يستعد سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الراحل معمر القذافي لتوجيه خطاب مصوّر للشعب الليبي قريبا، ما يرجح فرضية عودة نجل القذافي إلى الحياة السياسية وجلوسه على طاولة الحوار بين الفرقاء الليبيين الذين تسعى الجزائر لتوحيد صفوفهم، وذلك بعد اطلاق سراحه من سجن مدينة الزنتان شرقي ليبيا، أين كان يقبع به منذ نوفمبر 2011. وظهر سيف الاسلام القذافي، مؤخرا في تسجيل مصوّر جديد بعد أيام من اطلاق سراحه من سجن الزنتان بموجب قانون العفو العام الصادر عن برلمان طبرق، حيث كان يتجوّل رفقة مجموعة من أعيان الطوارق ومحاطا بعدد من السكان في مدينة أوباري الواقعة بجنوب ليبيا. وحسب ما أفاد به موقع "روسيا اليوم"، فإن سيف السلام القذافي الذي يحوز على شعبية كبيرة باعتباره أحد رموز النظام الليبي القديم، يقوم بزيارة إلى مدينة أوباري، المدينة التي يقطن فيها اللواء علي كنه الذي عمل في الجيش الليبي في عهد القذافي ولا يزال يدين لنظامه بالولاء. واعتبر ذات الموقع الخرجة الميدانية لسيف الإسلام القذافي بعد الافراج عنه، دليل على أنه "يجهز للعب دور سياسي جديد المتمثل في اعادة هيبة النظام السابق والإطاحة بقوات الجنرال حفتر وكل من أراد السيطرة على ليبيا بقوة السلاح"، فيما تقول مصادر أخرى أن سيف الإسلام وفور الإفراج عنه توجّه إلى مدينة البيضاء التي تقع في شرق ليبيا، والتي تسيطر عليها السلطات في طبرق والجيش الوطني الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، حيث ترجّح ذات المصادر ان ينخرط سيف الإسلام في الصراع السياسي، بجانب الجيش الوطني وتفكيره بالوقوف إلى جانب المشير حفتر قائد الجيش . هذا وأكّدت مواقع مناصرة للنظام السابق في ليبيا، أن" سيف الإسلام سيتوجه في الأيام القليلة المقبلة بخطاب مصور مسجل إلى مواطنيه، إيذانا فيما يبدو بلعب دور سياسي جديد في البلاد". يأتي ذلك في وقت طلبت المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية بالقبض على سيف الإسلام القذافي وتسليمه، لاتهامه بارتكاب جرائم حرب بسبب قمع المعارضة لحكم والده. كما طالبت مدعية المحكمة فاتو بنسودة، في بيان لها والدول الأخرى بالقبض على سيف الإسلام. ويعتقد العديد من المراقبين، أن الإفراج عن سيف الإسلام سوف "يؤجج لهيب النار المشتعلة في ليبيا"وأن "العالم ينتظر المفاجآت". هذا وتباينت مواقف الليبيين من الافراج عن سيف الإسلام ، فبالنسبة للذين شاركوا في الإطاحة بوالده وأنصارهم استاؤوا من قانون العفو العام، لأنه سيسمح- حسبهم- بالإفراج عن العديد من الذين عملوا مع القذافي، ولأن "هؤلاء سيعودون إلى ممارسة النشاط السياسي وبالتالي سيعملون من أجل العودة إلى النظام القديم"، وهناك من لا يخفي فرحه من صدور العفو العام والإفراج عن نجل القذافي، وتوقعوا أن "يتحالف مع المشير حفتر لاستعادة القانون والنظام في ليبيا". دعوات للتلاحم والتوافق على سيف الإسلام من جهته، دعا الفريق سيد قذاف الدم ابن عم معمر القذافي وأحد أركان حكمه السابق "الليبيين إلى التلاحم والتوافق على سيف الإسلام"، مطالبا الأخير أن يقود المصالحة الوطنية بين الليبيين دون تمييز. وأكّد الفريق قذاف الدم على صفحته على فيسبوك، أن سيف الإسلام "كان يدير الحوار مع كل الأطراف منذ الأيام الأولى للثورة"، مضيفا أنه "ساهم ومعه فعاليات وقيادات ليبية شعبية في إطلاق سراح عدد أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter