يجتمع خليفة حفتر القائد العسكري شرق ليبيا وفائز السراج رئيس الحكومة الليبية المدعومة من الأممالمتحدة غدا بباريس لإجراء محادثات سعيا لإيجاد حل للأزمة التي تعرفها ليبيا منذ قرابة سبع سنوات، على حد ما أفادت به وكالة الأنباء البريطانية . ونقلت الوكالة عن مصدر ديبلوماسي أن خليفة حفتر متواجد في باريس ومن المقرر أن يصل السراج إليها قريبا. وأجرى حفتر والسراج محادثات في أبوظبي في ماي للمرة الأولى منذ أكثر من سنة ونصف، كما تناولت المحادثات اتفاقا تدعمه الأممالمتحدة. ودخلت باريس مؤخرا على خط حل الأزمة الليبية وهي المبادرة التي طالما رعتها الجزائر وعملت على جمع مختلف الأطياف السياسية والعسكرية على طاولة الحوار لإيجاد حل سلمي للأزمة، بعيدا عن أي تدخل أجنبي. في ذات السياق تساءل خالد غيث عضو المجلس الأعلى للدولة الليبية، في تصريح لصحيفة "العربي الجديد"، عن توقيت الدعوة لعقدلقاء في باريس بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج والقائد العام للقوات المسلحة التابعة للحكومة المؤقتة خليفة حفتر. وقال غيث أن "تجريد الملف الليبي من أطرافه الأساسية وحصر الأزمة في حفتر والسراج سعي فرنسي غريب مما يجعل الأمر مريبا بالفعل"، وأضاف ذات المتحدّث، "حتى الآن لا نعرف موقف السراج من اللقاء المرتقب، لكن موقفه سيكون صعبا بعد أن أعلن عن مبادرته الأيام الماضية، ولقيت ترحيبا من قبل قوى سياسية في طرابلس وغرب البلاد، فكيف سيتجاوزها ويعود إلى نقطة الصفر جالسا مع حفتر؟". ويرى عضو مجلس الدولة أن مبادرة السراج، التي تتضمن خارطة طريق من بينها إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في مارس القادم، "ألقت باللائمة على مجلسي النواب والدولة من دون أن تشير إلى حفتر على الإطلاق"، متوقعا أن الأمر "ربما يكون توافقا ضمنيا مع السعي الفرنسي لحصر علاج الأزمة بين السراج وحفتر"، معتبرا أن المبادرة المذكورة "رؤية بعيدة عن الواقع، ولا سيما في الغرب الليبي الذي لا يمتلك فيه السراج تأثيرا وحضورا كبيرين، كما أن حفتر غير مرغوب فيه هناك". من جانبه، يرى حسين الجالي المحلّل السياسي الليبي، أن لقاء لاهاي بين أعضاء من مجلسي النواب والدولة، ومساعي باريس الحالية لا تعكس إلا الاختلاف الكبير بين دول الاتحاد الأوروبي حول الملف الليبي، ف"باريس بعد أن مكنت مرشحهاغسان سلامة من منصب البعثة الأممية في ليبيا والمعروفة بميولها الداعمة لحفتر، سعت دول أوروبية أخرى للانخراط في الملف الليبي بعيدا عن البعثة في مسار مواز سعيا منها للتأثير على الوجود الفرنسي في ليبيا". وتوقع الجالي أن لقاء باريس "لن يأتي بجديد"، معتبرا أن شروط حفتر التي طرحها على السراج في لقاء أبوظبي في ماي الماضي "تعجيزية ولم يتنازل عنها"، مؤكدا أن "باريس تسعى فقط لإثبات وجود حليفها حفتر كرقم صعب في المعادلة الليبية أمام الرأي العام الدولي".