انطلاق الدورة ال38 للجنة نقاط الاتصال للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء بالجزائر    قانون المالية: المحكمة الدستورية تصرح بعدم دستورية التعديلات الواردة على المواد 23 و29 و33 و55    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    تقليد المنتجات الصيدلانية مِحور ملتقى    اللواء سماعلي قائداً جديداً للقوات البريّة    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    أكثر من 500 مشاركاً في سباق الدرب 2024    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الملفات التي تمس انشغالات المواطن أولوية    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    "صفعة قانونية وسياسية" للاحتلال المغربي وحلفائه    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فيما تعرف الفنتازيا طريقها إلى الإنقراض.. النادي الشعبي للفروسية بالمحمدية يحافظ على رياضة ركوب الخي
نشر في الحوار يوم 19 - 08 - 2008

إلى وقت ما كان يشكل الحصان سند الإنسان في حياته اليومية، وسرعان ما تراجعت مكانته تلك ليتحول في وقتنا الحالي إلى رمز من رموز الترف والبذخ يتباهى به في المناسبات المختلفة، وتغير الهدف من اكتساب حصان لدى العامة من وسيلة تدخل الفرحة على نفس صاحبها بالتقليل من شقائه وتعبه،إلى إدخال الفرح على نفوس الآخرين لدى مشاهدتها بعد التقهقر الذي ميز نشاط تربية الخيول، ما دفع بمحبي الخيول إلى تفضيل النادي الشعبي للفروسية بالمحمدية لبقاء على احتكاك مباشر بها. تعتبر الفروسية من الأنشطة التي مارسها أجدادنا مند القدم، وأبرزوا من خلالها مهاراتهم في الصبر والسرعة والحركة، فالخيل التي استخدمت قديما كوسيلة نقل رئيسية، وارتبط اسمها منذ القدم بالفروسية والمعارك والحروب تقلصت أهميتها تدريجيا مع تطور التكنولوجية وتطور الآلة التي عوضت الاعتماد عليها بشكل كبير في حياة الإنسان، فقد أصبح استخدامها اليوم محصورا في الرياضة وميادين السباقات ونوادي الفروسية، وقلة قليلة من الهواة الذين مازالوا يحتفظون ببعض سلالاتها الأصيلة، بالإضافة لمزارع تهجين الخيل في أوروبا وأمريكا، ولأن ركوب الخيل متعة وهواية رائعة، كيف لا وهي من أروع الرياضات التي تكسب الإنسان جمالا ورشاقة إضافة إلى أنها تقوي الرئتين وتنقي الدم، وقد أوصانا بها سلفنا الصالح، وخصها الدين بمكانة خاصة من خلال الأحاديث والآيات القرآنية التي تبين أهمية الرياضة في حد ذاتها ومكانة الخيل في حياة الإنسان.
''أحمد'' ينقل خبرته للشباب
يقول السيد ''أحمد بطار'' سائس خيل ''في النادي الشعبي للفروسية بالمحمدية'' أن ركوب الخيل هو قبل كل شيء مسألة ثقة بالنفس ورغبة لتعلم امتطاء هذا النوع من الحيوانات، لهذا يتعين على الفارس أن يكون على يقين من طاقته وقدرته في التعامل مع الحصان والسيطرة عليه، وجعله ينصاع لأوامره. ويزيد ''أحمد'' على ذلك بقوله كما يجب أن يكون هناك تبادل ثقة بين المدرب والتلميذ خاصة المبتدئ والحصان من خلال الظهور بالمظهر الجيد وتهذيب صوته وسلوكه، لأن الحصان يسجل في ذاكرته تصرفات فارسه الذي يتعود على التعامل معه، ولهذا يجب على المدرب أن ينقل معرفته إلى المبتدئ من خلال تعابير بسيطة سهلة وقصيرة، فسر النجاح في تعلم الفروسية يكمن في الأخذ بالنصائح والتشجيعات التي يقدمها المدرب إلى التلميذ لمساعدته على التغلب على مخاوفه والمحافظة على الهدوء وهو على ظهر الحصان. وختم ''أحمد'' حديثه عن طريقة التعامل مع الأحصنة: ''أن الفروسية رياضة من الرياضات التي تنمي الثقة في الفارس وتعطيه الإحساس بالشجاعة حيث أن ركوب الخيل ليس بالأمر السهل فهو يحتاج إلى لياقة عالية وقوة بدنية وكذلك قوة تركيز والتحكم في الأعصاب والمحافظة على الهدوء فالعلاقة بين الفارس والخيل هي علاقة حب متينة موجودة بقوة بين الطرفين تعطي الخيل فارسها القوة ويعطى الفارس بدوره لخيله الاهتمام من خلال حسن معاملته''.
