في الطريق معرضة حياتها للخطر، وحتى المحلات التجارية منعدمة بالمكان. وحسب السكان، فإن فئة الشباب يلجأون لقضاء أوقات فراغهم في البلديات المجاورة بعد قطع مسافات طويلة خاصة باتجاه مقر بلديتهم وهم يطالبون بإنجاز ملعب جواري. تلاميذ يقطعون مسافات من أجل الالتحاق بمؤسساتهم التربوية غياب مدرسة قريبة من الأحواش خلق متاعب كبيرة للتلاميذ وأوليائهم، حيث يجبر تلاميذ الأطوار الثلاثة لقطع مسافات مشيا على الأقدام من أجل الوصول إلى موقف الحافلات من ثم انتظار الحافلات المؤدية للبلديات الذين يزاولون فيها دراستهم. وقال تلاميذ في الطورين المتوسط والثانوي أنهم يواجهون متاعب يومية من أجل الإلتحاق بمقاعد الدراسة، خاصة في فصل الشتاء، وأضاف أحد التلاميذ أن سلطات بلدية هراوة لا توفر لهم النقل المدرسي بالعدد الكافي الأمر الذي جعلهم يتكبدون يوميا عناء التنقل إلى المؤسسات التعليمية من أجل الدراسة، مشيرين إلى أن المعاناة تتضاعف بالنسبة لتلاميذ الطور الابتدائي الذين يخرجون في ساعات مبكرة من أجل الوصول في الوقت المحدد لبدء الدروس. عائلة واحدة بالحوش تضم أكثر من أسرتين قال سكان حي الكاريار أن العائلة الواحدة القاطنة بالحوش تضم على الأقل أسرتين، مستفسرين ما إذا كانت السلطات تنوي منح كل أسرة شقة لوحدها أم أنها تسعى لضم العائلة الكبيرة في شقة واحدة وهو أمر مرفوض بالنسبة لهم على حد تعبير أحد القاطنين بالحوش والذي أشار في معرض حديثه مع "السلام" أن السكنات التي يقيمون بها حاليا واسعة مؤكدين أنهم مرتاحين بها ولا يمكن لهم العيش داخل شقق ضيقة في عمارات تضم عائلات أخرى، حيث تعودوا على السكن الفردي مثلما تحدث عنه أحد سكان أحواش هراوة الذي أبدى اعتراضه على قرار الولاية بخصوص ترحليهم. العائلات متمسكة بحقها في الحصول على عقود الملكية تناشد العائلات القاطنة بأحواش هراوة والي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ بضرورة الاستجابة لمطلبهم المتعلق بتسوية وضعيتهم ومنحهم عقود ملكية سكناتهم التي يشغلونها منذ سنوات طويلة، معبرين عن رفضهم التام لمقترح الترحيل الذي – حسب محدثي الجريدة – لا يناسب حياتهم التي تعودوا عليها.