مراسلة خاصة بالسلام زيارة رئيس الوزراء الصهيوني الأخيرة للبيت الأبيض ولقائه الرئيس الأمريكي ( دونلد ترامب) في الخامس من شباط / فبراير الماضي حملت نتائج سياسية وعسكرية هامة للكيان الصهيوني، حيث قررت إدارة الرئيس ( ترامب) زيادة الدعم العسكري للكيان، وتعهد ( ترامب) بتحقيق الأمن والأمان للدولة العبرية الغاصبة، وحماية الكيان من أية مخاطر إقليمية ودولية محتملة، وسيعمل ( ترامب) بلجم الأممالمتحدة وثنيها عن اعتمادها قرارات أممية ضد (إسرائيل )؛ هذه الوعود الأمريكية المفتوحة استطاع من خلالها الصهاينة الحصول على الضوء الأخضر لسرقة وتهويد باقي الأراضي الفلسطينية و يتم هذا الأمر بالتنسيق الدائم مع الإدارة الأمريكية الجديدة وبخطوات هادئة ومدروسة حتى لا تزعج المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الأممية . وقد نتج عن الزيارة الإسرائيلية لأمريكا الهامة الكثير من النتائج منها تجديد علاقات الكيان الإستراتيجية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والعمل على وضع حد لسياسات الخلاف والاختلاف التي حدثت في السنوات الماضية عهد الرئيس (أوباما)، فيما ركزت الزيارة بالأساس على أخذ الضوء الأخضر من الأمريكان لمواصلة النشاط الصهيوني الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس المحتلة حيث يعيش في الضفة ما يقارب ( 500 ) ألف مستوطن. والجديد في الزيارة التصريحات الغريبة للرئيس (ترامب ) عن قبول لحل الدولة الواحدة اليهودية وتراجع الأمريكيين عن قبول حل الدولتين الذي تبنته منذ عام 2001 وباعتقادي أن ( ترامب ) سينقذ ( نتنياهو) من الانتقادات اللاذعة التي يواجهها من الأحزاب (الإسرائيلية) في الكيان وانهيار سياسة الائتلاف الحكومي حيث أقرت وزيرة العدل الصهيونية ( إيلت شاكيد) أن حل الدولتين يؤدي إلى نهاية الدولة اليهودية، وهناك مشكلة ديمغرافية في تزايد الفلسطينيين في الداخل وهي قنبلة ديمغرافية موقوتة . ويعتقد كاتب المقال أن فكرة ما تسمى (حل الدولتين) التي يلهث ورائها المفاوضين الفلسطينيين لم تعد موجودة على أجندة الإدارة الأمريكية الجديدة ففي المؤتمر الصحفي للرئيس الأمريكي (ترامب) ورئيس الوزراء الصهيوني ( نتنياهو) أجاب (ترامب) الصحفيين عن حل الدولة الواحدة أو الدولتين بقوله : ( بالنظر إلى الدولتين أو الدولة الواحدة، فإنني أفضل ما تفضله الأطراف كافة، وإنني يمكنني التعايش مع أيهما ) . إن المسؤولين الصهاينة يروجون عبر تصريحاتهم هذه الأيام لحل الدولة الواحدة، حيث أن هناك وزراء صهاينة يرفضون رفضا قاطعا مشروع حل الدولتين لأنه يؤثر على الدولة اليهودية التي يسعى الصهاينة لأقامته على أرضنا الفلسطينيةالمحتلة. أرى أن حل الدولتين الذي يدعمه العرب وفق لمبادة السلام العربية عام 2002م أصبح اليوم مرفوض أمريكيا والدليل ما تقدمه إدارة ترامب من دعم ومساندة للكيان الصهيوني في مواصلة تهويد الأرض الفلسطينية وإقامة البؤر الاستيطانية عليها، وقد عينت إدارة ترامب الأمريكي (ديفيد فريدمان) الداعم للمستوطنين سفيرا لها في الكيان الصهيوني، ويعتبر اليهود نائب الرئيس الأمريكي (مايك بينس) الصديق الأوفى للدولة العبرية، وهذا الرجل من كبار داعمي الكيان في بناء المزيد من الثكنات الصهيونية على أرض فلسطين . وضمن مساعي الصهاينة لتدمير حل الدولتين – الذي أصبح في خبر كان- أعلنت حكومة ( نتنياهو) العنصرية ولأول مرة منذ 25 عاما عن نيته إقامة مستوطنة جديدة في شمال مدينة رام اللهالمحتلة، حيث وافقت الحكومة (الإسرائيلية) الخميس الماضي على بناء مستوطنة جديدة على أراضنا المحتلة شمال غرب رام الله في منطقة يطلق عليها (شيلو) قرب الموقع القديم لبؤرة عمونا الاستيطانية العشوائية لتكون أول مستوطنة جديدة تبنى بقرار صهيوني حكومي منذ عام 1992م، وهي تنفيذا للنتائج زيارة (نتنياهو) لأمريكا حيث حصل على الضوء الأخضر من ( ترامب ) لمواصلة سرقة الأراضي الفلسطينية وبناء البؤر الاستيطانية. وبحسب المراقبون والمحللون فإن موقع المستوطنة الصهيونية الجديدة يمثل موقعا استراتيجيا مميزا يقع في عمق الضفة الغربيةالمحتلة، ويهدف إلى تقسيم الضفة وتفتيتها، وكشف (نتنياهو) أمام المجلس الصهيوني الوزاري الأمني المصغر( الكابينت) أنه تمت المصادقة على تسويق نحو(2000) وحدة سكنية استيطانية من أصل (5700 ) سبق أن صادقت على إنشائها الحكومة الصهيونية قبل شهرين حيث صادقت الحكومة الصهيونية على تشكيل طاقم ليعمل على إنشاء مستوطنة صهيونية جديدة لمستوطني (عامونا) الذين تم إجلاؤهم في الأول من شباط/ فبراير الماضي من البؤرة الاستيطانية التي كانت تحمل ذات التسمية، حيث رفضت الحكومة الصهيونية إنشاء هذه المستوطنة على أراض فلسطينية بملكية خاصة . ويشدد كاتب المقال على أن تعهد الإدارة الأمريكية بوقف الاستيطان لمساعدة الفلسطينيين على تنفيذ وهم بل سراب حل الدولتين هو تعهد كاذب، وتصريحات الرئيس الأمريكي (ترامب) حول المستوطنات تؤكد ذلك عبر دعم الكيان الصهيوني ومساندته لبناء المزيد من البؤر الاستيطانية على أرضنا الفلسطينيةالمحتلة.