نادي الفروسية.. إحياء للعادات والثقافة الشعبية
أنشئ النادي الشعبي للفروسية بالمحمدية مند الاحتلال الفرنسي لتتوالى عليه الأجيال فيما بعد ليصبح بتاريخ 4 جوان 1994 ''النادي الرياضي للهواة'' فاتحا أبوابه إلى كل من استهوته هواية ركوب الخيل ليكون ابتداء من هذا التاريخ ناديا يقدم من خلاله الدروس لمن أراد التعلم ابتداء من سن الثامنة. الخرجة الميدانية ل ''الحوار'' التي قادتنا إلى المكان لاكتشافه عن قرب، فتحت لنا المجال للتعرف أكثر على مهامه وجمع المعلومات حول حياة الخيول وكيفية التعامل معها، فكان لنا نصيب لإجراء لقاء خاص مع ''السيدة ولد عبد السلام أحلام'' مساعدة المدير ومديرة بالنيابة التي استطعنا من خلالها معرفة مهام نادي الفروسية بالمحمدية والتي لخصتها لنا في تعليم فن ركوب الخيل وممارسة الفروسية على المستوي المحلي وتطوير وتحسين نوعية الخيل. كما يعمد النادي حسب ''ولد عبد السلام'' إلى تشجيع واسترجاع وإحياء العادات والتقاليد والحفاظ على الثقافة الشعبية المتمثلة في ممارسة فن ركوب الخيل وضمان بقائها ودوامها عبر الأجيال وذلك عن طريق ترسيخ ذلك فيهم بكل الوسائل من خلال تنظيم تظاهرات ومنافسات رياضية والمشاركة في المنافسات الرياضية الوطنية والدولية مع احترام الإجراءات التنظيمية السارية، ويسهر النادي على احترام التنظيمات الرياضية المسنة من طرف الاتحادية الجزائرية للفروسية والاتحادية الدولية، وكذا على توفير الظروف المادية والضرورية لممارسة رياضة الفروسية على أحسن وجه، وتضيف السيدة ''ولد عبد السلام'' أن النادي يقوم بإحصائيات خاصة به وترسل الحصيلة الدورية الخاصة بنشاطه إلى الاتحادية الجزائرية للفروسية بهدف تقييم نشاطه، ومن بين أساسياته البحث واكتشاف وتوجيه المواهب الرياضية الشابة والسهر على غرس في نفوسها التربية المدنية والأخلاقية وكذا المساهمة في نشر والحفاظ على الأخلاقيات الرياضية.
178 منخرط اجتذبهم ''جمايك '' ''كليمونس'' وآخرون
ويتوفر النادي المتربع على مساحة قدرها 3,74 هكتار وبه 48 حصانا من مختلف السلالات منها 18 حصانا ملكية خاصة، 12 منها مخصصة للمنافسات في حين يملك النادي 16 حصانا لتدريب التلاميذ و14 حصانا مخصصة للمنافسات، ويقدر عدد المنخرطين في النادي ب54 من صنف الأواسط و25 من صنف الأشبال و67 للأكابر 32 منهم من هواة امتطاء الخيل للتسلية صل والعدد الإجمالي للمنخرطين .178
وأثناء جولتنا التفقدية في المكان وسط ذلك الديكور الجميل الذي تزين بمختلف ألوان وسلالات الخيول، كنا مرفوقين ب''سائس الخيل'' السيد أحمد بطار، والمقصود بالسائس من يتكفل بالاهتمام والاعتناء بالخيول وتنظيفها وإطعامها والسهر على راحتها، وللسيد ''أحمد'' خبرة ميدانية تقدر ب 15 سنة فمن خلال الحديث الذي جمعنا بالسيد ''بطار'' تعرفنا على ''جمايك''، ''كليمونس''، ''سفيان''، ''نيل'' وآخرون وكلها أسماء لأحصنة متواجدة في إسطبلات نادي الفروسية الشعبية بالمحمدية حيث خصصنا لكل واحد زيارة خاصة اطلعنا من خلالها عن كيفية الاهتمام به، وهي لا تختلف عن تلك الطريقة التي يعتني فيها الإنسان بنفسه، وعرفنا أن هذه الخيول هي الأكثر جذبا للمتدربين من محبي الخيل والفروسية.
