تعرف الحملة الانتخابية للتشريعيات المقبلة المقرّرة في الرابع ماي المقبل بولاية سطيف، عزوفا كبيرا من قبل المواطنين وعدم تفاعلهم مع المترشحين ورؤساء الأحزاب، حسب ما وقفت عليه "السلام ". وأجمع المواطنون بولاية سطيف عبر مختلف بلدياتها ال 60 أن "الحملة لا حدث"، وهو ما جعل أحزاب السلطة الممثلة في "الأفالان" و"الأرندي" يفضّلون العمل الجواري في الأحياء والمساجد وحتى المقاهي، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه واستمالة المواطنين لبرنامجهم الانتخابي، في حين فضّلت بقية الأحزاب التي توصف ب"المجهرية " محاولة إقناع الناخبين "بالخطابات الرنّانة والوعود المغرية" على حد تعبير المواطنين الذين أشهروا –حسب ما يبدو - "البطاقة الحمراء" في وجوه المترشحين، على غرار حركة "حمس" وحزب العمال الذي قابلته الجماهير بالإستهجان عند حلول زعيمته لويزة حنون منذ أيام مدينة العلمة لإقامة تجمع شعبي. وفي عاصمة الولاية وعلى الرغم من نشر صور المترشحين في الأماكن المخصصة لهم، إلا أنها رُشقت ومُزّقت، كما لقي المترّشحون الذين حاولوا إستمالة الجماهير في الأماكن العمومية انتقادات لاذعة ومقاطعة واسعة، فرغم تفضيل متصدّر قائمة الأرندي مثلا زيارة البلديات الصغيرة لإقناع مواطنيها بالإنتخاب لصالح قائمته، إلا أن الإقبال كان ضعيفا ولا يتعدى 20 شخصا. هذا ولم تشهد الحملة الانتخابية لحزب جبهة التحرير الوطني تجاوب المواطنين بولاية سطيف بدليل التعليقات الساخرة في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأن أغلبية المترشحين المنحدرين من العلمة وبقية البلديات لا يملكون الشعبية الكبيرة وسط الناخبين مثلما حصل مع متصدر قائمة الفجر الجديد أين رفض أصحاب المحلات القريبة من منزله تعليق صوره على واجهة المحلات، وهو ما يوحي بعزوف كبير ومقاطعة أكبر مع اقتراب موعد التشريعيات. كما لم تشهد الأيام الأولى من الحملة نزول القيادات الكبيرة لإقامة التجمعات الشعبية ما زاد في برودة الحملة، في إنتظار زيارة أويحيى وولد عباس لسطيف لإقناع الناخبين.