عرفت السنة الجامعية الجارية منذ انطلاقها في 4 سبتمبر المنصرم، وإلى غاية يومنا هذا، العديد من الاحتجاجات الساخنة التي جعلت الطلبة والأساتذة يتوقعون سنة بيضاء، فبعد المشاكل البيداغوجية التي عصفت على الطلبة الذين راحوا يبحثون عن مصيرهم ومصير الشهادات التي سيحصلون عليها بعد إكمالهم سنوات الليسانس. راسل الطلبة في البداية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بعدة مراسلات استلمت "الشروق" نسخا عنها، وطالبوها توضيحات دقيقة حول الشهادات التي سيحصلون عليها بعد التخرج، وبعد أن رفضت الوزارة الوصية الالتفات إليهم، خرجوا في احتجاجات عارمة، إلا أن تلك الاحتجاجات لم تجُد نفعا هي الأخرى، ولم يجد الطلبة من حل بديل سوى الدخول في إضراب مفتوح عن الدراسة إلى غاية تحقيق مطالبهم. اجتاحت حُمّى الإضرابات كل المؤسسات الجامعية، فكانت الانطلاقة من طلبة المدارس العليا للأساتذة بكل من قسنطينة، العاصمة، الأغواط، بوزريعة، القبة، سكيكدة ومستغانم، للمطالبة بعدة مطالب على رأسها فتح الماستر للمتخرجين سنة 2016، وإدماجه ضمن سنوات التكوين بمعنى ماستر 1 بالنسبة للطلبة الحاصلين على البكالوريا ودرسوا 3 و4 سنوات، وإدماج الماستر ضمن سنوات التكوين بمعنى ماستر 2، بالنسبة للطلبة الذين تحصلوا على شهادة البكالوريا والذين درسوا 5 سنوات، بالإضافة إلى التطبيق الفعلي للتعليمة الوزارية القاضية بإمكانية التحاق المتخرجين من المدارس العليا للأساتذة بالماستر في جامعات أخرى، لتمس العملية بعدها طلبة الصيدلة وجراحة الأسنان الذين قاطعوا امتحانات السداسي الأول، وهو ما جعل الوزير الأول عبد المالك سلال يتدخل شخصيا لحل مشاكلهم وعقد اجتماعا مع ممثليهم عشية الأحد المنصرم، وتمت مناقشة مشاكلهم، وكان من المفروض أن يعودوا أمس، إلى مقاعد الدراسة، لأن القرار الذي اتخذه الوزير الأول في حقهم والمتعلق بإضافة سنة إلى سنوات الدراسة لتصبح 7 بدل 6 سنوات، ليس في صالحهم، حسب ما صرح به الطلبة "للشروق" أمس، كما أكدوا أنهم لن يعودوا إلى الدراسة إلى غاية تحقيق مطالبهم، حيث بلغت نسبة الاقتراع الذي أجراه الطلبة حول العودة إلى الدراسة أو مقاطعة الإضراب 99,98 بالمائة من الطلبة الذين أيدوا قرار مواصلة الإضراب على المستوى الوطني. ولم تتوقف الإضرابات عند هذا الحد بل مسّت أيضا طلبة الهندسة المعمارية والفنون الجميلة والمحروقات وتخصصات أخرى تسير على نفس الدرب، احتجاجا على ما سموه تماطلا في تحقيق مطالب مشروعة حُرموا منها لأسباب ما تزال مجهولة، حيث خرج المئات من الطلبة في التخصصات السالفة الذكر، في احتجاجات صاخبة قبل أن يقاطعوا الدراسة، بعد أن لاقوا صمتا رهيبا من قبل الوزارة الوصية، وهو الأمر الذي جعل الطلبة يتمسكون بإضراباتهم للمطالبة بحقوقهم أكثر من أي وقت مضى، وعملت على تحريك تخصصات أخرى وشجعتها على الاحتجاج تنديدا بالوضع السائد والغياب التام لإمكانيات الدراسة بها، فضلا عن المطالبة بتحديد مصيرهم بعد التخرج ومناصب العمل التي ستمنح لهم مستقبلا.