يعتنى بها كنجوم السينما
يغتسل الحصان خاصة في فصل الصيف وأوقات الحر مرتين في اليوم، والسبب في ذلك أن المناخ الذي يعيش فيه الحصان ليس حارا، لهذا يغتسل مرتين في اليوم حتى يعتاد على المناخ الذي يعيش فيه حاليا ولا يتحقق ذلك إلا بعد مرور أربع أو خمس سنوات، وينظف ويسرح له شعره ويُعَطر بمبيد خاص ليبعد الحشرات عنه. وتتم العناية بحوافره بطليها بطلاء دهني لزج يمنع إصابته بالجروح، ويلبس لباسا خاصا يزين به جسمه بحيث يوضع فوق ظهره سجاد خاص مصنوع من القماش المميز قبل وضع السرج الذي يكون مصنوع من الجلد. وللحصان طبع خاص فهو يهدأ ويتعصب بسرعة فطباعه حادة كطباع الإنسان، فهو رفيقه وصديقه الذي يشعر بسعادته وحزنه. فالخيول قادرة على التعبير عن مجال واسع من المشاعر كالحب والكراهية والغيرة وتستطيع أن تتعرف على رغبات الإنسان من طريقة كلامه وصوته. ويرى ''أحمد'' أنه يجب التعامل مع الحصان بحذر ولطافة من خلال أول لقاء ليسهل معرفة أصله وسلالته وخاصة مزاجه. أما نوعية الطعام الذي يتغذي عليه الحصان فهي ال ''لورش''، ''فراج''، ''الكلأ''، و''الشعير''، وبعض الفيتامينات والمكملات وكذا الجزر والتفاح خاصة في المنافسات مع تقويتها بالكالسيوم. وعلى العموم تخضع الأحصنة إلى مراقبة طبية على مدار السنة وقبل كل منافسة يجب تدريبها بطريقة جيدة ومعاملتها بطريقة خاصة، في حين تعزل الأحصنة التي تلتحق بالنادي لأول مرة في إسطبلات منفردة بعيدة عن المجموعات الأخرى، ولا تلحق بها إلا بعد مرور مدة معينة من الزمن يطلع خلالها بالتفصيل على حالتها الصحية والتأكد مما إذا لم تكن تعاني من أي مرض قد يصيب المجموعة بالعدوى.
''النيلفي'' جمع بين الجزائري والإنجليزي
أما عن طريقة التمييز بين مختلف سلالات الأحصنة، يقول السيد ''أحمد'' إن الاختلاف الذي يمكن من خلاله التمييز بين أصناف الأحصنة يكمن خصيصا في المورفولوجية والمزاج والشكل، وراح يوضح لنا بعض الاختلافات التي يمكن أن نفرق من خلالها بين النسل، فالجواد الفرنسي مثلا، يتميز بطبعه الهادئ زيادة إلى ضخامة شكله، وهذا النوع من الأحصنة يستغل في القفز على الحواجز وهذه الميزات تجعله يختلف عن الحصان الانجليزي الذي يتميز رأسه بملامح وجه رقيقة ورجلين رقيقتين وظهره طويل وطبع عصبي، في حين يتميز الحصان الذي يصطلح على تسميته ب ''نيلفي'' فهو الحصان الذي يكون أصله انجليزي وجزائري المولد بمعني انجليزي الأصل وجزائري الجنسية، ويمتاز بحمرة في العينين وانفعاله الزائد، ومن صفاته سلاسة الظهر وطوله، أذناه تتجهان للوراء خفيف الحركة لكثرة الدم في جسمه ومستعد للهجوم في أي وقت، إلا أنه سرعان ما يغير تصرفاته بمجرد رؤية صاحبه الذي تعود عليه، أما الحصان الجزائري الذي عادة ما يتم جلبه من ولاية تيارت فيميزه رأسه الكبير وملامحه الخشنة وقصر قامته التي لا تتجاوز في العادة 65ر1 م و 70ر1م.
