يهدد خطر السنة البيضاء، طلبة الجامعات عبر كامل القطر الجزائري بعدما شلت بها حركة التدريس منذ أشهر بسبب سلسلة الإحتجاجات والاعتصامات التي شهدتها، للمطالبة بحقوق وصفها الطلبة ب "المشروعة"، كونها تصب في إطار توفير الظروف الملائمة للتحصيل المعرفي الجيد وضمان التوظيف بعد التخرج. لازالت العديد من الجامعات والمعاهد والكليات المنتشرة عبر مختلف ولايات الوطن منذ الدخول الجامعي الحالي، تعيش على وقع الصدامات والغليان في صفوف الطلبة، الذين دخلوا في العديد من الحركات الاحتجاجية للمطالبة بتحسين أوضاعهم البيداغوجية والاجتماعية، ورغم الإصلاحات التي أطلقتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بخصوص تذليل المشاكل والصعوبات على مستوى المعاهد والجامعات، إلا أن الواقع الملموس لازال بعيدا عن أفق توقعات الوزارة وتمنيات الطلبة. فمعظم جامعات الوطن تعيش على وقع إضرابات مفتوحة ومسيرات سلمية واعتصامات وحتى إضرابات عن الطعام،لإيصال مطالبهم إلى الوزارة الوصية لحل مشاكلهم العالقة منذ فترة، على غرار طلبة قسم العلوم والعلوم الغذائية بالشلف، الذين دخلوا في إضراب مفتوح منذ 21 يوما إلى غاية اليوم، مطالبين بضرورة إدراج شهادة الماستر وإدراج نقاط إضافية عند التوظيف، وقد ساندت المنظمة الوطنية للطلبة الجزائريين مطالب المحتجين واصفة إياها ب "الشرعية"، كما دخل طلبة كلية الحقوق بجامعة باجي مختار بعنابة في إضراب تنديدا بالبيروقراطية التي تطالهم والحقرة من طرف الإدارة التي ألغت مذكرة النقاط والمساواة بين المحاضرة والتطبيق، أما عن طلبة الصيدلة المضربين منذ بداية السنة أمهلت وزارة التعليم العالي 10 أيام قبل الإعلان عن السنة البيضاء، حيث دخل صبيحة أمس العشرات من طلبة كلية الصيدلة وجراحة الأسنان بتيزي وزو في اضراب مفتوح عن الطعام، لكسر تهميش الوزارة الوصية لهم التي إتهموها بالممطالة في الإستجابة لمطالبهم المرفوعة منذ مدة والمتمحورة أساسا حول رفع عدد المناصب الممنوحة لهم بعد التخرج، وتمكينهم من التوظيف المباشر، ناهيك عن جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف بإيسطو بوهران التي تعرف هي الأخرى احتجاجا واسع النطاق للمطالبة برحيل مديرة الجامعة التي اتهمها التنظيم الطلابي بسوء التسيير وعدم قدرتها على تنفيذ برنامج وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مرورا بالاحتجاجات المتواصلة لطلبة قسم الصيدلة بكلية الطب بجامعة وهران1. هذا ولم تتوقف الإضرابات عند هذا الحد بل مست أيضا طلبة الهندسة المعمارية والفنون الجميلة والمحروقات وتخصصات أخرى تسير على نفس الدرب، إحتجاجا على ما سموه "تماطلا" في تحقيق مطالبهم التي وصفوها ب"المشروعة"، في ظل تماطل الجهات الوصية وإصرارها على إيجاد حلول ترقيعية، وهو الأمر الذي جعل الطلبة يتمسكون بإضراباتهم للمطالبة بحقوقهم أكثر من أي وقت مضى.