أعلن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، عن حصول الجزائر وبشكل رسمي على شهادة القضاء على شلل الأطفال في الجزائر، مشيرا إلى أن التلقيح المجاني والموسع سمح بالقضاء على جزء كبير من الأمراض التي يمكن السيطرة عليها عن طريق التلقيح، علما أن الحكومة ومن خلال قطاع الصحة تعمل حاليا على وضع الأساس لصناعة محلية من اللقاحات. وزير الصحة أكد في كلمته الافتتاحية للمنتدى الدولي ال18 للصيدلة المنعقد بالجزائر، وفيما يخص الإنتاج المحلي الصيدلاني أن الصناعة الصيدلانية لا تهدف فقط إلى تأمين توفر الأدوية الأساسية بل أيضا جعلها في متناول المجتمع من حيث التكلفة، مضيفا أنه ليس من الصدفة أن يتمتع الملف المتعلق بترقية الصناعة الوطنية للأدوية باهتمام خاص من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. ورافع وزير الصحة من جهة أخرى وبمناسبة انعقاد المنتدى الذي تشارك فيه 32 دولة إفريقية من أجل إقامة سلطة إفريقية للدواء تعنى بتعزيز القدرات الوطنية في مجال مراقبة المنتجات الصيدلانية، وتنسيق القوانين في مجال التسجيل ومكافحة تزوير الأدوية، مشيرا إلى أن الواجبات الأساسية للوكالة الإفريقية للأدوية المزمع تأسيسها والتي رشحت الجزائر لأن تحتضنها تتمثل في تعزيز القدرات الوطنية في مجال مراقبة المنتجات الصيدلانية، وتنسيق القوانين في مجال التسجيل ومرافقة تطوير الممارسات الجيّدة ومكافحة تزوير الأدوية. ويرى الوزير بأن تحسين التحكم الشامل للأدوية في إفريقيا كفيل لوحده بإرساء أسس تنمية مستدامة ومستمرة لصناعة صيدلانية إفريقية تكون مرتكزة على احتياجات شعوب القارة، وتضمن لأنظمتها الصحية توفير منتظم وبأقل سعر للأدوية المطابقة، معتبرا أن تحسين التحكم في قطاع الصيدلة الإفريقي والعالمي يكتسي أهمية قصوى لأنه يعتبر أحد المحددات الرئيسية لأي سياسة صحية وطنية هدفها زيادة توفر الأدوية بأقل تكلفة ممكنة. وحول الخيارات المتاحة أمام إفريقيا أكد الوزير أن هذه الأخيرة تملك كل المقومات اللازمة لتكون الأدوية الأساسية متوفرة وطابقة وفي متناول الجميع بدء من العنصر البشري، حيث أن أغلب سكان القارة من الشباب يضاف إلى ذلك تصاعد وتيرة الوصول إلى جميع مستويات نظام التعليم وتطور النظم الصحية، فضلا عن كون اقتصاد القارة يظهر قدرة عالية من المرونة لمواجهة التباطؤ الاقتصادي العالمي، والبقاء في طليعة النمو الاقتصادي العالمي. إلا أنه بالمقابل نجد أن ضمان إمكانية الحصول على الدواء لا يكفي. حيث يتعين على دول القارة السمراء أن تكون فاعلة ولها القدرة على تقرير مستقبلها، ومن هذا المنطلق و تأييدا للإنشاء القادم للوكالة الإفريقية للأدوية فإنه سيكون على الدول الإفريقية الإشراف بأعلى المعايير على تطوير البحث وإتاحة فرص التواصل بين مختلف الجهات الفاعلة لخلق التآزر الضروري بين البحث والمستشفى وعالم الصناعة. ويقع على عاتقها العمل على بناء إستراتيجية مشتركة حقيقية لدعم أحسن الممارسات المتبعة في الصيدلة. المشاركون في الملتقى: الجزائر بلد إفريقي كبير في المجال الصيدلاني أجمع المشاركون في المنتدى الدولي ال18 للصيدلة على ريادة الجزائر في المجال الصناعة الصيدلانية، مثمّنين المراحل العملاقة التي قطعتها والتي جعلت منها سوقا كبيرة وهما بالنسبة للإنتاج والاستثمار، وقال رئيس هيئة الصيادلة الأفارقة الدكتور كوندي كبيتو، إن الجزائر تعد بلدا إفريقيا كبيرا في المجال الصيدلاني، معتمدا على وجود صناعة وطنية هامة تغطي أكثر من 60 ٪ من الحاجيات المحلية. كبيتو أشاد في كلمة له أمام المشاركين في المنتدى الدولي ال18 للصيدلة بالتقدم المعتبر المسجل في مجال التغطية الاجتماعية من خلال تعاقد الوكالات الصيدلانية في منظومة الضمان الاجتماعي، وكذا وضع الوكالة الوطنية لمراقبة الأدوية التي قدمت الكثير من الخبرة للبلدان الإفريقية، إلا أنه حذّر من جهة أخرى من التحديات التي تستوقف القارة فيما يتعلق بالتقليد الذي يستهدف الدواء، وكذا مكافحة الأمراض غير المتنقلة على غرار السرطان وأمراض أخرى. من جهته أشار الممثل المقيم للمنظمة العالمية للصحة بالجزائر الدكتور باه كيتا، أن المنظمة طلبت مساعدة الجزائر من أجل تزويدها بالوثائق المتعلقة بالممارسات الجيدة كونها إحدى البلدان القلائل التي لا تعرف ظاهرة بيع الأدوية في الشارع. وبشكل عام أكد المتحدث القفزة النوعية» التي حققتها الجزائر في مجال الصحة، مضيفا أنها بصدد تجسيد التزامها بالقضاء على الملاريا قبل نهاية 2018، إضافة إلى إسهامها في النشاط الصحي العالمي بخصوص التلقيح ومكافحة السيدا والملاريا وغيرها. مفوض الاتحاد الإفريقي بمجلس السّلم والأمن إسماعيل شرقي، أكد من جهته أن الصحة تكتسي أيضا أهمية على غرار الأمن بالنسبة للسكان الأفارقة، منوّها بتزود إفريقيا بعد انعقاد أول جمعية عامة لأفريبول بالجزائر بالوكالة الصيدلانية الإفريقية.