الخيول العربية لتحسين السلالات العالمية
ينفرد الجواد العربي الأصيل صاحب المسافات الطويلة بجمال وصفات حميدة، فهو من أقدم وأنبل وأجمل الخيول في العالم ومن السلالات الخفيفة، حيث يرجع تاريخه إلى ما قبل المسيح ومن المعروف أن معظم سلالات الخيول في العالم تحمل خاصية من خواص الحصان العربي، ومهما اختلف في أصله يبقى اسمه العربي. ويعود تاريخه إلى ثلاثة آلاف سنة تقريبا ويعتبر من أجمل الخيل في العالم قاطبة لجماله ورشاقته وألوانه الساحرة حيث تمتاز الخيول العربية بتوازنها وتناسق جسمها الطبيعي، فرأسها الصغير نسبيا والمتناسق مع الرقبة يدل على الرشاقة والأصالة، ومما يزيدها جمالا تقعر قصبة الأنف قليلا، كما أن لها منخاران واسعان وجبهة عريضة يميزها التباعد بين العينين السوداوين البراقتين المستديرتين، ويعلو رأسها أذنان قصيرتان متجانستان نهايتهما حادة وتتحركان بسرعة وتجانس غريب، ولها رقبة طويلة متناسقة مع بقية أجزاء الجسم، أما ظهرها فهو قصير مكتنز العضلات، والذيل مرتفع بشكل واضح، ناهيك عن سرعتها الفائقة ويقظتها الدائمة وقدرتها الهائلة على الصبر وتحمل الجوع والعطش والتأقلم مع الظروف الصحراوية القاسية، كما يشتهر الحصان العربي بذكائه ونبله وإخلاصه وشدة وفائه لصاحبه، ونظرا لهذه الصفات الحميدة علاوة على ما يتمتع به من نقاوة السلالة استخدم الحصان العربي في تحسين أغلب سلالات الخيل العالمية مما أكسبها شهرة واسعة وجمالا منقطع النظير، ولا يمكن الحصول على حصان جيد من تلقيح فرس عربية بفحل غير عربي بينما العكس صحيح حيث ثبت جليا أن لدم الحصان العربي مفعول السحر في تحسين السلالات الأخرى، وقد ساهمت الفتوحات الإسلامية في دخول الخيول العربية إلى إفريقيا وأوروبا، وقد عرف العرب الخيل منذ القدم فاعتنوا بها وأكرموها وحافظوا على عراقة أنسابها ونقاء سلالاتها من العيوب والشوائب، ويرجح أن تكون الخيول العربية ترجع في أصولها إلى خمسة جياد أصيلة كان لها شأن كبير في جزيرة العرب منذ زمن بعيد وهي، كحيلة وجاء اسمها من السواد المحيط بالعينين اللتين تبدوان كالمحولتين، عبية وجاء اسمها من تشوالها وحفظها لعباءة راكبها على ذيلها أثناء الجري، دهماء نسبة للونها القاتم المائل للسواد، شويمة وهذا نسبة للشامات الموجودة على جسمها، صقلاوية وجاء اسمها من طريقة رفع حوافرها في الهواء عند الجري أو من صقالة شعرها. وقد احتلت الخيل في نفوس العرب مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة تعادل النفس والولد وكان امتلاكها دليلا على القوة والشجاعة والهيبة، ونظرا لدورها الحاسم والمهم في المعارك والحروب، نشأت علاقة حميمة بين الفارس العربي وحصانه وارتبط مصير كل منهما بالآخر يدفعهما لذلك مناخ متقلب وبيئة غير مستقرة لا تؤمن إلا بمنطق القوة والبقاء للأقوى، فوطد هذا القدر المحتوم العلاقة بينهما وأرسى قواعدها نبل الحصان العربي وذكاؤه ومدى إخلاصه ووفائه لصاحبه، وبادله الفارس العربي الحب والوفاء والإخلاص من خلال إكرامه وعدم التفريط فيه وقد أكرمها الله سبحانه وتعالى بذكرها في كتابه العزيز.
