تعيش مدينة متليلي على بعد 45 كلم جنوبغرداية، على وقع العيد المحلي للفروسية الشعبية والمهاري التي تتميز به بتقاليد المنطقة والذي انطلقت فعالياته أول أمس في مشهد احتفالي مليء بالألوان. وترمي هذه التظاهرة الثقافية التي تبادر بها الجمعية المحلية للفروسية بمتليلي بالتعاون مع المجلس الشعبي البلدي إلى المحافظة على تقاليد الفروسية الشعبية والمهاري وتساهم في إعادة الاعتبار لعديد العادات مع تثمين مهارات الفرسان والمهاري. ويهدف هذا الاحتفال أيضا إلى تثمين وترقية التراث الغني من الموروث المادي واللامادي وجعله محركا للتنمية المستدامة مثلما أوضح المنظمون ويتوخى من هذا الحدث المحلي كذلك المحافظة على الفن العريق "الفارس والخيل والمهاري" مع وضع هذا الفن الأصيل في خدمة التنمية الاجتماعية ونقل إلى أجيال المستقبل القيم التي يحملها والمتمثلة في الاحترام والشهامة والشرف حسب ذات المصدر. ويرى أحد المتخصصين بعلم الاجتماع بالمنطقة "أن الخيل والمهاري وفن الفروسية شكلت دوما جزءا من التراث الثقافي القديم في مختلف مناطق الوطن ولا زال هذا الفن يحتل إلى غاية اليوم مكانة رائدة خلال المناسبات العائلية أو الوطنية". ويحتل الخيل والجمل مكانة بارزة في تجربة ومخيال الجزائريين المقيمين سواء بالشمال أو الجنوب كما ذكر ذات المتحدث مضيفا في ذات السياق بأن أهمية خاصة تولى لأدوات تزيين الفرس والمهاري (الجمل) وأيضا لبدلات وملابس الفارس والمهاري. ويحمل هذا الموعد إشارات توحي بتوفر إرادة لتطوير تربية الخيول والإبل بهدف المحافظة على هذا النوع من التراث الثمين بمنطقة غرداية التي تحتضن ثروات تاريخية وثقافية وفلاحية وصناعية هامة حسبما ذكر المنظمون. ويتضمن برنامج هذه الفعاليات مشاهد في سباقات الفروسية وعروض متنوعة للفرسان والمهاري التي تقام بفضاءات مهيئة لهذا الغرض على مستوى شعبة أولاد سيدي الشيخ بمدينة متليلي إلى جانب تنشيط سهرات فنية من قبل الفرق الفولكلورية. وأبدت شرائح واسعة من الجمهور من مختلف الأعمار إعجابها من سباقات الخيل والجمال التي عادة ما تتوج بطلقات البارود جماعيا حيث يبدي الفرسان مهارات عالية في فنون التحكم في الخيول والجمال المتسابقة.