شدّد عبد المالك بوضياف، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أمس على ضرورة إقامة سلطة فوق وطنية مكلفة بالدواء، تحت اسم "الوكالة الإفريقية للأدوية"،و تعنى الأخيرة بتعزيز القدرات الوطنية في مجال مراقبة المنتجات الصيدلانية وتنسيق القوانين في مجال التسجيل ومكافحة تزوير الأدوية. وأبرز بوضياف، خلال افتتاحه لأشغال المنتدى الدولي ال 18 للصيدلة، الحاجة "الملحة والعاجلة" لإقامة الهيئة المذكورة أعلاه والتي تركّز على احتياجات شعوب القارة وتضمن لأنظمتها الصحية توفير منتظم وبأقل سعر للأدوية المطابقة. ولفت بوضياف أن إفريقيا "تملك كل المقومات اللازمة لتكون الأدوية الأساسية متوفرة ومطابقة وفي متناول الجميع"، داعيا الدول الإفريقية إلى ''الإشراف بأعلى المعايير على تطوير البحث وإتاحة فرص التواصل بين مختلف الجهات الفاعلة لخلق التآزر الضروري بين البحث والمستشفى وعالم الصناعة مع الاستفادة من التنسيق القانوني لضمان التكامل". وذكّر وزير الصحة، بأن السياسة الصيدلانية في الجزائر تهدف إلى "ضمان المطابقة وتوفر وسهولة الحصول على الدواء كما تعتمد بشكل متزايد على الإنتاج المحلي للأدوية"، مضيفا بأنه "يجري حاليا تحديث هذه السياسة من أجل تعزيز المكاسب ومرافقة التحدي المتمثل في الحصول على الجزيئات المبتكرة" . من جهته، أكّد الدكتور كوندي كبيتو رئيس هيئة الصيادلة الأفارقة أن الجزائر تعد بلدا إفريقيا كبيرا في المجال الصيدلاني، مذكّرا بالتطور الهام للصناعة المحلية التي تغطي أكثر من 60 بالمئة من الحاجيات. وأشار ذات المتدخّل إلى التقدّم المعتبر المسجل في مجال التغطية الاجتماعية من خلال تعاقد الوكالات الصيدلانية في منظومة الضمان الاجتماعي وكذا وضع الوكالة الوطنية لمراقبة الأدوية التي قال إنها " قدمت الكثير من الخبرة للبلدان الإفريقية". صيادلة القارة السمراء يعتزمون الانخراط في جمعية هذا وحذّر ممثل الصيادلة الأفارقة من التحدّيات التي تستوقف القارة فيما يتعلق بالتقليد الذي يستهدف الدواء، وكذا مكافحة الأمراض غير المتنقلة على غرار السرطان وأمراض أخرى. كما عبّر كابيتو عن إرادة صيادلة القارة في تنظيم أنفسهم في جمعية تحت إشراف الاتحاد الإفريقي. في ذات السياق، أكد الدكتور باه كيتا الممثل المقيم للمنظمة العالمية للصحة بالجزائر، أن المنظمة طلبت مساعدة الجزائر من أجل تزويدها ب " الوثائق المتعلقة بالممارسات الجيدة كونها أحد البلدان القلائل التي لا تعرف ظاهرة بيع الأدوية في الشارع". كما أشاد ذات المتحدث ب" القفزة النوعية " التي حققتها الجزائر في مجال الصحة ،مضيفا أنها " بصدد تجسيد التزامها بالقضاء على الملاريا قبل نهاية2018 ، إضافة إلى إسهامها في النشاط الصحي العالمي بخصوص التلقيح ومكافحة السيدا والملاريا وغيرها.