''الفنتازيا'' عبق الثراث الجزائري
تعد الفنتازيا المدرسة الأولى لركوب الخيل ومنبع الفروسية في الجزائر، والمقصود ب ''الفنتازيا'' حسب ما أوضحه ''أحمد'' مجموعة من الشيوخ يرتدون لباسا أبيض اللون يتمثل في العباءات التقليدية حاملين في أيدهم بندقيات يصطلح عليها في اللغة العامية ب''المكاحل'' أو كما يوصفون لدى حملهم إياها ''أصحاب البارود''، ويقول عمي''أحسن'' أحد المهتمين والمطلعين على هذا التراث الشعبي أن الفنتازيا هي ذلك العرض الذي يقوم به الخيالة خلال حفلات الأعراس ذات الطابع المحلي بإطلاق ''البارود'' في الجو تعبيرا عن الفرحة. ويسعى أثناء هذه المراسيم كل فارس إلى إبراز كفاءته ومهارته في امتطاء الخيل والتحكم فيها كطريقة لإبداء شهامته، ويضيف ''عمي أحسن'' ابن منطقة تيارت المشهورة بجودة وأصالة خيولها، أن الفروسية والمعروفة في منطقة الغرب ب ''الحراكة أو الخيالة'' تعتبر من أهم التفاصيل وأدقها في تراثنا المغاربي والعربي الإسلامي الأصيل، فهي تراث وثقافة اجتماعية وإنسانية وتاريخية تعكس أهمية العلاقات لدى سكان البدو، وذلك من خلال طريقة التفاعل بين أفواج ''الفنتازيا'' حيث أن الخيول تشارك في التسابق وعند الانتهاء تقوم بالرقص على أنغام ''الغايطة'' والطبل'' و''البندير'' بحركات متناسقة ومتناغمة للرؤوس والأرجل . وتبرز الفروسية في شكل '' الفنتازيا'' على حد تعبير السائس ''أحمد'' جانبا هاما من جوانب الثراث الجزائري والتعريف به في المناسبات الثقافية على المستوى المحلي للتعريف الداخلي بخصوصيات كل منطقة وعلى المستوى العالمي بالمشاركة في المهرجانات والمحافل الثقافية العربية والدولية، لتمثيل ثقافتنا الشعبية البدوية، والهدف من الاهتمام ب ''الفنتازيا'' في شكلها التقليدي والحرص على حضورها في المواسم والحفلات والأعراس والأعياد والمهرجانات المهرجانات دليل على أنها جزء لا يتجزأ من تاريخ الجزائريين.
جو السباقات الشعبية نفحة أخرى
تعرف السباقات الشعبية للخيول في أغلب أرجاء الوطن ب ''لعبة الجماعة''، ففي هذه المناسبة يتم تزيين الخيول بسروج ملونة جميلة تكسبها منظرا أجمل وأبهى وبعد التزيين يصعد على ظهورها خيالة ماهرين يرتدون في الغالب الزي التقليدي الأبيض، يصطفون بها على خط واحد في شكل هندسي منسق ومنظم وهي تقوم بحركات حماسية معبرة عن استعدادها الكبير وفرحتها لخوض السباق. ويشارك في اللعبة رئيس الفرقة والذي يعرف برئيس السَرية باللهجة العامية وفي الغالب ما يكون هذا الشخص من الناس المحترمين في القبيلة والعارفين بالقوانين ونظم وتنظيمات ورموز اللعبة ما يخوله التحكيم بإشارته إلى تنظيم الصف والإعلان عن انطلاقة السباق وتحديد موعد إطلاق البارود دفعة واحدة من بنادق المشاركين وذلك عند خط الوصول المتفق عليه مسبقا أين تكون الفرق الموسيقية في الانتظار وهي تطرب الحضور المتفرجين الذين يشكلون صفين طويلين على طول المسافة المخصصة للسباق واحد على اليمين والثاني على اليسار في منظر شعبي جميل ورائع تزيد من روعته زغاريد النساء المتعالية من وقت لآخر. وعلى قدر جمال هذا التراث فإنه يعرف اليوم الإهمال والنسيان فلا يظهر إلا في المناسبات القليلة والنادرة التي طالها الانقراض هي الأخرى.
