لا تزال مسألة إطلاق سراح سيف الإسلام القذافي غير واضحة تمامنا، فقد تكرر إعلان الإفراج عنه في السابق، كما لا يعلم حتى الآن مكان تواجده في حال غادر الزنتان فعلا. إلا أنه لا توجد خيارات كثيرة أمام نجل القذافي سيف الإسلام يلجأ إليها داخل ليبيا، وربما حتى خارجها بسبب الظروف الأمنية والسياسية المتدهورة للغاية في مختلف أرجاء البلاد، وأيضا بسبب مذكرة الاعتقال الصادرة بحقه من قبل المحكمة الدولية والتي لا تزال سارية المفعول. ويمكن الإشارة في هذا الصدد إلى أن سيف الإسلام يمكن أن يلجأ إلى مكان واحد داخل ليبيا قد يوفر له قدرا لا بأس به من الأمان، وهو مدينة البيضاء معقل أخواله من قبيلة البراعصة في الشرق. كما يمكن لنجل القذافي الذي يحظى نسبيا بشعبية كبيرة بين مواطنيه خاصة بعد المآلات المأساوية والأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية المتردية ما بعد الإطاحة بنظام القذافي الأب، أن يلجأ إلى مدينة أوباري التي يتخذها القائد العسكري علي كنه معقلا له، وحيث شكّل وحدات من القوات المسلحة السابقة استعدادا للعب دور مستقبلي.
إلا أن الاحتمال الأخير ضعيف وغير مأمون مقارنة باللجوء إلى مدينة البيضاء شرقا، أو بن وليد إلى الشرق من طرابلس، أو إلى سبها جنوب غرب البلاد. من الأرجح أن يتجه سيف الإسلام شرقا إن هو غادر مدينة الزنتان، وقد تكون رحلته إلى مدينة البيضاء استراحة قصيرة قبل السفر إلى مصر، حيث يقيم معظم أفراد عائلته بما في ذلك والدته. وكانت الصحفية الكويتية فجر السعيد قد نشرت تغريدة على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي تويتر قالت فيها إن سيف الإسلام سيوجه قريبا رسالة مصورة لمواطنيه. وبما أن سيف الإسلام القذافي لم يخرج حتى الآن إلى الأضواء بطريقة أو أخرى، فذلك يعني أن أوضاعه لم تستتب بعد، أو أنه لا يريد الكشف عن مكانه تفاديا لمتاعب ملاحقة محكمة الجنايات الدولية له، أو تخوفا من الضغط السياسي أو لمخاوف أمنية، وربما لكل ذلك مجتمعا. وربما يلجأ سيف الإسلام معمر القذافي إلى البيضاء ليس فقط للحصول على حماية قوية من أخواله، بل ولعقد تحالف مع القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر كما ترجح ذلك الصحفية الكويتية فجر السعيد. في كل الأحوال، جميع الخيارات ممكنة في ليبيا، البلد الذي تتماهى أوضاعه السياسية والاقتصادية والأمنية مع طبيعته الجغرافية وسماته المناخية المتقلبة ورماله المتحركة.