توقع بشير عطّار المدير العام السابق لشركة سوناطراك، أن السوق العالمية ستشهد خلال ال20 سنة المقبلة استهلاكا مزدوجا للغاز والطاقات المتجدّدة على حساب تراجع السوق العالمية لاستهلاك مادة البترول الذي قال بشأنه أنه طاقة في "طريق الزوال". وأضاف عطار في تدخّل له خلال أشغال الطبعة الرابعة لمنتدى نادي الطاقة "اينرجي" بولاية تيبازة، أن القارة الإفريقية لا تحتوي إلا على سبعة بالمائة من احتياطي البترول العالمي، مشيرا إلى أن نصف اكتشافات البترول في الجزائر تم إنتاجها واستهلاكها، مؤكدا أن المواد البترولية السائلة بإمكانها ضمان الاحتياجات الطاقوية في الجزائر إلى غاية أفق 2030. وقال عطار أنه "حان الوقت للشروع في استغلال الطاقات المتجددة على نطاق أوسع لتفادي استنفاذ مخزون المنتجات البترولية"، مشيرا إلى أن "ال 22 ألف ميغاواط المزمع إنتاجها بفضل البرنامج الوطني للطاقات المتجددة في حدود سنة 2030، تشكّل ما يعادل 27 بالمائة من احتياجات الجزائر من الكهرباء "، كما دعا إلى التحوّل التدريجي للطاقات المتجددة واستغلال مادة الغاز الصخري. هذا وأجمع مشاركون في منتدى نادي الطاقة على ضرورة بناء نموذج اقتصاد جديد، يعتمد على طاقات بديلة بدلا من الطاقات التقليدية ويسمح بإعادة تموقع الجزائر. وركّز مجمل المتدخلون، على تداعيات انهيار أسعار النفط في العالم على المالية والاقتصاد العالمي بصفة عامة، وعلى الجزائر بصفة خاصة باعتبار أن نسبة معتبرة من المدخول القومي الخام تأتي من قطاع المحروقات. كما رافع المتدخّلون من أجل تشجيع البحوث لتدعيم البدائل المقترحة لتعزيز مكانة الجزائر في خارطة التحولات العالمية في مجال الطاقة والتجاوب معها ومواجهة ما وصفوهم ب"الانكماش" الاقتصادي الحالي. من جهته أكد علي حاشد مستشار وزير الطاقة على أهمية استغلال التكنولوجيات الحديثة لتطوير قطاع الطاقة بالجزائر مشيرا إلى مادة "الفحم" التي ما تزال تعتمد عليها بعض الصناعات منذ القدم رغم بروز مادة "البترول" قبل أن يؤكد أنه "ليس من الضروري الاعتماد على استراتيجية تقوم أساسا على التأقلم ومواكبة التطورات والتغيرات الحاصلة في سوق الطاقات". ورافع ذات المسؤول من أجل مواصلة استغلال الغاز والتحول تدريجيا نحو الطاقات المتجددة بعيدا عن التسرع أو التأثيرات الخارجية، مبرزا أهمية بناء استراتيجية مستقبلية للنمو الطاقوي وفقا للمعطيات الجزائرية في المجال. بدوره، دعا توفيق حسني رئيس جمعية مهندسي الدولة خريجي المعهد الجزائري للبترول - الجهة المنظمة للقاء- إلى ترقية مستويات التفكير لتحضير أرضية وطنية مؤهلة للتجاوب مع التحولات الطاقوية في العالم عموما، مبرزا مساعي الدول الغربية وفي مقدمتها الدول الأوروبية الرامية إلى وضع حد للتبعية الطاقوية لدول أخرى على رأسهم روسيا.