نصائح لمربي الخيل الجديد
تربية الخيول من الهوايات التي يعشقها الكثير، لكنها في نفس الوقت صعبة تحتاج إلى المساحة الواسعة ليس في المنزل بالطبع، والوقت والمال والالتزام بها كأمر حتمي أي أنها ليست كتربية القطط أو الكلاب أو الأرانب أو ما شابه ذلك .
ما الذي تحتاجه الخيول؟
صحبة مثيلاتها من الخيول أو حتي الفرس الصغير ، الحمير، الماعز، البقر أو حتي الانسان. تغذية منتظمة من الكلإ (الحشيش المجفف) العلف، الشعير، التفاح، الجزر، وتزيد كميات الطعام في فصل الشتاء. توفير الماء للتنظيف المتجدد باستمرار لها. مأوى لحمايتها من البرد والرياح والحر الشديد. تدريبات يومية. إزالة الحجارة والحبيبات الرملية الخشنة من الحوافر يومياً في بداية اليوم وبعد التدريبات. تنظيف الاسطبل يومياً من الروث وتنظيف الخيل نفسها وتمشيطها. الإستعانة بالطبيب على الفور في حالة المرض أو الإصابة. التطعيمات الوقائية الدورية لمنع الإصابة بالأمراض.
سلوك الخيول: الخيول من الحيوانات التي تحب الصحبة وتكره الوحدة، كما إنها تحب الحياة الحرية ولا تقيد في الإسطبل دائماً وهذا لا يمنع من وجود مأوى لها يحميها من التغيرات الجوية.
التعامل مع الخيول: الخيول من الحيوانات الحساسة جداً ومن السهل تعرضها للفزع والقلق، لذا لتهدئتها عليك بالإقتراب من الرأس والإمساك بها ببطء ثم التحدث إليها كأنك تتحدث مع شخص آخر . أما الضوضاء أو الحركات الفجائية قد تسبب لها الانزعاج ويصعب عندها التعامل مع هذا الحيوان الوديع، عليك باكتساب الخبرة مع خيول أخرى قبل التفكير في امتلاك واحد.
العناية الطبية بالخيول : ينبغي تطعيم الخيول بالأمصال الوقائية لحمايتها من الأمراض الخطيرة بما فيها الأنفلونزا التي تصيبها والتي تشتمل أعراضها على: الحمي، دموع العين، رشح الانف، تقلب المزاج، فقدان الشهية، كما يتم تطعيمها ضد التيتانوس.
السعال عند الخيول: قد يعني أو يفسر على إنه عدوى تصيب الجهاز التنفسي ولا ينصح بركوبه إلا بعد استشارة الطبيب البيطري وقد يكون من أسبابه التعرض للغبار أو ذرات القش المتطايرة في الجو. من الإضطرابات التي قد تعاني منها الخيول آلام البطن أو المعدة وتكون أسبابها: عسر الهضم، الاصابة بالديدان، أو وجود انتفاخ، وهنا لابد من استشارة الطبيب البيطري. لكن هناك أمر هام لابد وأن تعالج الخيول من فترة لأخرى من ستة إلى ثمانية أسابيع أو كل ثلاثة أشهر من الديدان.
إصابات الجهاز التنفسي (انسداد الممرات الهوائية)، والتي تظهر علامات أن تنفس الحصان له صوت عالٍ يمكن سماعه عند الراحة أو عند ممارسة التدريبات الخفيفة، حصر البول (عدم خروج البول) ومغص البطن لابد من إحضار الطبيب البيطري فورا. التهاب مؤلم يصيب الجزء الداخلي الحساس من الحافر ويسبب تشوهات، ويرجع السبب الرئيسي وراء هذا الالتهاب إلى تناول الخيول لأطعمة كثيرة وممارستها لتمارين أقل، وهناك التهاب أيضاً تصاب بها حوافر الفرس يؤدى إلى رائحة كريهة منبعثة منها والسبب فيها عدم تلقى الرعاية الطبية، وعدم نظافة الأرضية التي يقف عليها الفرس وتكون مليئة بالماء، أيضا لابد من إحضار الطبيب البيطري فورا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.